عيد الأضحى المبارك هو أحد العيدين اللذين يحتفل بهما المسلمون في كل أنحاء العالم، ويصادف اليوم العاشر من شهر ذي الحجة، بعد يوم عرفة، وهو يوم عظيم تتجلى فيه معاني الطاعة والتضحية والتقرب إلى الله، وكما أن لهذا اليوم شعائر خاصة، فإن من السنة النبوية فيه آداب وسلوكيات مستحبة، من أبرزها مسألة الإفطار قبل الخروج إلى صلاة العيد. هل يُستحب الإفطار قبل صلاة عيد الأضحى؟ خلافًا لعيد الفطر الذي يُستحب فيه أن يفطر المسلم قبل أن يخرج إلى صلاة العيد، فقد ثبت في السنة النبوية أن من السنة في عيد الأضحى أن يؤخر المسلم فطوره إلى ما بعد الصلاة، أي أنه لا يفطر قبل الخروج للصلاة، وإنما ينتظر حتى يعود ويأكل من أضحيته إن كان قد ضحّى. وقد ورد في الحديث عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال:"كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يخرج يوم الفطر حتى يطعم، ولا يطعم يوم الأضحى حتى يُصلي."[رواه الترمذي وابن ماجه وصححه الألباني] وهذا الفعل النبوي يُظهر الفارق بين العيدين، ففي عيد الفطر يُستحب تعجيل الفطر، إظهارًا لانتهاء الصيام، وفي عيد الأضحى يُستحب تأخير الفطر حتى يأكل من أضحيته، إحياءً لسنة الذبح والطاعة. في عيد الأضحى.. سنة الأكل من الأضحية بعد صلاة العيد إذا ذبح المسلم أضحيته بعد صلاة العيد، فيُستحب له أن يكون أول ما يطعمه ذلك اليوم من لحم أضحيته، وهذا من السنن المهجورة عند كثير من الناس، ويُعتبر فعلًا نبويًا مباركًا فيه اتباع للهدي النبوي، وتعظيم لشعائر الله. قال الله تعالى:"فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر" [الحج: 36] الحِكمة من تأخير الإفطار في عيد الأضحى المبارك الحكمة من تأخير الفطر يوم الأضحى أن يكون أول ما يدخل جوف المسلم من نسكه الذي قرّبه إلى الله، كما أن في ذلك تعظيمًا لشعيرة الأضحية، وتقديرًا لها كعبادة عظيمة ترتبط بقصة خليل الله إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام. ومن لم يكن له أضحية، فلا حرج عليه في الأكل بعد الصلاة مباشرة، من أي طعام حلال، إذ أن السنة تتعلق بالأفضلية لا بالوجوب. سنن مرتبطة بيوم عيد الأضحى المبارك إضافة إلى سنة تأخير الفطر في عيد الأضحى، هناك عدد من السنن الأخرى التي يُستحب للمسلم اتباعها في هذا اليوم المبارك، ومنها: الاغتسال والتطيب قبل الخروج للصلاة. لبس أحسن الثياب، دون إسراف أو تكلف. التكبير جهرًا في الطريق إلى المصلى. الذهاب إلى الصلاة من طريق، والعودة من طريق آخر. التبسم والتوسعة على الأهل والجار والمحتاجين.