سطرت محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بأكاديمية الشرطة الفصل الأخير من محاكمة القرن أمام محاكم الجنايات، وستبقى الكلمة الأخيرة لمحكمة النقض سواء من قبل المتهمين او النيابة العامة، وهي القضية المتهم فيها كل من الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك ونجلاه علاء وجمال ورجل الأعمال الهارب حسين سالم ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي و6 من كبار مساعديه وهم اللواء احمد رمزي قائد قوات الامن المركزي سابقا وعدلي فايد مدير الأمن العام سابقا وحسن عبد الرحمن رئيس جهاز مباحث امن الدولة المنحل وإسماعيل الشاعر مدير امن القاهرة الأسبق وأسامة المراسي مدير امن الجيزة الأسبق وعمر الفرماوي مدير امن 6 أكتوبر السابق في الدعويين الجنائيتين رقمي 1227 و3624 لسنة 2011.
"مبارك والنضارة السوداء "
اعتلت هيئة المحكمة منصة القضاء في تمام الساعة العاشرة والنصف وقامت قوات الامن المنوط بها تأمين القاعة بإيداع المتهمين قفص الاتهام حيث دخل العادلي ومساعديه الستة في المقدمة ومن خلفهم جمال وعلاء ثم والدهما مبارك علي سريره الطبي، وظهر مبارك مرتديا نضارته السوداء وظل يرد التحية لأنصاره داخل القاعة.
" ميثاق الثناء "
وبدأ المستشار الرشيدي الجلسة بقوله " بسم الله الحق العدل، وما الحكم الا بالله " ثم قام بإثبات حضور المتهمين بمحضر الجلسة، وقال انه يري مرقده في قبره ويحاسب نفسه علي ماذا فعل طوال حياته العملية بما يرضي الله منذ أكثر من خمسين عام، ووجه التحية الي عضوي الهيئة علي تحملهم ومعاونتهم إليه خلال مراحل نظر القضية، مضيفًا لأن الشكر موصول فقد شكر النيابة العامة التي قاموا بالعمل في ظروف صعبة وقت الأحداث، وقال الرشيدي انه يتمم مجهود المحامي العام المستشار وائل حسين وأيضا المستشار محمد إبراهيم المحامي العام الاول للمكتب الفني للنائب العام وأيضا المستشار تامر فاروق رئيس نيابة الأموال العامة العليا وقدم لهم وثيقة الثناء، ثم قام الرشيدي بشرح أمر الإحالة المرفق بالقضية وقام بتلخيص الوقائع وشرح الاتهامات الموجهة للمتهمين وإلقائها علي مسامع الحضور والمتهمين.
" كشوف المتوفين والمصابيين "
وكشف الرشيدي عن عدد القتلي والمصابين في العشر المحافظات حيث انه 238 متوفي وهناك متوفي واحد في محافظة سيناء ولكنه لم يدرج في الأوراق ولكن قامت النيابة العامة بأدراجه بأمر الإحالة، وبالتالي أصبحوا 11 محافظة ب 239 متوفي، ووضح اماكن توفي هؤلاء المتوفين وظروف وملابسات حالة وفاتهم، أما عن عدد المصابين 1588 مصاب في عشر محافظات بالجمهورية.
وقامت المحكمة بعرض قائمة أدلة الثبوت التي أكد أنها مطابقة لقائمتي المتوفيين والمصابين، وعرض ايضا الشهادات السرية ل13 شاهد سطر شهادتهم بالأوراق التي أدلي بها الشهود أمام النيابة العامة وأمام المحكمة أثناء الجلسات السرية
ثم انتقلت المحكمة للدراسة والبحث في الفترة الاتهام وما قبلها ومابعدها مؤكدا ان قامت بهذا الدور هو وجوبي علي المحكمة لتمكينها من الاستنباط والاستبيان لإصدار حكم لا يشوبه شائبة
" تحذير " وحذر الرشيدي الحضور من عدم التزامهم الصمت بعد النطق بالحكم وعدم التعبير عن اي فرح او الم او تهليل او إصدار اي اماءات او إشارات داخل قاعة المحكمة، مؤكدًا أن قوات الامن الموجودة لديها كل التدابير والتعليمات لمواجهة الموقف والسيطرة علي اي أفعال تخرج خارج الإطار المألوف
" نص الحكم " وبعدها مباشرة اصدر حكمه كالأتي :
أولا في القضية رقم 1227 لسنة 2011 جنايات قصر النيل و بشأن ما اسند من اتهامات بالاشتراك في جرائم القتل العمد و الشروع في القتل المنسوبة للمتهمين حبيب العادلي و احمد رمزي و عدلي فايد و حسن عبد الرحمن وإسماعيل الشاعر بالبراءة وطل من المتهمين العودة لمقاعدهم ، و قال المستشار محمود الرشيدي بان المحكمة سطرت الأسباب و ستظهر في التبيان بان هذا الحكم وضع في 190 صفحة وسطرت بناء على حجية اساطير القضاء الجنائي في 9 محافظات بالبراءة لمرؤسيه ، و المحكمة اختتمت هذا الجزء من الأسباب تذكر من أن القضاء في الدعوى الجنائية بالبراءة لا يدل على كذب و لا يمنع المحكمة المدنية من إعادة عناصر المحاكمة باعتبار أن المحكمة الجنائية لم تفصل في الدعويين الجنائية و المدنية من قبل .
وبالنسبة للاتهام الثاني المتعلق بتهم التسبب في الإضرار بالمال العام الخاص بممتلكات وزارة الداخلية و المتهم فيها كل من العادلي و مساعديه الستة و من ضمنهم أسامة المراسي و عمر الفرماوي ..قضت المحكمة ببراءتهم جميعا مما نسب اليهم قائلا إليهم عودوا إلى مقاعدكم، وقال المستشار محمود الرشيدي بان محكمة الإعادة قد اختتمت أسباب القصبة تنوء على من قتل بالميادين العامة سواء من رجال الجيش او الشرطة ابان 25 يناير 2011 تدق ناقوس الخطر لتلك المحنة التي سارت معالجتها علة رد و ايمان من المحكمة بان المسلم لن يهمله الله ، و ناشدت المحكمة رئيس الجمهورية رعاية اسر الشهداء او المصابين من خلال صناديق رعاية المصابين و الشهداء حتى تهدا أحوال المصريين و تطيب النفوس بعد الرضا بما قرره الرحمن .
و قضت المحكمة في الجناية رقم 3642 لسنة 2011 المتهم فيها الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك و المتهم بالاشتراك فيها مع سامح فهمي بتصدير الغاز لإسرائيل ببراءته عما اسند إليه، وأن المحكمة سطرت أسبابها و انتهت إلى ما كشفت عنه تقرير لجنة الخبراء الذي افاد بعدم وجود اي شبهة مخالفة، و المحكمة تثق في أن المهندس رئيس مجلس الوزراء و من خلال المتابعة الحازمة سيلزم شركة شرق البحر المتوسط المملوكة لحسين سالم بالوفاء بتلك الأموال حتى تتمكن مصر من إعادة الأموال اليها باعتبار أن تلك الشركة تابعة للهيئة العامة للبترول و صاحبها سالم .
أما بشان تهمة الرشوة المتمثلة في الفيلات الخمسة المتهم فيها مبارك و نجلا علاء و جمال حكمت المحكمة غيابيا لحسين سالم و حضوريا لعلاء و جمال و مبارك بانقضاء الدعوى الجنائية بمضي المدة و عودوا الى مقاعدكم ، وقام علاء مبارك فور النطق بالبراءة انتفض من على كرسيه و قام بتقبيل جبين والده، و المحكمة تهيب بالمشرع الجنائي بضرورة إجراء تشريع بالفقرة الأخيرة بالمادة 15 لبسط العدالة سلطانها على كافة صور الرشوة للموظف العام .
كما قضت المحكمة في الشق المتعلق بقتل المتظاهرين المتهم فيها الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك و هو الاتهام الاخير له حيث اتهمته النيابة الاتفاق بجرائم القتل العميد مع سبق الإصرار، بعدم جواز نظر الدعوى باعتبار ان النيابة العامة في 24 مايو 2011 قرار ضمني بالا وجه لإقامة الدعوى الجنائية ضده ..و قررت المحكمة بمصادرة كافة المضبوطات . " الخاتمة "
وقالت المحكمة في أخر الجلسة بعد تلاوتها للحكم بان المحكمة تسطر تعقيبا على هذا الاتهام لرئيس الجمهورية الأسبق بأنه رغم ما جلى للمحكمة من مطالب المتظاهرين فجر الثورة الشعبية الأولى 25 يناير 2011 و التي نادت بالعيش و الحرية و العدالة الاجتماعية و الكرامة عقب السنوات الاخيرة على مقاليد الحكم لضخ دماء جديدة و استبدال الأفعال بمشيئة مالك الملك و الحكم للتاريخ وللاحرى لقاضي القضاة الحكم العدل، و بقيت كلمة أقولها من باب رد الفضل للوطن رفعت بلادنا لن تكون الا بمكارم الأخلاق وإذا أخطأت فنحن بشر و اذا أصبت فمن رب البشر و استودع ارض الكنانة .
صدر الحكم برئاسة المستشار محمود الرشيدي بعضوية المستشارين اسماعيل عوض ووجدي عبد المنعم رئيسي المحكمة بحضور المستشارين وائل حسين ومحمد إبراهيم المحامين العامين بالمكتب الفني للنائب العام وتامر فاروق رئيس نيابة الأموال العامة وأمانة سر محمد السنوسي وصبحي طعيمة .
وكانت أكاديمية الشرطة قد شهدت اليوم حضور اعلامي مكثف من مختلف القنوات الفضائية المصرية والأجنبية، كما حضر عدد كبير من الإعلاميين والصحفيين بالوكالات المصرية والأجنبية ووسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة
" الفنان تامر عبد المنعم " وعلي جانب اخر حضر كل من الفنان تامر عبد المنعم الذي تربطه علاقة قرابة بالمحامي فريد الديب رئيس هيئة الدفاع عن الرئيس الاسبق مبارك ونجليه علاء وجمال، حيث انه زوجاً لنجلته، والذي حرص علي الحضور ومتابعة النطق بالحكم الذي وصفها بأنها تاريخية
" اللاعب مصطفي يونس "
كما حضر ايضاً اللاعب مصطفي يونس الشهير ب " بيكنباور الكرة المصرية " في الملاعب المصرية والإفريقية سابقاً ومعلق رياضي حالياً .. والذي حرص علي مؤازرة الرئيس مبارك قبل النطق بالحكم
" هيئة الدفاع "
وأما بالنسبة لهيئة الدفاع عن المتهمين فقد حضر جميع المحاميين علي رأسهم المحامي فريد الديب عن مبارك وأولاده والمحامي عصام البطاوي ومحمد عبد الفتاح الجندي عن العادلي وزير الداخلية الأسبق واللواء إسماعيل الشاعر مدير امن القاهرة الأسبق والدكتور علي الجمل عن اللواء الشاعر ايضا، وحضر باقي المحاحيين عن باقي المتهمين وجلسوا في المقاعد المخصصة لهم في حالة من الترقب قبل صدور الحكم
" المدعيين بالحق المدني "
كما حضر المستشار أشرف مختار مدعي بالحق المدني من هيئة قضايا الدولة والمحامي ياسر السيد أحمد مدعي بالحق المدني عن أسر بعض شهداء الثورة، والذي ظهرت علي وجهه علامات الضيق وانصرف فور النطق بالحكم بالبراءة
"الهيئة الكويتية المتطوعة للدفاع عن مبارك "
وقد حضر المحامى فيصل العتيبى المحامى الكويتى المتطوع للدفاع عن مبارك والذي قال بعد صدور حكم البراءة، بان الحكم كان متوقع وهذا ثقة فى القضاء المصرى الشامخ وانه يعيد الحق لأهله ووصمة عار لمن تأمر على الرئيس والزج به فى السجن ونقول الى قطر وأمريكا وتركيا لن تهزموا اسد مصر
وأضاف موجها حديثه إليهم: " قد باءت خططكم بالفشل وأراد الله ان ينصر زعيم الأمة العربية وهذه هدية إلى الشعب المصري "
" فرحة انصار مبارك "
وكان قد توافد منذ الصباح الباكر عدد من أنصار الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك أمام مقر أكاديمية الشرطة، حيث تمركز أنصار مبارك فى المكان المخصص لهم على يمين مدخل البوابة رقم "8" للأكاديمية، حاملين صورا لمبارك ومرددين بعض الهتافات المؤيدة له، وحرصوا علي سماع النطق بالحكم من خلال راديو في احدي سيارات وسائل الإعلام المتواجدة خارج أبواب الأكاديمية، وقال احد أنصار الرئيس الأسبق مبارك، مرددا "ربنا معاك ياريس براءة شيء متوقع" وبعد النطق بحكم البراءة على المتهمين أنتاب أنصار الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك حالة من الفرحة العارمة و الزغاريد والطبول والسجود .
" صدمة أهالي شهداء الثورة "
كما توافد ايضا منذ الصباح الباكر العشرات من اسر الشهداء "رافعين الأكفان لحضور وذلك بانتظار النطق بالحكم ضد المتهمين، بينما كان كلا منهم ينادون باعلى أصوتهم بهتافات منها: " القصاص القصاص جسمي لسة فيه الرصاص"، و"أحكم يالا يا قاضي .. إعدام .. خلي أهالي الشهدا تنام"، و"القصاص هو التعويض هو ده حق الشهيد "