أعلنت حركة تمرد في مصر تنظيم حملات شعبية، في جميع الدوائر الانتخابية خلال الأيام المقبلة، وذلك في سياق محاولاتها التصدي لترشح الأعضاء السابقين بالحزب الوطني، وأعضاء الإخوان المسلمين في انتخابات مجلس النواب. وقال محمد نبوي المتحدث الإعلامي للحركة نقلا عن العرب اللندنية، أن أعضاء “تمرد” في كل منطقة سينظمون حملات شعبية، ضد أعضاء “الوطني المنحل” والإخوان.
يذكر أن حركة تمرد ساهمت بشكل كبير في إسقاط الرئيس المعزول محمد مرسي، وكانت الداعية الأساسية لمظاهرات 30 يونيو 2013، التي أزاحت حكم الإخوان المسلمين عن السلطة في مصر، من خلال نجاحها في حشد الشارع المصري وذلك بجمع ملايين التوقيعات.
وبعد سقوط حكم الإخوان شهدت الحركة حالة انقسام في صفوف منتسبيها أثرت بقوة على تماسكها، كما تقلصت فاعليتها في الشارع المصري.
وحول التحركات التي تعتزم “تمرد” القيام بها اعتبر عبدالنبي عبدالستار القيادي بتيار الاستقلال أن الشعب المصري ليس في حاجة إلى حملات الحركة من أجل إسقاط نواب الوطني والإخوان.
وقال ل”العرب” إن الشعب الذي أسقط رئيسين سابقين -مبارك ومرسى- قادر على أن يسقط كل الفاسدين والمتأسلمين في الانتخابات البرلمانية، حيث يملك وعيا سياسيا بالفطرة، يمكنه من تحقيق ما يريد.
وكانت محكمة مصرية قضت في شهر يوليو 2014 بأحقية قيادات الحزب الوطني الديمقراطي المنحل، الذي كان يتزعمه الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، الترشح وخوض الانتخابات البرلمانية المتوقع إجراؤها قبل نهاية العام الحالي.
وأوضح عبد النبي أن تيار الاستقلال أعلن عن رفضه ترشح الإخوان أو حلفائهم، بالإضافة إلى إبعاد المتورطين في ملفات فساد من عهد مبارك، مستدركا “لا يمكن بحال من الأحوال حرمان نحو ثلاثة ملايين مصري من المشاركة في الحياة السياسية لمجرد انتمائهم إلى الحزب الوطني".
من جانبه اعتبر شهاب وجيه المتحدث باسم حزب المصريين الأحرار أن من حق حركة تمرد أن تنظم أية فعالية تراها، لافتا في الوقت نفسه إلى أن الحديث عن وجود نواب الوطني والإخوان في البرلمان القادم يكتسي مبالغة كبيرة.
وقال ل”العرب”: “إن البعض يبالغ في التخوف من نفوذ نواب الوطني وعناصر الإخوان واختراقهما للبرلمان القادم، وهذا الأمر أصبح غير منطقي في ظل حالة الوعي الكبيرة التي يعيشها الشارع المصري". ولا يتفق العديد من المتابعين للشأن المصري مع موقف المتحدث باسم المصريين الأحرار.
ويعتبر هؤلاء أن أعضاء الوطني يجدون في هذه الانتخابات فرصة لضخ دماء سياسية جديدة، في ظل الفراغ الذي فشلت جميع الأحزاب القديمة والحديثة في ملئه وهو ما أغرى عددا كبيرا من القيادات التقليدية في الوطني للاستعداد لهذه المعركة الانتخابية.
من جهة ثانية يقول هؤلاء إن عناصر الإخوان تسعى للسبب ذاته إلى إعادة تنظيم صفوفها ومحاولة إيجاد موضع قدم داخل البرلمان، وقد لجأت إلى أساليب مختلفة لتحقيق هذا الغرض، لذلك يعتقد كثير من المراقبين أن مهمة “تمرد” ستكون صعبة، لأنهم يملكون أدوات أكثر ديناميكية مما تملكه الحركة، التي تراجع دورها.