تتجدد الفرحة كل عام مع قدوم عيد الأضحى المبارك، الذي يُعد من أعظم المناسبات الدينية لدى المسلمين، وتكتسب فيه صلاة العيد في مصر طابعًا خاصًا يجمع بين الروحانية والفرح الشعبي، وقبل بزوغ شمس يوم العاشر من ذي الحجة، تبدأ شوارع المدن والقرى المصرية في الاستعداد لاستقبال هذا الحدث العظيم، حيث تنشط الحركة في الساعات الأولى من الصباح، وتُزيّن المساجد والساحات الكبرى التي خُصصت لأداء الصلاة. وتتجلى البهجة في وجوه الكبار والصغار، خاصة الأطفال الذين يرتدون ملابس العيد الجديدة ويحملون الألعاب، بينما تنطلق تكبيرات العيد من مكبرات الصوت، فترتفع معها مشاعر الإيمان والسرور في كل بيت، وتكتظ الساحات بالآلاف من المصلين، رجالًا ونساءً وأطفالًا، يحرصون على أداء صلاة العيد جماعة وسط أجواء من الألفة والمحبة. وتبدأ الأسر المصرية الاستعداد للعيد قبل أيام، من خلال شراء الأضاحي وتحضير الملابس الجديدة وتنظيف المنازل، بالإضافة إلى إعداد الكعك والمعجنات، فيما تستعد الأجهزة الأمنية والتنظيمية لتأمين ساحات الصلاة وتيسير حركة المرور، وبهذا المشهد الفريد، تتحول صلاة العيد في مصر إلى مناسبة دينية واجتماعية تُجسّد مظاهر التلاحم والوحدة بين أبناء الشعب.
سنن الخروج لصلاة العيد تُعد صلاة العيد من السنن المؤكدة التي يُستحب للمسلم أداؤها، وتتميز ببعض الآداب التي تُضفي على اليوم روحانية وجمالًا، ومنها: الاغتسال والتطيب: يُستحب للمسلم أن يغتسل ويتطيب قبل الخروج لصلاة العيد، اقتداءً بسنة النبي صلى الله عليه وسلم. لبس أفضل الثياب: يُستحب ارتداء أحسن الملابس، مع مراعاة البساطة والابتعاد عن التفاخر. التكبير: يُستحب الإكثار من التكبير في الطريق إلى المصلى، بصيغة: "الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد". تناول التمر: في عيد الفطر، يُستحب تناول التمر قبل الخروج للصلاة، أما في عيد الأضحى، فيُستحب تأخير الفطور حتى بعد أداء الصلاة. الذهاب إلى المصلى سيرًا على الأقدام: يُستحب الذهاب إلى المصلى سيرًا على الأقدام، إن أمكن، مع مراعاة السلامة. الذهاب من طريق والعودة من آخر: يُستحب الذهاب إلى المصلى من طريق والعودة من آخر، وذلك لزيادة البركة. الاستماع إلى الخطبة: بعد الصلاة، يُستحب الاستماع إلى خطبة العيد، حيث تُذكر فيها آداب العيد وأحكامه.