قال الكاتب الصحفى، مصطفى الطوسة، نائب رئيس تحرير إذاعة مونت كارلو الدولية، إنّ حزب اتحاد من أجل حركة شعبية العمود الفقري لليمين الفرنسي يَستعد حالياً لتغيير اسمه في خطوة تهدف إلى إعادة تجنيد قواعده الانتخابيه استعداداً للانتخابات الرئاسية المقبلة. وأضاف الطوسة في تصريحات صحفية، أنّ فكرة تغيير الاسم فرضت نفسها كخطوة ضرورية بعد عودة نيكولا ساركوزي، إلى المشهد السياسي وإلى قيادة الحزب، وأنّ ذلك جاء على خلفية أزمة سياسية وقضائية كادت أنْ تعصف بمصير الحزب الذي كان يقوده جان فرانسوا كوبي، وأنّه كان سبب أزمة الفضائح القضائية فيما يعرف إعلاميا بقضية بيك ماليون، Bygmalion التي كشفت خروقات في تمويل حملة المرشح ساركوزي. ورأى الطوسة أنّ تغيير الاسم جاء كوسيلة لمحاولة إضفاء زخم جديد على حزب أغرقته الفضائح، وصراع القيادات، وغموض المشروع السياسي، بالمقارنة مع منافسه الأساسي لقيادة عائلة اليمين الجبهة الوطنية بزعامة مارين لوبين. وتابع: "الاسم الجديد، والهوية الجديدة للحزب ستكون تحت قيادة نيكولا ساركوزي، القائد العائد لإنقاذ اليمين من الغرق، والهزيمة، والاندثار، أمام اختراقات اليمين المتطرف"، متابعاً أنّه: "قد توصلت قيادة الحزب إلى شبه إجماع على اختيار اسم الجمهوريون ليحل محل "حزب اتحاد من أحل حركة شعبية". وأوضح الطوسة أنّ اختيار هذا الاسم أثار حتى الآن حفيظة أحزاب الوسط الذين يُصرون على أن يكون الحزب اليميني المستقبلي عبارة عن اتحاد لقوى سياسية يمينية متنوعة، وأنّ هذا الاسم من شأنه أنْ يُحذف من خريطة مكونات أحزاب الوسط التي عادة ما تلعب دور المحرك السياسي لقوى اليمين في مواجهة اليسار، مُقارنة بزعماء اليسار الذين وجهوا انتقادات لاذعة وساخرة مفادها أن نيكولا ساركوزي عبر اختياره هذا الاسم يُريد أنْ يستولي بطريقة حصرية على مبدأ وروح الجمهورية، وأنّ كل مواطن لا ينتمي إلى حزبه سيكون مناهضاً للجمهورية في الوقت الذي تنبأ البعض من أن يشهد هذا الخيار إفلاسا سياسياً وانتخابياً. ولفت الطوسة إلى أنّه: "يبدو جلياً أنّ اختيار نيكولا ساركوزي، وفريقه لاسم"الجمهوريون" جاء كرد فعل أمام الاختراقات الانتخابية التي تحققها مارين لوبين، والتي تسعى لأنْ تكون أفضل مُعارض للرئيس فرانسوا هولاند في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وأنّه قد تسببت مواقف حزبها المتهمة بالعنصرية، ومعاداة السامية، وكره الأجانب بأنها تضع الجبهة الوطنية خارج ميثاق الجمهورية الذي يضمن مساواة في الحقوق وعيش مشترك لمختلف الأقليات و الديانات". واختتم حديثه قائلاً: "نيكولا ساركوزي رفض مراراً الانخراط في جبهة جمهورية من اقتراح اليسار لمواجهة الأفكار العنصرية والإقصائية التي يحملها ويروجها اليمين المتطرف، وأنّه شاءت الأقدار أنْ تتجه خيارات قيادة الحزب من أجل حركة شعبية إلى كلمة "الجمهوريون" لولادة سياسية جديدة، وإنعاش خطاب يميني جديد.