تطلق مصر اليوم الأربعاء، رسميًا خدمات الجيل الخامس للاتصالات 5G، في خطوة تُعد من أبرز محطات تحديث قطاع الاتصالات. وتُقام احتفالية بهذه المناسبة عند سفح الأهرامات، بحضور عدد من الوزراء المعنيين، إلى جانب قيادات الشركات الأربع العاملة في السوق المصرية، وهي: المصرية للاتصالات WE، فودافون، أورنج، واتصالات مصر إي آند. كما يشهد الحفل حضور ممثلين عن عدد من كبرى الشركات العالمية المتخصصة في تصنيع معدات شبكات الجيل الخامس. جاء ذلك بعد سلسلة من التجارب الفنية التي أجراها الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات خلال فعاليات دولية مهمة مثل معرض Cairo ICT ومؤتمر المناخ COP27 في شرم الشيخ، وذلك تمهيدًا لبدء التشغيل التجاري للخدمة عقب استكمال البنية التحتية وتوفير الترددات اللازمة. أكد خبراء الاتصالات والتكنولوجيا أن 5G سيرفع من مكانة مصر الإقليمية في سوق الاتصالات، ويفتح آفاقًا أوسع للاستثمار في مجالات الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والمدن الذكية، ويمنح دفعة قوية نحو تحقيق أهداف «رؤية مصر الرقمية 2030». خلال الساعات الماضية تساءل عدد كبير من الموطنين عن تكنولوجيا الجيل الخامس 5G، كما سيطرت على محرك البحث «جوجل».. «المصري اليوم» تطرح أبرز الأسئلة الشائعة التي تم ترددها وذلك عبر السطور التالية ما الفرق الجوهري بين شبكات الجيل الرابع 4G والجيل الخامس 5G؟ الجيل الخامس يمثل تطورًا كبيرًا مقارنة بالجيل الرابع، ليس فقط من حيث السرعة، بل في آلية الأداء العام للشبكة. وتُوفر 5G سرعات تحميل تصل إلى 20 جيجابت في الثانية، مقابل متوسط 1 جيجابت في الجيل الرابع، مما يعني تجربة أكثر سلاسة في استخدام الإنترنت وتطبيقات الفيديو والألعاب، كما ينخفض زمن الاستجابة إلى أقل من 1 مللي ثانية، ما يجعل الشبكة أكثر كفاءة في التعامل مع التطبيقات الزمنية الحساسة مثل القيادة الذاتية والطب عن بُعد. وتُتيح الشبكة كذلك ربط عدد هائل من الأجهزة دون التأثير على جودة الخدمة. هل جميع الهواتف الموجودة في السوق تدعم شبكات الجيل الخامس؟ عدد محدود من الهواتف الذكية المطروحة في السوق المصرية يدعم تشغيل شبكات الجيل الخامس، ويتطلب الاستفادة من هذه التقنية امتلاك جهاز يحتوي على مودم داخلي متوافق مع ترددات 5G، وهو أمر لا يتوفر في الهواتف الاقتصادية أو القديمة، وتوفر بعض الشركات المصنعة إصدارات موجهة لهذا الغرض بأسعار تبدأ من 6 آلاف جنيه، مثل أجهزة سامسونج، شاومي، ريلمي، وإنفينيكس. ويُنصح المستخدمون بالتأكد من مواصفات الجهاز قبل الشراء لضمان توافقه الكامل مع الشبكة الجديدة. هل سيؤدي استخدام الجيل الخامس إلى استهلاك أسرع لباقات الإنترنت؟ تشير تحليلات الخبراء إلى أن زيادة السرعة في شبكات الجيل الخامس ستؤدي بالضرورة إلى استخدام أكبر للبيانات، خاصة في تطبيقات الفيديو عالية الدقة والبث المباشر والألعاب السحابية، لكن من جهة أخرى، فإن كفاءة نقل البيانات عبر الشبكة ستكون أعلى، ما يُسهم في تقليل الهدر الزمني والتقني. وتعكف شركات الاتصالات حاليًا على إعداد باقات مخصصة تناسب طبيعة استهلاك المستخدمين في بيئة 5G، بحيث تضمن توازنًا بين الأداء المتميز والتكلفة المعقولة. هل هناك علاقة بين إشعاعات 5G والإصابة بالسرطان؟ المخاوف المرتبطة بأضرار إشعاعات الجيل الخامس ليست جديدة، لكنها لم تُثبت علميًا حتى اليوم. وأكد الدكتور طارق البرادعي، أستاذ جراحة الأورام، أن الموجات المستخدمة ضمن ترددات 5G تقع في النطاق غير المؤين، أي أنها غير قادرة على التأثير على الحمض النووي أو التسبب في تغيرات خلوية تؤدي للإصابة بالسرطان. وتلتزم الشركات المشغلة بالمعايير الدولية المعتمدة لضمان السلامة العامة، مع وجود رقابة دورية من الجهات المختصة للتأكد من عدم تجاوز الحدود الآمنة للإشعاعات. هل يمكن تشغيل الجيل الخامس باستخدام شريحة الاتصال الحالية؟ تُتيح معظم شركات الاتصالات تشغيل خدمات الجيل الخامس على الشرائح التقليدية نفسها التي يستخدمها المواطنون، دون الحاجة لتغيير فوري في البنية الأساسية للمستخدم. لكن في بعض الحالات، قد يتطلب الأمر تحديث الشريحة أو تفعيل إعدادات معينة من خلال خدمة العملاء أو التطبيق الخاص بالشركة. كما أن بعض الهواتف الجديدة تتيح تشغيل الشبكة من خلال شرائح eSIM الرقمية، ما يوفر مرونة أكبر في الاستخدام. ما أبرز التطبيقات اليومية التي تستفيد من تقنيات 5G؟ تفتح تقنيات الجيل الخامس الباب أمام مجموعة واسعة من الاستخدامات اليومية التي كانت محدودة في السابق. ويمكن لمستخدمي الشبكة الجديدة الاستفادة من جودة بث فيديو تصل إلى 8K، وتجربة ألعاب إلكترونية بأداء فائق، وتحميل ملفات ضخمة في ثوانٍ معدودة. وتدعم الشبكة كذلك الخدمات الطبية عن بُعد، وربط المركبات الذكية بالبنية التحتية للطرق، فضلًا عن تشغيل مصانع ومراكز تحكم ذكية تعمل بأنظمة إنترنت الأشياء المتقدمة. هل تؤثر شبكة الجيل الخامس على الإنترنت المنزلي أو خدمات الواي فاي؟ لا تهدف شبكات 5G إلى استبدال الإنترنت المنزلي، لكنها تقدم بديلًا عالي الكفاءة في الأماكن التي لا تتوفر فيها تغطية ألياف بصرية قوية. ويُعد الإنترنت عبر شبكات 5G خيارًا مثاليًا للأشخاص الذين يحتاجون إلى إنترنت متنقل سريع، أو في حالات الطوارئ والانقطاع، أو حتى في المناطق النائية. وتعمل بعض الشركات على توفير أجهزة «راوتر» مخصصة لاستقبال إشارة 5G وتوزيعها عبر الواي فاي داخل المنازل أو الشركات الصغيرة. هل ستفرض رسوم إضافية على المشتركين في خدمات 5G؟ لم تعلن أي من الشركات المشغلة في مصر عن فرض رسوم منفصلة حتى الآن مقابل استخدام شبكة الجيل الخامس. ومع ذلك، يُنتظر أن تطرح الشركات باقات جديدة مخصصة لعملاء 5G، تختلف من حيث حجم البيانات وسرعة التحميل، لتتناسب مع طبيعة الخدمة الجديدة. ومن المتوقع أن تتفاوت الأسعار بين الشرائح المختلفة بما يضمن إتاحة الخدمة لكافة الفئات مع تقديم مستويات متنوعة من الأداء. ما الدور الذي تلعبه 5G في تطوير المدن الذكية؟ تُعد شبكة الجيل الخامس أساسًا لا غنى عنه في البنية التحتية للمدن الذكية، حيث تُمكّن من جمع وتحليل البيانات في الوقت الحقيقي من خلال الحساسات والكاميرات المتصلة بالشبكة. ويُمكن من خلالها التحكم في إشارات المرور، ومراقبة جودة الهواء، وتحسين كفاءة خدمات النقل، بالإضافة إلى تسريع الخدمات الحكومية الرقمية. وتسعى مصر إلى إدماج هذه التقنيات ضمن المدن الجديدة مثل العاصمة الإدارية والعلمين الجديدة. هل توجد تغطية حقيقية لشبكات الجيل الخامس في مصر؟ بدأت شبكات الجيل الخامس بالظهور فعليًا في بعض المناطق الحيوية داخل المدن الكبرى مثل القاهرة الجديدة والعاصمة الإدارية، وذلك من خلال تشغيل تجريبي محدود للشبكة عبر شركات المحمول الأربع المرخص لها. وتتواصل حاليًا الأعمال الفنية لزيادة التغطية تدريجيًا، وفقًا لخطة الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، وتستهدف هذه المرحلة التجريبية قياس كفاءة الأداء الفني والتشغيلي للشبكة قبل تعميمها على مستوى الجمهورية. ومن المتوقع، بحسب مصادر رسمية، أن تصل التغطية إلى عدد أكبر من المحافظات خلال 12 إلى 24 شهرًا. متى تصل تغطية الجيل الخامس إلى مختلف المحافظات؟ يتوقع الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات أن تستغرق خطة التغطية الكاملة من عام إلى عامين، تبدأ بالمناطق الأكثر كثافة سكانية واقتصادية، كالقاهرة الكبرى، العاصمة الإدارية، الإسكندرية، ومدن القناة. ويُجرى العمل حاليًا على رفع كفاءة الشبكات وتوسيع البنية التحتية لتتوافق مع متطلبات هذه التقنية، مع تحديد أولويات واضحة لربط المناطق الصناعية والمراكز التعليمية والمستشفيات الرئيسية بشبكات 5G في المرحلة الأولى من الإطلاق.