قالت مصادر أمنيّة اليوم الثلاثاء، إنّ جيش الاحتلال الإسرائيليّ يستعّد لاحتمال اندلاع مواجهات عنيفة في الضفة الغربيةالمحتلة في الأشهر القريبة على خلفية تجميد الحكومة الإسرائيليّة الأموال المُستحقّة للفلسطينيين. وقالت صحيفة (يديعوت أحرونوت) اليوم الثلاثاء إنّه بناءً عليه فإنّ ما يُطلق عليها قيادة المركز العسكريّة في جيش الإحتلال تستكمل سلسلة من المناورات والتدريبات لإعداد الجيش لسيناريو المواجهات مع الفلسطينيين. وحسب المصادر عينها، أضافت الصحيفة، أنّه يجري الاستعداد للمواجهات رغم أنّ الجيش لا يتوقّع بالضرورة حصول تصعيد عنيف في أعقاب الإعلان عن نتائج الانتخابات الإسرائيليّة، وأنّه يعتقد أنّه في الجانب الفلسطيني لا تزال تُمارس وسائل الضبط المختلفة لمنع اندلاع المواجهات. ويشمل سيناريو المواجهات المحتملة مشاركة آلاف الفلسطينيين في المواجهات، بعضها مسلحة، في عشرات المواقع في الضفة الغربية، وعمليات إطلاق نار باتجاه مواقع عسكرية، وعمليات تسلل إلى داخل المستوطنات المقامة على أراضي الضفّة الغربيّة المُحتلّة، ومحاولات اختطاف إسرائيليين، ووقف التنسيق الأمني. وأضافت الصحيفة الإسرائيليّة قائلةً إنّ الأشهر الأخيرة شهدت حصول فجوة كبيرة بين الأجواء المتوترّة في العلاقات السياسية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وذلك على خلفية توجه السلطة الفلسطينية للانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، والردّ الإسرائيلي الذي تمثل في تجميد أموال الضرائب والجمارك التي تجبيها للسلطة، وبين الوضع الحقيقي على الأرض. ولكن من الجهة الأخرى، لفتت المصادر الأمنيّة الإسرائيليّة، حسب الصحيفة، إلى أنّ التنسيق الأمنيّ بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) من ناحية، وبين أجهزة الأمن الفلسطينيّة، التابعة للسلطة في رام الله، لا يزال مستمرًا حتى اليوم رغم التهديدات الفلسطينية بوقفه. علاوة على ذلك، أوضحت المصادر الأمنيّة الإسرائيليّة أنّ التنسيق الأمني يقوم على أساس ما أسمته بالمصالح المشتركة للطرفين، وعلى رغبة الطرفين في منع اندلاع مواجهات عنيفة. وعن التنسيق الأمنيّ، قال مُراسل الشؤون العسكريّة في الصحيفة، يوسي يهوشواع، إنّه ما يزال قائمًا وفعالا، وأنّه بعد أيام معدودة من قرار منظمة التحرير الفلسطينية وقف التنسيق الأمني، اعتقلت أجهزة الأمن الفلسطينية في ليلة واحدة العشرات من ناشطي حركة حماس في الضفة في حملة واسعة النطاق، وأنّه في الشهر الأخير تمّ اعتقال أكثر من مائة ناشط في الحركة، كان آخرها اعتقال 14 ناشطا في مخيم جنين للاجئين الليلة قبل الفائتة. وتابعت الصحيفة قائلةً، نقلاً عن المصادر عينها، إنّ المصلحة المشتركة للطرفين تقتضي منع إقامة بنية تحتية عسكرية لحركة حماس أوْ باقي فصائل المقاومة في الضفة الغربيّة، الأمر الذي قد يُهدد السلطة الفلسطينية وليس إسرائيل فحسب، وبالنتيجة فإنّ التنسيق الأمني هو مصلحة فلسطينيّة بما لا يقل عن كونه مصلحة إسرائيلية، على حدّ وصفها. وحسب الأجهزة الأمنيّة الإسرائيليّة، أضافت الصحيفة، أن في هذه الفترة هناك جاهزية منخفضة جدًا لدى الجمهور الفلسطينيّ في الخروج إلى مظاهرات شعبية كبيرة ضدّ إسرائيل، إلى جانب تواصل جهود السلطة الفلسطينية في منع اندلاع مواجهات، بذريعة الخشية من الثمن والأضرار المتوقع للمجتمع والاقتصاد الفلسطيني، مثلما حصل في الانتفاضة الثانية. وأشارت الصحيفة إلى أنّ الجيش، ومن أجل تخفيف الضغوط الاقتصادية حتى لا تتفجر الأوضاع، وبمصادقة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، رفع عدد العمال الفلسطينيين الذين يُسمح لهم بالعمل داخل الخط الأخضر والمستوطنات بنحو 10 آلاف، كما رفع من عدد تصاريح الدخول إلى داخل الخط الأخضر. إضافة إلى ذلك، قالت الصحيفة إنّ كبار قادة جيش الاحتلال الإسرائيليّ قاموا أمس بتقديم استعراضٍ للمستوى السياسيّ في تل أبيب حول تداعيات القرار الإسرائيليّ بتجميد الأموال الفلسطينيّة، وشدّدّوا على أنّ الضغط الاقتصاديّ على المجتمع الفلسطينيّ من شأنه أنْ يؤدّي إلى اندلاع مواجهات عنيفة في الضفّة الغربيّة، وعمليات إخلال بالنظام العام، علاوة على تنفيذ عمليات فدائيّة ضدّ أهداف إسرائيليّة. جدير بالذكر أنّ جيش الاحتلال الإسرائيليّ قام قبل أسبوعين بإجراء تمرين هو الأكبر من نوعه في الضفّة الغربيّة بمشاركة عدة وحدات نظامية وقوات من تشكيلات الاحتياط. ولفتت صحيفة (معاريف) إلى أنّ القائد العام لهيئة الأركان العامّة، الجنرال غادي أيزنكوط، قام بإدارة التدريب بشكلٍ شخصيٍّ. وتابعت الصحيفة إنّه يتّم خلال التمرين تعامل مع سيناريوهات متعددة، بما في ذلك اندلاع مواجهات عنيفة على نطاق واسع في الضفة الغربيّة وحادث اختطاف واعتقال عدد كبير من الأشخاص. ولفتت الصحيفة إلى أنّه جرى تبليغ السلطة الفلسطينية بإجراء هذا التمرين. ونقلت الصحيفة عن مصدرٍ عسكريٍّ إسرائيليٍّ رفيع المستوى تأكيده على أنّ التدريب يُعتبر استثنائيًا من ناحية نطاقه، إذ تُشارك فيه أيضًا قوات من سلاح الجو وشعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) والوحدات الخاصة. كما أنّ القوات المشاركة في التمرين تتعاون مع طواقم من جهاز الأمن العام (الشاباك). وأشارت الصحيفة الإسرائيليّة أيضًا إلى أنّ القائد الجديد لهيئة الأركان العامة الجنرال غادي آيزنكوط أصدر تعليماته بإجراء هذا التمرين فور توليه مهمات منصبه الشهر الفائت في ضوء وجود تقييمات لدى شعبة الاستخبارات العسكريّة في الجيش الإسرائيليّ أنّ الأوضاع الأمنية في الضفّة الغربيّة قد تتصاعد خلال السنة الحالية.