أزمة البنزين والسولار هل هي أزمة مفتعلة من قبل أذيال النظام السابق لجرنا إلى التحسرعلى تلك الأيام الخوالي التي نعمنا بها في ظل حكم نزيل ( طرة )...ذلك المخلوع الغير مبارك الذي حاول أذلال الشعب المصري طيلة ثلاثون عاما لم يهتم فيها سوى بكنز ونهب الأموال وتهريبها وليذهب الشعب المصري إلى الجحيم ؟ ...أم أنها ناتجة لسوء التوزيع وانعدام الرقابة على محطات الوقود ليتركوا لأصحابها الحبل على الغارب لتزداد جيوبهم وكروشهم انتفاخا؟ .. لم تشهد مصر أزمة طحنة في السولار والبنزين سوى بعد ثورة ينايروذلك لتركيع الشعب المصري الطيب ولكنه لن يركع أو يحني قامته لغير الله عز وجل. ولأننا نعيش حالة من العبث والفوضى وانعدام الرقابة ، فكان لزاما على ذلك الصنف من الناس الذين يستغلون الظروف التي تمر بها مصر أسوأ استغلال لصنع الثروات الحرام دون وازع من دين أو ضمير على حساب شعبنا المسالم . في مدينة المنصورة صد مندوب الفجر العديد من السيارات التي تقوم بتهريب البنزين والسولار لبيعهما في السوق السوداء التي انتعشت في هذه الأيام. البداية كانت من مكالمة لصديق يسكن على مقربة من محطة الوقود ( البنزينة ) الموجودة على مقربة من كوبري جديلة ولا تبعد عنه سوى بأمتار قليلة على الطريق المؤدي إلى دمياط وشربين ودكرنس... وصلت إلى محطة الوقود فسمعت أن هناك سيارات قد أخذت غنيمتها وانصرفت ، ولكننا رصدنا بعض السياراتلتي كانت لاتزال تقوم بتحميل ( جراكن البنزين والسولار ).. السيارة رقم 12961 - نقل دمياط - كانت تقوم بتحميل بتحميل جراكن البنزين والسولار ، أما السيارة رقم ( دأب - 9426 ) فقامت بتحميلحوالي 150 ( جركن ) مليئة بالسولار ، وكذلك السيارة رقم ( د ل ب 6387 ) والتي قامت بتحميل حوالي 250 ( جركن ) سولار. رصدنا كذلك جرارا زراعيا يجر مقطورة حيث قام بتحميل حوال 200 ( حركن ) من البنزين - 80 وقمنا بتصوير بعض الصور بصعوبة شديدة ولو تم اكتشاف أمرنا لفتكبنا أصحاب المحطة والعاملين بها وكذلك سائقوا السيارات والجرار الزراعي الذين يقومون بعمليات التهريب . كان الزحام شديدا على المحطة اختلط فيه الحابل بالنابل...سيارات ملاكي وأجرة إلى جانب سيارات الرع نقل والشاحنات الكبيرة وكذلك بعض ( التوكتوك )...الكل يسعى للحصول على بعض البنزين أو السولار...اقتربنا من بعضهم فكان هذا الحوار السريع : السائق / محمود محمد أبو الفتوح تحدث إلينا غاضبا : نعلم أنها أزمة مفتعلة من أنصار النظام السابق ولكنها أيضا نتيجة انعدام الرقابة سواء من الشرطة أو التموين ولذلك يتم تهريب البنزين والسولار بهذه الطريقة وأمام أعين المواطنين جهارا نهارا....أما السائق / أيمن اسماعيل فأشار إلى أنه يقف في البنزينة منذ أكثر من 6 ساعات ولا يدري متى سيغادر المحطة إلأى منزله وليس معه ما يوصله إليه... الأستاذ / على محمد أبو شادي - محاسب - التقط طرف الحديث ليعلق على عمليات تهريب البنزين والسولار قائلا : هل ترى هذه الفوضى ؟...هي أكبر دليل على انعدام الرقابة على الإطلاق...,نتيجة لذلك لا أدري إن كنت سأقوم بتموين سيارتي أم لا. المواطن / عادل إبراهيم القط - مقاول - أوضح أنه لم يعد يستطع الإلتزام بتسليم أعماله في مواعيدها فالخلاطات تعمل بالسولار وسيارات ( الريدي مكس ) تعمل هي أيضا بالسولار ، وفي ظل هذه الفوضي تعطلت مصالحه حتى سيارته الخاصة يعجز في الكثير من الأحيان عن تمويلها ، وفي أحد المرات نفذ منها البنزين في بور سعيد وتركها هناك ليعود بصعوبة إلى منزله في المنصورة... المهندس / علاء عبد السلام جبر وجدناه نائما في سيارته وأشار هو أيضا إلى إنعدام الرقابة سواء من الشرطة أو التموين وهي إما أنها أزمة مفتعلة من الفلول أو من أصحاب محطات الوقود للإستفادة من بيع الوقود في السوق السوداء . السائق / محمد أحمد عامر - سائق تريلا -أوضح لنا بأن سيارته قد تعطلت منه في بني سويف أثناء عودته من سوهاج واضطر للمبيت أربعة أيام بمحطة الوقود لكي يتمكن في النهاية وبعد جهد جهيد من تموين سيارته والعودة بها إلى السنبلاوين وهو الآن ينتظر دوره منذ أكثر من 4 ساعات. السائق / علي برهان - سائق لسيارة ربع نقل تحدث إلينا وهو ثائر وغاضب من الشرطة والتموين لإنعدام الرقابة على كل شيئ في البلد سواء البنزين والسولار أو حتى السلع الغذائية... أما / معتز سليم - طبيب - فيطلب من المسئولين عمل بطاقة للوقود كبطاقة التموين وبطاقة الخبز وبطاقة الغاز وذلك للحد من بيع الوقود بالسوق السوداء.. المواطن / أحمد على حامد النمر - مدرس - طالب بتشكيل محاكم ثورية تكون مهمتها تغليظ العقوبة على المتاجرين في السوق السوداء في كافة المجالات، والظروف التي تمر بها مصر تقتضي ذلك . أما الدكتور/ عبد الرحمن محمد عباس فيتمنى عودة الإستقرار لمصر ويشدد على أننا جميعا لابد أن نقدر الظروف التي تمر بها مصر ويجب أن نتحملها بصبر وأناه وبغير مللأو تبرم فنحن في النهاية أبناءها ويجب أن نتحملها في وقت الشدة....والمستقبل الواعد ينتظرنا بعد تطهير مصر من الفلول وأذناب النظام الفاسد السابق. تركنا محطة الوقود قبل أن ينكشف أمرنا وفي داخلنا تثور تساؤلات عدة استقيناها من المواطنين أنفسهم وكان أهمها : - أين رقابة الشرطة على محطات الوقود ؟ وهل غابت عنهابفعل فاعل كما غابت عن كل نواحي حياتنا ؟ - أين رقابة التموين على محطات الوقود وعلى كافة السلع الغذائية ؟ - إذا كان تهريب الوقد يتم داخل مدينة المنصورة بهذا الشكل فماذا يحدث في محطات الوقود الموجودة خارج المدن؟ مجرد تساؤلات...فهل من مجييب؟...نتمنى أن نسمع إجابات ترضينا...نتمنى ...