نسمع كثيرا عن أشخاص قاموا ب"الانتحار" أو تغيرت وجهة نظرهم فى الحياة فلا يرون لها قيمة يعيشون من أجلها، الأمر الذى يسبب لهم وللمحيطين بهم الكثير من المتاعب، إلا أننا عندما نتساءل عن السبب، نجد أن هؤلاء الأشخاص أصيبوا "بالاكتئاب"، فأصبحوا منعزلين عن غيرهم، وأصابهم حزن شديد جعلهم لا يرون للواقع ألوانا سوى الأسود. وللتعرف على مرض"الاكتئاب" وأعراضه، وما إذا كان أى شخص يشعر بالحزن يمكنه أن يصاب به أم لا، يقول الدكتور محمد الرشيدى طبيب نفسى إن الاكتئاب يحدث نتيجة لاجتماع عدة عوامل "نفسية، وبيئية ، وكيميائية"، وكذلك نتيجة ل"اضطرابات دماغية".
ويضيف أن الاكتئاب مرض تقل فيه نسبة هرمون نورإيبنفرين Norepinephrine"الذى يؤدى إلى استثارة الخلايا العصبية وانقباض الأوعية الدموية"، كما تقل فيه نسبة السيروتونين serotonin "هرمون السعادة"، وكذلك تقل فيه نسبة الدوبامين dopamine فى المخ "مادة كيميائية تؤثر على كثير من الأحاسيس والسلوكيات بما فى ذلك الانتباه"، مما يؤدى إلى ظهور أعراض الاكتئاب.
ويوضح دكتور محمد الرشيدى، إنه ليس كل حزن يعد اكتئابا، لكن الاكتئاب يتميز عن الحزن العادى بوجود "إحساس شديد بالحزن" غير مرتبط بسبب واضح، "يدوم وبشكل مستمر طيلة النهار"لمدة تتجاوز الأسبوعين"، و"يؤدى إلى تراجع واضح فى الأداء" فى الحياة كلها "العملية والعاطفية".
ولفت إلى أنه "يمكنك تحديد ما إذا كنت قد وصلت إلى مرحلة الاكتئاب أم لا، عن طريق توجيه عدة أسئلة لنفسك، وهى: "ما إذا كان قد مر عليك وقت لم تستطع النوم من شدة ضربات قلبك، أو أصابك صداع بسبب التفكير، أو إذا ما كنت شعرت بالرغبة العنيفة، أو إذا أصبحت الأمور التى كانت تشعرك بالسعادة فى السابق، لا تؤثر بك". وهكذا.
وقال إن كبسولة التخلص من الاكتئاب، تكمن فى "السعى للتميز" الذى يتحقق بثلاثة أشياء هى:
• "الإيمان"... وذلك بالمداومة على رفع مستوى الإيمان بفعل الطاعات واجتناب المنكرات والإكثار من النوافل.
• "الاحتراف"... والذى يأتى برفع مستوى الكفاءة والإنتاج والفاعلية فى عملك أو دراستك.
• "المداومة" على رفع مستوى علاقاتك الإيجابية مع الآخرين.