خبير استراتيجى : حماس تؤدى دورا يخدم المصالح الإسرائيلية والإيرانية السفير الفلسطينى السابق بالقاهرة : على حماس أن تمكن حكومة الوفاق الوطنى من تأدية مهامها
محلل سياسى : حماس تصر على شق الصف الفلسطينى غير مبالية بمعاناة شعب فلسطين
فى الوقت الذى تصارع فيه القضية الفلسطينية المجتمع الدولى وازدواجية معاييره وانحياز الولاياتالمتحدة غير الموضوعى لقوات الاحتلال الإسرائيلى والتى تعصف بدورها كل قرارات الأممالمتحدة ومبادئ القانون الدولى تتعنت جماعة حماس الإرهابية وتصر عبر سياساتها غير الوطنية فى شق الصف الفلسطينى واجهاض أية محاولات للمصالحة الوطنية ، وقد ظهر جليا فى عدم تمكين حكومة الوفاق الوطنى من تأدية مهامها باعتبارها الممثل الشرعى للشعب الفلسطينى للحد الذى جعل حماس تحاصر وفد الحكومة الفلسطينية الذى زار قطاع غزة مؤخرا بل وتقوم باجبارهم على مغادرة القطاع. ونرصد مع عدد من المتخصصين فى الشأن الفلسطينى تحليل موقف حماس من حكومة الوفاق الوطنى وانعكاساته على ملف المصالحة الفلسطينية.
أكد اللواء محمد الغبارى الخبير العسكرى، أن ميليشيات حماس الإرهابية تؤدى دورا فى تفتيت الجبهة الوطنية الفلسطينية بمخالفة صريحة للهدف الذى أنشأت من أجله وفقا لما اعلنته وهو الدفاع عن القضية الفلسطينية، مضيفا أن هذا الدور لا يخدم سوى العدو الإسرائيلى الذى يهنأ الآن جراء انقسام القرار الفلسطينى. وأشار اللواء الغبارى أن كل من إسرائيل وإيران يتحكمان فى القرار الحمساوى وذلك لأن حماس تؤدى دورا يخدم مصالحهما ، موضحا أن حماس تخدم إسرائيل فى تمزيق اللحمة الوطنية الفلسطينية وافساد المصالحة الوطنية ومن جانب آخر فحماس أحد الادوات الإيرانية التى تستخدمها لتنمية نفوذها فى المنطقة العربية ولاختراق القرار العربى ، كما أوضح أن إيران استطاعت النفاذ إلى خمس دول عربية وهى فلسطين ولبنان وسوريا والعراق وأخيرا اليمن إما بواسطة المعيار العقائدى وإما بالمال وإما بالإثنين معا. كما اكد اللواء الغبارى أن تمكين حكومة الوفاق الوطنى من تأدية مهامها أمر بات مستحيلا والتفاوض مع حماس يعتبر مضيعة للوقت وذلك لثلاثة أسباب رئيسية ، أولها أن إسرائيل حريصة على ابقاء الصف الفلسطينى منقسما من خلال حماس وهى لن تسمح بخروج حماس عن الدور المرسوم لها ، ثانيا إيران تتمسك بكل ادواتها فى المنطقة العربية وهى لن تتخلى عن حماس خاصا وهى تخوض معركة تفاوضية على خلفية برنامجهها النووى مع المجتمع الدولى ، ثالثا إن الأنفاق غير الشرعية بين مصر وقطاع غزة تدر ملايين الدولارات على كبار المسئولين فى حماس وهم لن يستسلموا بسهولة أمام الدولة المصرية التى اتخذت قرارا وطنيا بتدمير تلك الأنفاق التى تتسبب بشكل رئيسى فى كل الأعمال الإرهابية التى تحدث فى سيناء. وفيما يتعلق بالاتفاق الاطارى الذى تم بين مجموعة 5+1 وإيران حول برنامجهها النووى اكد اللواء الغبارى أن كل من إيرانوالولاياتالمتحدة متفقتان على اعادة تدوير المنطقة العربية وفقا لمصالحهما المشتركة ، مشيرا إلى أن إيران عقب هذا الاتفاق اصبحت اكثر قوة بالشكل الذى سينعكس على حماس باعتبارها أحد أدواتها فى المنطقة العربية الأمر الذى يزيد ملف المصالحة الوطنية الفلسطينية تعقيدا ، كما أشار إلى أن الدعم المادى الكبير الذى تقدمه إيران إلى حماس " السنة " دلالة كبيرة على أن الصراع بين العالم العربى وإيران ليس عقائديا ولكنه سياسى مؤسس على الأطماع الفارسية فى فرض نفوذها على المنطقة العربية. من جانبه اكد الدكتور بركات الفرا السفير الفلسطينى السابق بالقاهرة أن التعنت الكبير الذى تبديه حماس إزاء حكومة الوفاق الوطنى دلالة على التعنت الحمساوى الكبير واصرارها على استمرار حالة الانقسام. وطالب السفير الفرا حماس بالكف عن الممارسات التى تزيد من معاناة أهلنا فى قطاع غزة ، كما طالبها بتمكين حكومة الوفاق الوطنى المعبرة عن كل الشعب الفلسطينى من آداء مهامها الوظيفية. ومن ناحية أخرى اكد السفير الفرا أن إيران تدعم حماس ب300 مليون دولار فى الوقت الذى لم تقدم إيران يد العون تجاه قطاع غزة حين يتعرض لأشد أنواع العداءيات من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلى و كان آخرها عملية الجرف الصامد والتى راح ضحيتها ما يزيد على الألفين شهيد ولم تحرك إيران ساكن.
كما أكد السفير الفرا، أن السلطة الفلسطينية تعكف الآن على إعداد ملف موثق لكل الجرائم الإسرائيلية منذ مذبحة دير ياسين وحتى الآن وذلك للتوجه إلى المحكمة الجنائية الدولية لوضع المحتل الإسرائيلى تحت طائلة القانون الدولى وذلك دفاعا عن القضية الفلسطينية وعن كل أبناء الشعب الفلسطينى سواء من يعيش بقطاع غزة أو الضفة الغربية مختتما قائلا : لن تترك السلطة الفلسطينية أبناءها فى قطاع غزة وسوف تظل تدافع عن حقوقهم. وفي نفس السياق، قال الدكتور أسامة شعث المحلل السياسى الفلسطينى وأستاذ العلاقات الدولية، أن ما تقوم به حماس من تعنت للحيلولة دون قيام حكومة الوفاق الوطنى بمهامها دلالة على المحاولات الحمساوية لتعويق المصالحة الفلسطينية واجهاض سبل لم الشمل الفلسطيني، مؤكدا أن حماس تتعسف كثيرا إزاء أزمة موظفين الحكومة الذين يزيد أعدادهم عن الأربعين ألف، مما يشكل عبء كبير على حكومة الوفاق الوطنى، بخلاف غياب المعايير الموضوعية لتعيينهم. واضاف شعث أن حماس قبلت المصالحة الفلسطينية من أجل تخفيف الضغط الكبير الذى كان مفروضا عليها فى ذلك الوقت ليس من أجل لم الشمل الفلسطينى ، مشيرا إلى أن حماس اختزلت القضية الفلسطينية بكل أبعادها فى قضية الموظفين التى تصر على تعينهم فى حكومة الوفاق الوطنى وترهن عملية المصالحة بهم غير عابئة بحقوق الشعب الفلسطينى وما يتعرض له من انتهاكات من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلى ، مختتما قائلا : لقد خصمت حماس كثيرا من القضية الفلسطينية التى تصارع ازدواجية معايير القانون الدولى من أجل نيل الحقوق المستحقة للقضية الفلسطينية دولة وشعبا.