نهى وجيه صحفية شابة اختارت أن ترفع شعار «لا للنزول فى العيد» مبررة ذلك بأن ما يحدث من وقائع تحرش لفظى وجسدى فى الشوارع والمتنزهات العامة خلال أيام العيد يعطى مبررا كافيا لعدم النزول إلى الشارع. وتشرح قائلة :«يقال دائما إن البنت هى المخطئة، وتتلقى اتهامات بأن ملابسها ضيقة، وتستحق التحرش». وكأى فتاة تعرضت لمضايقات فى الطريق، تحولت تمشيتها فى الشارع إلى خطوات محفوفة بالحذر، فالموتوسيكلات بالنسبة لها أداة رعب، وتقول ان الموتوسيكلات هى الوسيلة رقم 1 التى يستخدمها الشباب حاليا فى وقائع التحرش. «المكان الوحيد الذى يمكننى أن أذهب إليه فى العيد هو كافيه اعتدت الذهاب إليه بعد يوم طويل وشاق فى العمل، لكن من المستحيل أن أذهب للمتنزهات العامة أو الكورنيش أو السينمات، حيث تصل احتمالات التحرش إلى نسبة 100٪» بهذه العبارة تحدد نهى الأماكن التى من الممكن تفكر فى الذهاب إليها خلال فترة العيد. كفتاة عشرينية تتحرك كثيرا فى شوارع القاهرة، يصيبها القلق من تجمعات الصبية فى الشارع، وأحيانا ما تترك الشارع تماما إلى طريق آخر. وهى أمور فى نظرها لا يعرفها الرجال من تضييق تتعرض له الفتاة فى الشارع. أما مارينا مجدى الحاصلة على بكالوريوس الإعلام، فأدى تعرضها لمحاولات التحرش فى الشارع، إلى تبنى أداء عنيف فى الشارع ضد المتحرشين، وأصبحت حركتها مليئة بالتحفز والتوتر. تقول إن الحجة التى يستند إليها المتحرش هى أن ملابس الفتيات مثيرة، وهذه حجة واهية، لأننا نرى فى شواطئ شرم الشيخ والغردقة فتيات يرتدين المايوهات فى الشوارع أو على البلاج ولا يستطيع أحد ان يعترضهن وهى أماكن فى مصر. وتكمل مارينا قائلة انها شخصيا تجد فى هذه المدن متنفسا فى ارتداء ما تحب من الملابس، أو أن يكون البديل فى أماكن أكثر أمانا فى المولات البعيدة عن زحام الأحياء القاهرية. يرى الدكتور أحمد عبدلله مدرس الطب النفسى بجامعة الزقازيق، أن التحرش هو شكل من اشكال العنف ولا يصح ان يتم ربطه بالتدين أو بالاحتياج الجنسى للشباب، ويقول: «هذه تبريرات تؤدى شعور الفتيات اللاتى تعرضن للتحرش بالصدمة وإحساس بالمهانة والذنب والعار، رغم أنهن الطرف المعتدى عليه». ويدعو الخبير النفسى إلى وضع جريمة التحرش فى إطارها الطبيعى كواقعه عنف تحتاج إلى عقاب.