رهن المحللون ارتفاع أداء البورصة المصرية خلال الاسبوع المقبل بمدى التقدم على الساحة السياسية وما ستسفر عنه مظاهرات الغد بميدان التحرير تحت شعار "جمعة الانذار الاخير". وقال حسام أبو شملة رئيس قسم البحوث بشركة العروبة للسمسرة في الاوراق المالية "لا يزال المشهد المالي بالبورصة مرتبطا بالمشهد السياسي وما يحدث بميدان التحرير. أنظار الجميع ستتجه للمظاهرات غدا. في حالة مرورها (المظاهرات) بخير واستجابة الحكومة والمجلس العسكري لطلبات المعتصمين سترتفع البورصة بشدة خلال الاسبوع المقبل." وتمكن المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية من الارتفاع 0.10 بالمئة يوم الخميس لكنه أنهى الاسبوع اجمالا منخفضا نحو خمسة بالمئة ليصل الى 5097 نقطة. وفقدت البورصة المصرية 11.25 مليار جنيه (1.89 مليار دولار) من قيمتها السوقية خلال تداولات الاسبوع لتصل الى 386.048 مليار جنيه. وقال سايمون كيتشن المحلل في المجموعة المالية هيرميس "سيراقب المستثمرون التطورات السياسية المحلية عن كثب بينما ستتحدد درجة شهية الاجانب للمخاطرة وفقا للتطورات المالية وأوضاع الدين في الولاياتالمتحدة ومنطقة اليورو." وكان شباب ائتلاف الثورة المصرية وعدد من الاحزاب وجماعات معنية بالحقوق ونشطاء يدافعون عن الديمقراطية أعلنوا عن تنظيم مظاهرات حاشدة بميدان التحرير يوم الجمعة للتأكيد على عدد من مطالبهم. وتستهدف الاحتجاجات على نحو متزايد المجلس العسكري الذي يدير البلاد وهي الاطول منذ تنحي الرئيس السابق حسني مبارك عن الحكم في أعقاب احتجاجات شعبية واسعة ضد ارتفاع الاسعار وتفشي الفقر والبطالة وسنوات من الحكم الاستبدادي. وكان ميدان التحرير مركز الاحتجاجات التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك والتي بدأت يوم 25 يناير كانون الثاني واستمرت 18 يوما. ويبيت المحتجون الذين يمثلون عشرات الجماعات والاحزاب السياسية والنقابات المهنية والعمالية ونشطاء الانترنت في خيام أو في العراء.
وقال اسلام أمين السمسار بشركة الشروق للوساطة في الاوراق المالية "السوق سيسير عرضيا مع ميل الي الصعود خلال النصف الثاني من تداولات الاسبوع القادم . وسيكون للاحداث السياسية والامنية الجارية الاثر الاكبر في التأثير بالسوق." وقالت وزارة الداخلية المصرية يوم الاربعاء انها أحالت للتقاعد 669 من كبار ضباط الشرطة بعد احتجاجات تطالب بالاسراع بوتيرة اصلاح الوزارة التي يلقى عليها باللوم في قتل مئات المتظاهرين واصابة ألوف اخرين. وتوقع ايهاب سعيد رئيس قسم البحوث بشركة أصول للوساطة في الاوراق المالية "ارتفاع السوق خلال الاسبوع المقبل. المؤشر الرئيسي سيستهدف مستوى 5250 نقطة. وسيبدأ بعدها في مواجهة ضغوط بيعية." لكن ابراهيم النمر رئيس قسم التحليل الفني بشركة نعيم للوساطة في الاوراق المالية "سيسير المؤشر الرئيسي خلال تداولات الاسبوع المقبل في اتجاه عرضي ما بين 4950-5100 نقطة." وقال مايكل ميلر رئيس وحدة الابحاث في نعيم للوساطة في الاوراق المالية "نتوقع استمرار التقلب وتراجع مشاركة الاجانب والتداولات الهزيلة قبل الانتخابات." وبلغ صافي تعاملات الاجانب خلال جلسة يوم الخميس 33.55 مليون جنيه كمبيعات بينما بلغ صافي تعاملات المصريين 31.74 مليون جنيه كمشتريات. وقال محسن عادل العضو المنتدب لشركة بايونيرز لادارة صناديق الاستثمار "اذا استقرت الاوضاع السياسية سيترتب عليها ارتفاعات شديدة بالسوق الاسبوع المقبل. واذا لم تستقر سيكون الترقب هو السائد بين المتعاملين وفقا للاحداث الجارية." وأوصى هاشم غنيم نائب رئيس بيراميدز كابيتال المستثمرين بالاسهم المقومة بالدولار لمواجهة التوترات مثل الخدمات الملاحية والبترولية (ماريديف) والمصرية الكويتية القابضة وأضاف أنه يمكن اعتبار المصرية للاتصالات أيضا ملاذا امنا. وكان عدد من المحللين أكدو خلال الاسبوع الجاري أن اسعار الاسهم المصرية أصبحت جذابة للغاية للشراء رغم الاضطرابات.
وقال محمد عسران العضو المنتدب لشركة بريميير لتداول الاوراق المالية "الاسعار جذابة للغاية للشراء الان. ننصح بالفعل عملاءنا بالشراء. من يمتلك بالفعل أسهما لابد أن يحتفظ بها والا يفرط فيها."