وكالات انتقد الرئيس الايراني حسن روحاني، الغارات الجوية التي تشنها الولاياتالمتحدة والدول المتحالفة معها على سوريا بذريعة مكافحة عصابات داعش الارهابية، واعتبرها اجراء غير مشروع لأنه جاء دون موافقة دمشق او اذن من مجلس الأمن.
وقال الرئيس روحاني الذي يقوم بزيارة لنيويورك للمشارکة في اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة، في تصريح لوسائل الاعلام الاميرکية حول امكانية لقائه نظيره الاميركي باراك اوباما: اذا ما تقرر في اي زمان ان يتم لقاء بين الرئيسين الايراني والاميرکي فعندئذ يجب توفير التمهيدات اللازمة بحيث تبدأ هذه التمهيدات في بعض الاحيان قبل اسابيع لذلك فان مثل هذا اللقاء لن يتم في الظروف الراهنة.
واشار الرئيس روحاني الى المحادثة الهاتفية التي اجراها العام الماضي مع نظيره الاميرکي باراك اوباما، وقال انه طرح خلال هذه المحادثة الهاتفية الخطوط العريضة للتعاون الا انه توصلنا الى هذه النتيجة بانه في حال تسوية الموضوع النووي الايراني فان الطريق ستمهد لمزيد من التعاون بين البلدين.
واضاف: ان اطالة امد المفاوضات تسبب في تعزيز التشاؤم التاريخي في ايران تجاه السلوك الغربي والاميرکي بحيث يمکن ان تشکل عائقا امام التعاون السريع بين البلدين في مختلف القضايا الاقليمية والدولية، مؤکدا انه في حال تسوية هذه القضايا فان الظروف في العلاقات بين ايران واميرکا ستشهد تحولا وتغييرا.
وتابع: ان حصل توافق نهائي في مجال الموضوع النووي الايراني فسيتوسع حتما التعاون الثنائي، مؤکدا انه بعد هذا الموضوع يمکن التعاون في مجال مکافحة الارهاب وبذل الجهد لاحلال الاستقرار والامن في منطقة الشرق الاوسط الحساسة.
واعتبر الرئيس روحاني فرض الحظر على الدول بانه نهج خاطي وغير صائب لم يسفر عن اي نتيجة لاميرکا سوى اضاعة الفرص لتنمية العلاقات، وقال ان التبادل الاقتصادي لبلد ما لن يتوقف من خلال فرض الحظر لان الحظر سيحرف مسار الماء الا انه لن يتمکن من عرقلة حرکته.
ودان الرئيس الايراني الغارات الجوية وقصف الدول دون قرار من مجلس الامن الدولي، وقال ان شن غارات جوية علي اي بلد له قوانين بحيث يجب ان يکون اما في اطار قرارات مجلس الامن او ان مسؤولين بلد ما يطالبون به رسميا.
واشار الى ان سوريا تلقت اکبر قدر من الاذى من قبل الارهابيين، وقال ان الحدود السياسية لن ترضي الارهابيين وانهم حيثما تواجدوا يلحقون الاذى بالناس وينتهکون القانون ويقومون بممارسات طائشه ويتعاملون مع النساء والاطفال بشکل وحشي بحيث ان جميع هذه الاعمال لا تطاق.
واکد الرئيس روحاني ان سوريا حکومة وشعبا تريد ان تتخلص من الارهابيين لانها تعرضت لاکثر الاذى والاضرار من الارهابيين.
وتسال الرئيس روحاني قائلا: اليس هذا التصرف متناقضا لبلد يقول انه يريد ان يحارب مجموعة ارهابية في سوريا وفي نفس الوقت يشکل مجموعات مسلحة وارهابية لمحاربة الحکومة المرکزية.
وردا علي سؤال مراسل قناة سي بي اس الأميرکية بشأن مکافحة الارهاب في سوريا، قال الرئيس الايراني: يجب اولا ان يحل الاستقرار في هذا البلد ولا يمکن تحقيق هذا الهدف، دون تقديم الدعم للحکومة المرکزية حتى اذا کانت هناك انتقادات لاداء هذه الحکومة.
واشار الرئيس روحاني الى اجراء الانتخابات في سوريا وتصويت الشعب السوري لصالح الحکومة الحالية وقال: يجب تجفيف جذور الارهاب وتوفير الارضية لعودة اللاجئين السوريين من الدول الجارة مثل ترکيا والعراق والاردن ولبنان لکي يحل الامن والامان والاستقرار في هذا البلد.
واعتبر الرئيس روحاني حظر المواد الغذائية والادوية عملا مناهضا للانسانية ويتناقض مع القوانين الدولية وحقوق الانسان، مؤکدا ان الحکومة الايرانية قد توصلت الى الحلول اللازمة لتلبية متطلبات شعبها الا ان هذا الحظر مرفوض من الاساس خاصة اذا کانت التهم غير واقعية وتقوم على اوهام.
وصرح ان ايران لا تسعى وراء الاسلحة النووية وان الوکالة الدولية للطاقة الذرية باعتبارها الجهة المسؤولة في هذا المجال اکدت مرارا في تقاريرها انه ليس هناك اي وثيقة بهذا الخصوص ولم يحدث اي انحراف في النشاطات النووية السلمية الايرانية.
من جانب آخر، وفي كلمة مقتضبة القاها امام مؤتمرِ التغييرات المناخية في مقرّ الاممِالمتحدةبنيويورك بمشاركة قادة اكثر من 120 دولة، شدد الرئيس روحاني على ان بلاده ترحب بتعزيزِ الاجراءات الوطنية في مواجهة التغييرات المناخية، وتعهد بتسهيلِ التعاونِ في هذا المجال وذلك من خلال ايجاد شركات مشتركة ايرانية واجنبية.
واكد روحاني ضرورة تعاونِ جميعِ الدولِ في التصدي للتغييرات المناخية، معرباً عن امله في ان يقود مؤتمر نيويورك بجهود الاممالمتحدة وبالمشاركة الفاعلة لجميعِ الدول، أن يقود الى منعطف على صعيد الاجراءات المتخذة لانقاذ الكرة الارضية.