تحولت جائزة الأوسكار، والتي تعد أرفع وأهم الجوائز السينمائية في العالم، إلى ما يشبه الوجبة الجاهزة في مطاعم الوجبات السريعة، ويستطيع أبسط متابع لأفلام هوليوود طوال العام أن يتوقع مكونات نتائجها النهائية قبل إعلانها. وتستند توقعات الجوائز إلى نمط اعتادت أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة الأمريكية اتباعه في منح جوائزها، ومن ثم يمكننا رسم الصورة الكلية للجائزة، التي ستعلن نسختها الجديدة في فبراير المقبل. وتحرص الأكاديمية ومصوتوها الذين يتجاوز عددهم ألف ناقد وسينمائي على تمثيل الاهتمامات الأمريكية على المستويين الحكومي والشعبي ومن ثم الاهتمامات الأوروبية بنسب قد تختلف كل عام. ويبدو ذلك جليا في قائمة ترشيحات أوسكار 2015 والتي احتوت على العناصر "الأوسكارية" المعروفة مسبقا وتتلخص في فيلم "للجلد الذاتي" عن اضطهاد السود في أمريكا وكيف انتصروا في النهاية. تتجسد هذه السمة هذا العام في فيلم "سيلما (Selma) الذي يدور حول الدكتور "مارتن لوثر كينج" ونضاله من أجل الحقوق المدنية للسود ويقابله في العام الماضي فيلم "12 عام من العبودية" (Years a Slave12). والسمة الثانية التي تميز ترشيحات الأوسكار هي "تبرير التوحش العسكري الأمريكي" عبر استعراض الآلام والإحباطات التي تصيب الجندي الأمريكي بينما يقتل الآخرين، ويبرز هذه السمة فيلم "قناص أمريكي" (American Sniper) من إخراج الأمريكي المخضرم "كلينت يستوود". السمة الثالثة السائدة في الأفلام المرشحة لنيل الأوسكار هي دعم فكرة التفوق الحضاري الغربي بفيلم "فندق بودابست الكبير" (The Grand Budapest Hotel). أما السمة الرابعة التي تجعل الفيلم مرشحا لنيل الجائزة السينمائية الأشهر عالميا هي فكرة الحنين حيث رشح فيلم "الرجل الطائر" (Birdman) والذي يستعرض قصة محاولة ممثل ونجم سابق لأمجاده بعد أفول الأضواء وابتعادها عنه. وتضفي السمة الخامسة على جائزة الأوسكار بهاء خاصا حيث تمنح للتفوق والتفاني معا وهو ما انطبق العام الماضي علي فيلم "جاذبية" (Gravity) للنجم المخضرم "جورج كلوني" و"ساندرا بولوك" وهو الفيلم الذي حصد أكثر من 500 مليون دولار في شباك التذاكر. ولا يمكن للأوسكار أن تتجاهل السمة السادسة والأهم لها وهي الانتصار لليهود المضطهدين دائما رغم تكذيب الواقع والوقائع في هوليوود نفسها لهذه المزاعم لذلك يفوز فيلم "عايدة" (Ida) بالترشح لأفضل فيلم أجنبي. وتعلن أسماء الفائزين بأوسكار 2015 مساء يوم 22 فبراير المقبل.