قال الكاتب الصحفى، مصطفى الطوسة، نائب رئيس تحرير إذاعة مونت كارلو الدولية، إنّ عائلة اليمين الفرنسي تَعيش صراعات داخلية لم يسبق لها مثيل بهدف اختيار أفضل مُعارض للرئيس الاشتراكي فرانسوا هولاند، وأنّ ذلك استعداداً للسباق الرئاسي المقبل. وأضاف الطوسة في تصريحات صحفية، أنّ المعركة تَدورُ حالياً بين مارين لوبين، زعيمة حزب الجبهة الوطنية لليمين المتطرف، ونيكولا ساركوزي زعيم حزب اتحاد من أجل حركة شعبية لليمين التقليدي، موضحاً أنّ هاتين الشخصيتين لهما وزنٌ قويٌ داخل المشهد السياسي، كما أنهما يتنافسان كلٌ بوسائله، وهمومه، وعقباته، من أجل فرض خطهما السياسي على الأجندة الانتخابية الفرنسية. وأوضح الطوسة أنّ نيكولا ساركوزي، عاد الى الحياة السياسية بعدما اعتبر خصومه أنّه كان في موت سياسي "سريري" بسبب الفضائح القضائية، والسياسية، التي طالت عهدته وجعلت من عودته أمراً صعباً، مردفاً أنّ ساركوزي عاد إلى قيادة الحزب بعد معركة قاسية حقق اختراقاً انتخابياً جعل من حزب اتحاد من أجل حركة شعبية أول قوة سياسية في فرنسا، كما أنّه تَحدثَ بلغة ساطعة عن دخول فرنسا في منطق التناوب السياسي فضلاً عن اتخاذه لعدة قرارات ذات أهمية سياسية وتنظيمية، أبرزها تنظيم انتخابات تمهيدية لاختيار أحسن مرشح بمشاركة أحزاب الوسط، وتغيير اسم الحزب من اتحاد من أجل حركة شعبية إلى الاسم المقترح والمتداول إعلاميا حالياً "الجمهوريون". وتابع: مارين لوبين تُعد شخصية استقطبت الأضواء والجدل لِكونها أخرجت حزبها من الهامش، وجعلت منه محوراً مركزياً للحياة السياسية الفرنسية عبر عدة اختراقات انتخابية، وأيضاً عبر مُنعطفات إيديولوجية استطاعت مارين لوبين أن تنزع عن حزب الجبهة الوطنية تلك الهالة المخيفة التي كانت تبعد عنه الناخبين بسبب مُيوله العنصرية، ومعاداة السامية، وقناعاته المبنية على كره الأجانب، مُتابعاً: "بينما كانت مارين لوبين في طريق النجاح فَجر أبوها جان ماري لوبين، قنبلة هوية الحزب والأيديولوجية التي بنيت عليه، وأدخل الحزب في تَناقضات قوية قد تُرغمه على اتخاد قرارٍ عقابيٍ تجاه الرئيس الشرفي للحزب بعد أنْ تَخلى عن ترشحه في الانتخابية الإقليمية المرتقبة في شهر ديسمبر المقبل. وشدّد الطوسة على أنّ المعركة إذن هي بين نيكولا ساركوزي، ومارين لوبين للحصول على منصب أشرس مُعارض للرئيس الحالي هولاند، مردفاً: "لاحظ المراقبون العداوة السياسية القوية بَينهما إذ يُركز نيكولا ساركوزي انتقاداته على مشروع مارين لوبين وشخصها، كما أنّه طلب من أتباعه في الانتخابات الأخيرة عدم التصويت لها، والعمل على فضح ادعاءاتها، أما مارين لوبين، فترى في نيكولا ساركوزي، العدو اللدود الذي يقف في طريقها ويَمنعها من مبارزة مرشح اليسار في المعركة الرئاسية المقبلة. ولفت الطوسة إلى أنّ المراقبين يُراهنون على أنّ ضراوة المعركة بين نيكولا ساركوزي ومارين لوبين قد تكون من بين أبرز العوامل التي تحدد فرص نجاح أو فشل اليسار تَطبيقاً لطقوسٍ أصبحت تَقليدية في المشهد السياسي الفرنسي، قائلاً: "اليسار دائماً ما يَفوز في الانتخابات لاستفادته من تناقضات اليمين القاتلة".