يحلّ يوم التروية، الموافق للثامن من شهر ذي الحجة، يوم الأربعاء 5 يونيو 2025، وهو من الأيام المباركة التي يستحب فيها الإكثار من الدعاء والتضرع إلى الله، طلبًا للرحمة والمغفرة وتحقيق الأمنيات. ويُعد هذا اليوم من أيام العشر الأوائل التي أقسم بها الله في كتابه العزيز: "وليالٍ عشر"، لما لها من فضل عظيم ومكانة متميزة في الشريعة الإسلامية. لماذا سُمي يوم التروية بهذا الاسم؟ يرجع سبب التسمية التاريخية إلى أن حجاج بيت الله الحرام كانوا في السابق يتزودون بالماء من مكة قبل التوجه إلى منى، حيث كان الماء نادرًا في تلك البقاع، فيرتوون ويحملون ما يكفيهم لأيام الحج، ومن هنا جاء اسم "يوم التروية". كما تشير بعض الروايات إلى أن الله أرى نبيه إبراهيم عليه السلام في هذا اليوم مناسك الحج، مما أضفى عليه بُعدًا روحيًا إضافيًا. فضل يوم التروية وأعماله الإحرام للحج: يُسنّ للمتمتعين أن يُحرموا في هذا اليوم من مكةالمكرمة. المبيت بمنى: يتوجه الحجاج إلى مشعر منى ويبيتون هناك اتباعًا لسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. الإكثار من الدعاء: يعتبر من أفضل الأيام للدعاء المستجاب، ويحرص المسلمون على اغتنامه بالدعاء لأنفسهم ولذويهم. أدعية مستحبة في يوم التروية في هذا اليوم الفضيل، يلهج المسلمون بألسنتهم إلى الله تعالى بأدعية من القرآن الكريم والسنة النبوية، ومن أبرز هذه الأدعية: "اللهم في يوم التروية نسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، اللهم اروِ أعيننا بفرح الحياة وغيث السعادة، وارزقنا الرضا والقناعة." "اللهم لا تخرجنا من يوم التروية إلا وقد أصلحت حالنا وقويت إيماننا وأسعدت حياتنا وحققت أمانينا، إنك على كل شيء قدير." "اللهم اجعلنا ممن لهم نصيب في دعاء يوم التروية، واشملنا بعفوك ومغفرتك، واجعلنا من المقبولين في هذه الأيام العشر المباركة." أدعية قرآنية يُستحب الدعاء بها "ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد." "ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين." "رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء." رسالة روحانية في زمن الاضطراب في ظل الأزمات التي يشهدها العالم، من حروب وكوارث وأوبئة، يأتي يوم التروية ليعيد إلى القلوب السكينة، ويجدد الأمل في رحمة الله وعدله. فالدعاء ليس فقط عبادة، بل ملاذ روحي يجدد الصلة بالخالق ويزرع الطمأنينة في النفوس. نصيحة للقراء احرص على تخصيص وقت في هذا اليوم المبارك للدعاء بخشوع ويقين، فرب دعوة صادقة تغيّر قدرك إلى الأفضل. وكن على يقين أن الله لا يرد عبده إذا دعاه بيقين وخضوع.