يحتوى العدد الجديد من مجلة "مختارات إيرانية" الصادرة عن مؤسسة الأهرام الصحفية بالقاهرة، علي العديد من الدراسات والأبحاث المهمة، التى تبرز سياسات إيران وعلاقاتها بدول المنطقة والعالم الغربي، منها: المؤسسة الدينية فى إيران، العلاقات الهندية الإيرانية، هل يعود الإصلاحيون للحكم بقيادة خاتمي؟، مشاركة الأحزاب فى الملف النووى، الوضع العلمى فى الجامعات الإيرانية، البرنامج الإيرانى لمواجهة الهجمة الأمريكية، وغيرها. وذكرت صحيفة "العرب" اللندنية ان محور "مضيق هرمز فى بؤرة الصراع الإيرانى - الأمريكي" جاء على رأس اهتمامات المجلة، وفى هذه القضية كتب اللواء المتقاعد حسام سويلم مشيراً إلى أنه فى الوقت الذى يتحدث فيه العالم عن سيناريوهات ضربة عسكرية أمريكية محتملة ضد إيران، يؤكد المحلّلون أن النفط سيشكل عاملاً حاسماً فى لجم اندفاع الأمريكيين إلى الخيار العسكري، موضحين أن إيران قادرة على تعطيل نقل النفط عن طريق مضيق هرمز الذى يمرّ عبره أكثر من نصف إنتاج الخليج من النفط، إذ إن إغلاقه سيؤدى إلى رفع أسعار النفط إلى أكثر من 200 دولار للبرميل، مما يضع ضغوطاً هائلة على الاقتصاديات العالمية، وهو ما يمكن أن يحول دون توجيه ضربة إلى إيران. ومن الناحية العسكرية يقول اللواء سويلم ان القاعدة البحرية الإيرانية "بندر عباس" تسيطر على حركة السفن فى المضيق من الشمال، والجزر الإماراتية الثلاث "أبو موسى"، "طنب الكبرى"، و"طنب الصغرى" من الجنوب الغربي، وقد سارعت إيران باحتلال هذه الجزر الثلاث بالقوة فور انسحاب القوات البريطانية عام 1971، وما زالت هذه القضية موضع تنازع دولى بين إيران والإمارات، حيث ترفض الأولى إعادتها للإمارات بزعم أنها إيرانية الأصل. وإبان الحرب الإيرانية العراقية أطلق المسؤولون الإيرانيّون التهديدات بإغلاق المضيق فى وجه الملاحة الدولية، ودارت آنذاك ما يعرف بحرب الناقلات، وكانت ناقلات النفط الكويتى تتحرك تحت حماية أمريكية، وكانت للتهديدات الإيرانية ردود فعل عنيفة عبرت عن القلق والاهتمام الشديدين بهذا المرفأ البحرى الدولى الذى لا غنى عنه للملاحة فى الخليج العربى الذى يعتبر شرياناً لإمدادات النفط للعالم الصناعي. حول خطة إيران للسيطرة على مضيق هرمز يقول اللواء حسام سويلم "تشير تقارير أجهزة المخابرات الغربية إلى أن إيران وضعت خطة من أجل الاستيلاء على المضيق وإغلاقه فى أقصر وقت ممكن إذا ما نشبت حرب بينها وبين الولاياتالمتحدة، معتمدة فى ذلك على أن الحرس الثورى يمتلك 700 موقع ميناء ومرسى وجزيرة ونقاط مختلفة، وذلك على طول الضفة الشرقية للخليج العربي، يستخدمها عادة للتهريب، وفى أوقات الضرورة قد يستخدمها لأغراض عسكرية فى اعتراض السفن الحربية والتجارية وناقلات النفط ومنعها من المرور فى المضيق، وهو أمر بديهى إذا ما نشبت الحرب. ويصف اللواء سويلم الخطة الأمريكية لاستعادة السيطرة على هرمز قائلاً "تشير تقارير مخابراتية إلى أن الولاياتالمتحدة أكملت استعداداتها لشن عملية عسكرية ضد إيران، ولم يبق سوى تحديد الموعد والذى يتوقّع أن يكون فى نهاية 2007 وأوائل 2008 قبل أن ينهى بوش ولايته، وبعد أن تستنفد قرارات مجلس الأمن التى تفرض عقوبات على إيران أغراضها بأن ترفضها طهران، وبذلك تعطى المبرر لشن عمل عسكرى ضدها استناداً للفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة، وقد أعدت الولاياتالمتحدة نفسها لهذه الضربة.