ساعات قليلة تفصلنا عن زيارة الرئيس المصري "عبد الفتاح السيسي" إلي أديس أبابا، والتي توقفت منذ سنوات ماضية، وعادت من جديد لتدشن مرحلة جديدة من التعاون المشترك، والعلاقات الثنائية بين مصر وإثيوبيا في مختلف المجالات السياسية والإستراتيجية والإقتصادية الإستثمارية والتنموية". فيما وصفت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم إلى إثيوبيا، بانها تعتبر زيارة تاريخية، حيث تعد آخر زيارة رسمية من رئيس مصرى إلى إثيوبيا كانت قبل 30 عاما. وقالت الصحيفة أن الزيارة محاولة من الرئيس المصرى لاستعادة العلاقات مع "أديس أبابا" بعد سنوات من الإهمال من جانب رؤساء مصر السابقين، موضحة ان السيسي، سيبحث مع رئيس وزراء أثيوبيا سبل تطوير العلاقات الثنائية وعددا من القضايا الأفريقية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك. محطة هامة يقول في البداية رضا الجمل الباحث في شئون المياة ، إن تدفق مياة النيل يمثل للرئيس والمصريين أمر حياة أو موت ، لذا فزيارة السيسي إلى أديس بابا في الوقت الحالي تعد محطة هامة في تاريخ المصريين ، لافتًا إن الجميع في مصر يعرف ويدرك جيدًا الدور الإقليمي الذي تلعبة مصر والتي تحاول إستغلالة في الوقت الحالي لإيقاف بناء سد النهضة. وأكد "الجمل " إن مصر تعتمد منذ عصر الفراعنة على الصناعة والزارعة ،وبناء السد يجعل هناك خطر حقيقي على حياة المصريين وعلى الصناعتين الأهم بها لانهما مرتبطين بالمياة ،مشيرًا إن النتائج التي سيعود بها السيسي بالتأكيد ستكون مرضية لكافة الأطراف ، سواء مصر وسواء دول حوض النيل بشكل كامل. وتابع ،الباحث في شئون المياة ، إن المرحلة التي تمر بها مصر في الوقت الحالي ، لا تحتاج إلا لدعم شعبي وظهير قوي لرئيس حتى يستطيع تحقيق الأهداف المنشودة كاملة. سد النهضة لم يكن المحور الوحيد فيما قال دكتور بهاء الدين القوصي الخبير الدولي في قضاياة المياة ، إن زيارة السيسي إلى أديس بابا لن تكون محور مفاوضاتها فقط سد النهضة بل سيكون الحديث عن أمور كثيرة بين البلدين ، ومن بين تلك الأمور سد النهضة ، لافتًا إن أثويبيا تريد لمصر ان تعترف بإتفاقية العنتيبي ،وهذا أمر مستحيل لان تلك الإتفاقية تقلل من حصة مصر في مياة نهر النيل وبالتالي من المستحيل ان يتم الموافقة عليها . وتابع "القوصي " إن السيسي طالما أتخذ قرارة بالسفر إلى هناك فبالتأكيد يدرك جيدًا أبعاد الأمور ويستطيع من خلالها تحديد ما هو مفيد لمصر ، مشيرًا أن مصر ستطالب الدول الأعضاء من خلال هذة الزيارة بالإخطار المسبق قبل إنشاء أي عمل على حوض النيل، مؤكدا أن أوغندا والسودان بدأتا في بناء سدود من غير إخطار مصر. خطوة أولي ومن جانبة أكد هاني رسلان رئيس وحدة السودان بمركز الاهرام لدراسات السياسية والإستراتيجية ، إن زيارة السيسي إلى أديس بابا تعد خطوة اولى في خطوات المفاوضات بين مصر واثيوبيا بشأن سد النهضة ، لافتًا إن الطرف الأثيوبي أمتنع عن تقديم اي ضمانات لمصر فيما يتعلق بإستخدمها مياة نهر النيل ،وهذا لا يجعل هناك تخوف على حصة المياة المقدمة لمصر ، لان الحصة المقدمة لمصر لا يمكن التعرض لها وفقًا لإتفاقايات الدولية. وأكد "رسلان " أن اتفاقية 1902 تنص على منع أثيوبيا من بناء أي سدود على مجرى النيل، ولذا فالأمور واضحة لدى الجميع سواء كان الجانب المصري أو الأثيوبي، وأن الخطر الوحيد في الوقت الحالي يتمثي فقط في مخالفة تلك الإتفاقيات وفي حال عمل ذلك فسيتم توقيع غرامة على اثيوبيا، إضافة إلى إن مخالفة تلك الإتفاقيات قد يصل إلى حرب. وتابع رئيس وحدة السودان بمركز الأهرام ، أن السيسي لن يوقع خلال زيارتة على إي اتفاقيات خاصة بسد النهضة ، ولكن ستكون الزيارة عبارة عن مزيد من المفاوضات بين الطرفين.