تجار سلاح ومخدرات ومخابرات دولية وصناديق ميتة أنفقت على اعتصام رابعة العدوية [ هل دفع حسن راتب ملايين للإنفاق على اعتصامى رابعة والنهضة؟ [ تاجر سلاح ومخدرات من عائلة أيمن نور كان يذبح عشرة عجول يوميا فى مصنعه بالعاشر ثم يوردها للميدان من أين أنفقت جماعة الإخوان المسلمين على اعتصام رابعة العدوية؟ من أين جاءت بكل هذه الملايين لإعاشة آلاف المعتصمين 45 يوما، يأكلون ويشربون وينفقون على عائلاتهم التى تركوها خلفهم فى بلادهم التى جاءوا منها؟ من أين حصلوا على الأموال التى اشتروا بها الأسلحة التى ظهرت خلال الإعتصام والتى قاموا بتخزينها فى أماكن بعينها فى الجيزة وكرداسة وإمبابة... استعدادا للحظة الفض التى قرروا فيها أن يشعلوا النار فى الجميع، وكأنهم يريدون هدم المعبد على كل من فيه؟ كل هذه أسئلة لا تزال فى حاجة إلى إجابات واضحة، لكن من قال أننا فى مصر نستطيع أن نحصل على إجابات واضحة، أو حتى نحصل على إجابات؟ يمكن للبعض أن يستريح لما ردده الإخوان عن مصادر الإنفاق على الإعتصام، فقد كان تمويله ذاتيا، أنفقوا من جيوبهم وأرزاق أولادهم من أجل البقاء على أرض المعركة التى قرروا أن يخوضوها ضد الشعب والجيش، وهو كلام متهافت بالطبع لا يمكن لعاقل أن يصدقه نهائيا... فالذين خرجوا من بيوتهم يستطيعون أن يعيلوا أنفسهم طوال أيام الإعتصام، لكنهم لن يتمكنوا من الإنفاق على الآخرين، ولن يستطيعوا تمويل معركة كانوا يظنون أنها محسومة لصالحهم. تمويل إعتصام رابعة على أية حال كان مثل السيف الذى سلطه البعض على رقاب خصومهم، فإذا أردت أن تهدم أحدا، أو تشوه سمعته، أو تقضى على مستقبله الإقتصادى والسياسى، فيكفى فقط أن تقول أنه كان من بين ممولى رابعة العدوية. حدث هذا بالفعل، فعندما اختلف الزميل نصر القفاص مع صاحب قناة المحور، أصدر بيانا حادا وحاسما وواضحا، يوضح أسباب خروجه، والتى كان من بينها أن حسن راتب رجل الأعمال المعروف وصاحب القناة على علاقة بجماعة الإخوان المسلمين، وأنه أنفق الملايين على اعتصامى رابعة العدوية والنهضة. كان حسن راتب بالفعل وثيق الصلة بالإخوان المسلمين، وكان يدفع شهريا راضيا مرضيا إلى قصر الرئاسة مباشرة ما يقرب من عشرة ملايين جنيه، مساهمة منه فى دعم الإخوان المسلمين، وكان يحمله فى سيارته شقيقه رفيق راتب، وهناك شهود على ذلك، بل إنه كان يردد أن اسمه الحقيقى هو حسن البنا راتب ( والده أطلق عليه اسم مؤسس جماعة الإخوان المسلمين)، لكنه كان يخفى ذلك خوفا من بطش نظام مبارك. الآن هو ينكر ذلك بالفعل، لكن الغريب أنه لم يرد على نصر القفاص فيما ردده عن تمويله لإعتصامى رابعة والنهضة ( يمكن أن نلوم نصر بالطبع ليس على ما قاله، ولكن على تصرفه، فمادام كان يعرف أن راتب يمول إعتصامى رابعة والنهضة، فلماذا استمر فى عمله معه طوال هذه الشهور؟ كلن على أية حال قصة أخرى). الاستسلام للشائعات لن يمكننا بالطبع من وضع أيدينا على من دفع ومن مول ومن أنفق... لكن هذه محاولة لكشف حقيقة ما جرى؟ وقبل الدخول فى تفاصيله، هناك سؤال أعتقد أن الإجابة عليه يمكن أن تفسر لنا الكثير مما جرى، وتساعدنا فى معرفة الممولين الحقيقين، وهو: لماذا استمر الاعتصام هذه المدة الطويلة؟ ولماذا رفضت الجماعة كل محاولات الفض السلمى؟ ولما كانت واثقة من أنها ستنتصر وستفعل ما تريده؟ خلال الإعتصام قابل عدد كبير من قيادات العالم وخاصة من أمريكا وأوربا عددا من قيادات جماعة الإخوان المسلمين، كانت الرسالة التى تسلمها الإخوان من الجميع أن افعتصام لابد أن يستمر لأطول مدة ممكنة، وأن العالم لا يمكن أن يتخلى عن المعتصمين، ولن يترك افعتصام يفض، ولن يسمح بأى إنتهاك لحقوق الإنسان... اعتقدت الجماعة أنها بتأييد الأمريكان والأوربيين أقوى من الجميع، تستطيع أن تفرض إرادتها على الشعب المصرى، تستطيع أن تكسر الجيش وتهزمه، تستطيع أن تعود مرة أخرى إلى السلطة، خاصة أن من جلسوا إليهم لم يمانعوا فى أن يعود مرسى إلى الرئاسة مرة أخرى. هذا التأييد الخارجى لم يكن معنويا فقط، كان هناك دعم مالى كبير جدا، وليس بعيدا عن الحقيقة ما تردد عن تمويل قطر للإعتصام ب 250 مليون دولار. أعلنت قطر منذ البداية رفضها ل 30 يونيو، سارعت قناة الجزيرة لوصف ما جرى بأنه انقلاب، وأصبحت الكلمة هى الوصف الأساسى لما جرى فى مصر ضمن تغطيات قناة الجزيرة للأحداث، بل نقلت قناة الجزيرة مباشر مصر كل ما جرى فى رابعة على الهواء مباشرة ودون انقطاع، كانت المصدر الوحيد لمعرفة ما يجرى هناك، وأعتقد أن هذا كان دعما هائلا. السؤال كيف دخلت الملايين القطرية إلى أيدى الإخوان المسلمين؟ سابقة عابرة يمكن أن تضع أيدينا على حقيقة ما جرى، ففى يونيو 2012 وقبل جولة الإعادة فى الإنتخابات الرئاسية بين محمد مرسى وأحمد شفيق، دخل مدير المخابرات الحربية القطرية إلى مصر عبر مطار القاهرة، دون أن يخبر أحدا بزيارته، وعندما تم إكتشف وجوده، وبخه مدير المخابرات الحربية المصرية وكان وقتها هو اللواء عبد الفتاح السيسى، فلم يكن مناسبا أن يدخل مصر دون أن يخبر الجهات المسئولة عن ذلك، على الأقل من باب توفير حماية مناسبة له. ما لم يتم الإعلان عنه وقتها أن مدير المخابرات الحربية القطرية دخل مصر ومعه ملايين الدولارات، وأنه قابل قيادات من جماعة الإخوان المسلمين، كان على رأسهم عصام العريان الذى تسلم منه حقيبة الدولارات، فقد كانت قطر تمول الحملة الإنتخابية لمحمد مرسى، الذى رأت أنه الرئيس المناسب لتحقيق كل أهدافها فى مصر مرة واحدة. كما دخلت الأموال التى استخدمتها الجماعة فى تمويل حملة مرسى خلال الإنتخابات الرئاسية، دخلت الأموال التى أنفقتها الجماعة على اعتصام رابعة خلال الأيام الأخيرة لنظام الإخوان. المفاجأة أن الجماعة قبلت تمويلا من تجار مخدرات وسلاح، وهناك قضية شهيرة نستطيع أن نربط بينها وبين ما جرى فى رابعة. بطل القضية هو سعد أبو الغيط... وهذه حكاية طويلة لابد أن تروى فى وثائق الإدارة العامة لمكافحة المخدرات يمكن أن تقرأ نص محضر التحريات الآتى : " وردت إلينا معلومات من أحد مصادرنا السرية مفادها عن قيام شخص يدعى أكرم على أبو النصر محمد معتمد بتسهيل وعقد الصفقات لعقار الترامادول للمدعو سعد أبو الغيط، وهو قد جلب كمية من عقار "كبتجون" من الهند وأرسله لدولة قطر حيث يوجد بعض عملائهم في دولة قطر، وهو الآن في طريقه لدولة قطر وذلك لاستلام مبلغ 5 مليون يورو قيمة تلك الصفقة، وهو ينوى تهريبها عبر مطار القاهرة عن طريق مساعدة شخص يدعى أسامة له اتصالات بمطار القاهرة، والمدعو أكرم قام بشراء قطعة أرض بالعباسية بمبلغ 20 مليون جنيه لصالح سعد أبو الغيط، وهو الذى يقوم بإخفاء سعد حاليا، ويوجد الآن عدد 2 مليون شريط ترامادول عند شخص يدعى شجيع ليبى في مدينة مساعد على الحدود المصرية الليبية. انتهى تقرير التحريات عند هذا الحد...كان لابد من التحرك السريع، لكن المفاجأة أن القوة التى خرجت لتضبط الترامادول...وجدت في طريقها شحنة أسلحة تصل إلى 806 بندقية آلية...كان سعد أبو الغيط يستعد لإدخالها إلى اعتصام رابعة العدوية. الذين قرأوا محضر التحريات وحتى بعد أن ألقوا القبض على سعد أبو الغيط، كانوا يتعاملون معه على أنه تاجر مخدرات له في عالم الكيف صولات وجولات وعلامات... وكان القبض عليه بمثابة انتصار كبير للإدارة التى ترصده منذ سنوات بعد صدور عدة أحكام غيابية ضده منها حكم بالسجن المؤبد، لكنه كان بعيدا عن أيديهم حيث كان يقيم بشكل كامل في الأردن ومنها يتنقل إلى الصينوالهند التى أقام فيها مصنعا للترامادول الذى كان يصدره لمصر. عاد سعد إلى مصر بعد 25 يناير... ولأن كل الأحكام التى صدرت ضده كانت غيابية، فقد قام بالإجراءات القانونية التى تمكنه من المعارضة في الأحكام، وأعلن أمام ضباط مكافحة المخدرات أنه تاب وأناب ولن يعمل في تجارة المخدرات مرة أخرى، بل سيقوم بتأسيس مصنع للأدوات الكهربائية في مدينة العاشر من رمضان...وقد بدأ في إجراءات التأسيس بالفعل بعد أن عاد إلى مدينة نبروه في الدقهلية التى هى مسقط رأسه. من نبروه يمكن أن تبدأ الحكاية من جديد... فنبروه هى نفس البلد التى ولد وعاش فيها لفترة طويلة أيمن نور... لكن المفاجأة الأكبر أن سعد ليس بلديات أيمن فقط، ولكنه أيضا ابن عمته...أى أنه قريبه من الدرجة الأولى. منذ وصول سعد أبو الغيط إلى مصر وعلاقته بأيمن نور توثقت تماما، وتؤكد مصادر أن أيمن نور حصل من سعد أبو الغيط وشريكه أكرم أبو النصر على أرض في طناش بالوراق مقام عليها فيلا، وفيلا في الجيرة على طريق البدرشين، وفيلا ثالثة في أبو تلات بالأسكندرية، وكل ذلك من أجل أن يعرفهما بخيرت الشاطر، الذى يبدو أن الكثيرين كانوا يدفعون الملايين من أجل أن يتعرفوا عليه...لأنه في النهاية كان يمثل الباب السحرى لدخول أى رجل أعمال – أو حتى تاجر مخدرات – إلى عالم البيزنس والاستثمار. علاقة أيمن نور بسعد لم تتوقف على أنه كان قناة الإتصال بينه وبين خيرت الشاطر، ولكن ولأن سفريات سعد كانت كثيرة، فقد كان أيمن نور يحرص في كل مرة على أن يستقبل سعد في المطار بنفسه، والأمر لا يتعلق بالطبع بكونه قريبه، ولكن بكونه شريكه، وهذه قصة جديدة. من بين المشروعات التى شارك فيها سعد أبو الغيط أيمن نور كانت قناة فضائية أعلن أيمن بالفعل أنه سيعمل بها ويقدم من خلالها برنامج يومى لمدة ساعة بعد أن يعتزل العمل السياسى. الجديد أن القناة الفضائية التى سعى أيمن نور إلى تأسيسها تظهر فيها مخالفة قانونية واضحة، فعندما علم الزميل أحمد صقر رئيس تحرير جريدة الميدان السابق أن أيمن نور يسعى لتأسيس قناة فضائية، اتصل به وأخبره أن أصحاب قناة البدر يستعدون لبيعها، وبالفعل جلس أيمن مع صاحب القناة شعبان رشاد، وتقريبا اتفق معه على الشراء. لكن أيمن نور وكعادته ترك اتفاقه جانبا واستخدم صلاح عبد المقصود وزير الإعلام الإخوانى السابق في تجاوز القانون، حيث مكنه من ستديو قناة البدر في مدينة الإنتاج الإعلامى، رغم أن القناة لا تزال تملكه ومعداتها بها، لكن أيمن وبقربه الشديد من الإخوان حصل على الاستديو، لكن الثورة التى أطاحت بأحلام الكثيرين أطاحت بمشروع القناة من الأساس. وفجأة خرجت علينا اللجنة الإعلامية بحزب غد الثورة وزعيمه أيمن نور ببيان أشارت فيه إلى أن أيمن نور سيخضع لجراحة دقيقة في الجهاز الهضمى، وأن هذه الجراحة تحتاج لتحضير المريض قبلها بفترة تقترب من ستة أسابيع، ورغم أن الجراحة كان مقررا لها الأول من يوليو الماضى – كما يدعى البيان – إلا أن أيمن نور فضل عدم السفر حتى لا يتهم من أحد أنه تخلى عن المشهد السياسى المرتبك. صياغة البيان ليست بعيدة على الإطلاق عن أيمن نور، فهو لا يخشى اتهامه بالهروب من المشهد السياسى المرتبك، ولكن يخشى أن يجد نفسه متهما فى قضية ابن عمته سعد أبو الغيط، بدليل أن سعد تم القبض عليه يوم الأربعاء 24 يوليو ساعة الإفطار، وأيمن سافر إلى لبنان بصحبة إحدى سكرتيراته يوم الخميس 25 يوليو...وكأنه لا يريد أن يضيع وقتا حتى لو كان من أجل سؤاله ليس كمتهم ولكن كشريك لسعد أبو الغيط في العديد من المشروعات. أيمن على أية حال يجيد الهروب في اللحظات الحاسمة، وإعلانه عن عملية جراحية في هذا التوقيت كان مريب إلى حد كبير، لكنه يعمل على طريقة العصفورة، يشغلنا بشئ حتى لا نهتم بالشئ الحقيقى المتورط فيه... خاصة أن سعد أبو الغيط ليس مجرد تاجر مخدرات قام بتغيير نشاطه إلى تجارة السلاح بعد الثورة، وليس مجرد أحد رجال خيرت الشاطر المقربين – وهنا يمكن أن نسأل عن السلاح وعن استخدامه – وإنما كان أحد كبار الموردين للطعام إلى اعتصام رابعة العدوية، فقد كان الرجل يقوم بذبح 6 عجول يوميا في مصنعه بالعاشر ثم يرسل بلحومها إلى إخوان رابعة... ومن يرسل الطعام بهذا السخاء لم يكن غريبا أن يتورط في استيراد السلاح لإدخاله رابعة العدوية. من بين مصادر تمويل رابعة العدوية أيضا كانت أموال الإخوان المدفونة فيما أطلقوا عليه " الصناديق الميتة"... وهى صناديق كان الإخوان يضعون فيها أموالهم خوفا عليها من المصادرة، وكانوا يضعونها في شقق وفيلات أعضاء ورجال أعمال يرتبطون بعلاقات بيزنس مع الجماعة دون أن يكونوا من بين أعضاءها، هذه الأموال التى كانت بعيدة عن الرقابة وعن المتابعة تم الإعتماد عليها بشكل كبير لتمويل الإعتصام والإنفاق عليهم. لقد اشترى الإخوان المسلمون عددا كبيرا من المعتصمين، بعضهم كانوا باعة جائلين يشكون من سوء الحال، وأطفال شوارع وجدوا في الإعتصام المبيت والطعام، وسوريون لاجئون وجدوا في الإعتصام الإخوان أرضا للإيواء، وعواطلية كانوا يحصلون على مقابل يومى لوجودهم في الإعتصام... كل هؤلاء كانوا يحتاجون للإنفاق عليهم، وكانت الأموال الحرام كثيرة.