فى أول رد فعل من قبل إيران تجاه توقيع إتفاقية "كامب ديفيد" الأمريكية الخليجية، تحرشت 5 زوارق بحرية تابعة للحرس الثورى الإيرانى، بسفينة شحن ترفع علم سنغافورة، إبان مرورها فى المياة الدولية لمضيق هرمز، وأطلقت الزوارق طلقات تحذيرية على السفينة "ألباين إنترينتى"، التى لجأت للمياة الإقليمية الإماراتية، فقامت قوات خفر السواحل الإماراتية بحمايتها، ونجحت فى إبعاد الزوارق الإيرانية. فى البداية قال اللواء حسام سويلم رئيس مركز الدراسات الإستراتيجية بالقوات المسلحة سابقا، قلت ومازلت أكرر أنه طالما بقى نظام الخومينى فى حكم إيران، فلن يكف عن محاولات التحرش بالدول العربية، خاصة مصر ودول الخليج؛ لأن هذا النظام مصاب بهوس إستعادة الإمبراطورية الفارسية؛ ولهذا السبب سعى للسيطرة على سوريا والعراق ولبنان واليمن، ومازال يحتل جزر إماراتية حتى الأن.
وأشار سويلم إلى أن هدف الحرس الثورى الإيرانى هو محاصرة دول الخليج ومصر، ومن هنا قال قائد الحرس الثورى من قبل، "طوينا سجادة الخليج، بالسيطرة على العواصم الأربعة والجائزة الكبرى فى الطريق"، أما العواصم الأربعة فهى بغداد وبيروت ودمشق وصنعاء، والجائزة الكبرى هى القاهرة، مشيرا إلى تصريحات لقيادى أخر فى الحرس الثورى يدعى محمد رضا نقدى، قال عقب توقيع إتفاقية الدفاع المشترك بين أمريكا ودول الخليج منذ ساعات، "إنه لاحدود لقوة إيران، ولا يمكن لأى قوة كبرى أن تصمد أمامها".
وشدد الخبير الإستراتيجى على أن هذا الحرس الثورى الإيرانى هو من يدعم حماس لتتحرش بسيناء، ويسلح التنظيمات التكفيرية فى ليبيا، وحاول تشكيل ما كان يسمى بالجيش المصرى الحر؛ بهدف إقتحام حدود مصر الغربية، لافتا إلى أن المخابرات الإيرانية تجند الجواسيس، وتصنع القلاقل عن طريق الشيعة فى البحرين، وتثير المشاكل من أن لأخر فى المنطقة الشرقية بالسعودية، وهى الأن تتحرش بالحدود السعودية بشكل سافر، عن طريق الحوثيين فى اليمن.
وفى سياق متصل قال اللواء طلعت مسلم الخبير العسكرى والإستراتيجى، إن إيران تحاول إستعراض ما لديها من قوة، ومدى قدرة الحرس الثورى الإيرانى على إثارة مشاكل، وتعريض ممرات الملاحة الدولية للخطر، مؤكدا على إنها لن تجرؤ على إغلاق مضيق هرمز الواقع فى أراضيها، وبالتالى لن يسمح لها بالتحرش بمضيق باب المندب، واصفا ما تفعله بأنه مجرد مناوشات فى إطار إستعراض العضلات.
وأضاف مسلم إن القاعدة العسكرية تقول"إذا إمتلكت القوة فأظهرها"، وبالتالى يمكن وصف ما فعلته بحرية إيران مع السفينة السنغافورية، بأنه محاولة لإستعراض القوة، التى تعرف فى العلوم الإستراتيجية بالردع السياسى، عن طريق إستعراض الإمكانات العسكرية.
وربط الخبير العسكرى بين تلك النظرية وبين تصريحات قائد ميلشيا متطوعى الحرس الثورى الإيرانى، التى قال فيها إن بلاده تخوض حربا مكتملة الأركان فى المجال السياسى، لافتا إلى أن الطرف الإيرانى حتى الأن، لم يأمن جانب الأمريكان، ولم يضمن إنحياز الإدارة الأمريكية إلى صفه، خاصة فى ظل الضغوط الإسرائيلية على أوباما، ورفض اللوبى اليهودى أى محاولة للتقارب بين واشنطن وطهران، مشيرا إلى أن إيران تحاول ردع كل الأطراف بما فيها المجتمع الدولى، بالتلويح بقدرتها على إثارة القلاقل فى المضايق وممرات الملاحة العالمية، ومن ثم تحرشت بالسفينة فى المياة الدولية.