من يصلح لحكم مصر؟! إجابة السؤال تشغل بال الجميع، سواء كان من النخبة أو حتى من ملح أرض هذا الوطن وبسطائه، الجميع ينتظر الرئيس الجديد الذى سيجلس على كرسى الحكم، ليعوضنا السنوات العجاف لحكم مبارك، وغشومية حكم المجلس العسكرى ومن بعده فاشية وتخلف نظام المعزول وجماعته. أملاً فى وصول رجل محترم للسلطة يستحق الجلوس على كرسى حكم مصر. أبحث معك عن هذا المحترم، الذى طال انتظاره، فأستمع لأصوات تطالب بترشح الفريق عبدالفتاح السيسى للرئاسة، مستندين على موقفه من ثورة 30 يونيه، وشجاعته فى مواجهة إرهاب جماعة الإخوان، التى تحولت لبعبع يطارد الجميع فى يقظتهم قبل منامهم، مع أن الواقع يؤكد أن الجماعة نفقت ولم يبق منها سوى رائحة جثتها العفنة، ولكن يبدو أن ما فعلته الجماعة على مدار عامين بالمصريين، زرع بداخلنا جميعاً الخوف من عودتها للحياة مجدداً أو ظهورها، ولكن الفريق عبدالفتاح السيسى حسم الأمر، برفضه نهائياً فكرة الترشح لمنصب رئيس الجمهورية، لأنه رجل زكى، يعلم جيداً أن إقباله على هذا الأمر، سينتقص من هيبته وموقفه المشرف تجاه شعبه، وسيجعل أنصار المعزول وبعض الدول تستغل الأمر فى الترويج إلى أن الفريق كان طامعاً فى السلطة والكرسى، وهو ما دفعه لعزل المرسى، تمهيداً لجلوسه هو على كرسى الحكم، ولكن ذكاء السيسى جعله يحسم الأمر بقوله: حتى لو خرج الملايين لمطالبتى بالترشح للرئاسة، لن أفعل ذلك، وهو ما أصاب الكثيرين بخيبة الأمل، لأن منقذهم تخلى عنهم، وأصاب أيضاً من كانوا يحاولون تشويه سمعة الرجل بأنه أطاح بمرسى فى عملية انقلاب أبيض، ليعيد السلطة للجيش مرة أخرى، إذا فالرهان على الفريق السيسى فى انتخابات الرئاسة أصبح رهاناً خاسراً لعدم رغبة الرجل فى إفساد ما صنعه وسطره له التاريخ،
الأمر الذى دفع شخصية عسكرية مثل الفريق سامى عنان للطمع بخوض انتخابات الرئاسة، معتقداً أن ثقة المصريين فى جيشهم، ستشفع له بالحصول على كرسى حكم البلاد، متناسياً أنه كان أحد الرجال الذين ساهموا فى تسليم مصر سوبر لوكس على المفتاح لجماعة الإخوان، وضمن خروجه الأمن هو وباقى أعضاء المجلس العسكرى دون أن يفكروا فى أن يغامروا بأمنهم وسلامتهم ويقفوا أمام طموح الإخوان فى الوصول للحكم، والآن يحاول الفريق عنان القفز على المشهد، فيصدر أخباراً بنيته للترشح للرئاسة، ثم يعود لينفى الخبر، ليقوم برصد ردود الأفعال تجاه مسألة ترشحه للرئاسة، وهى طريقة قديمة ومفضوحة، ولكن صدمة الفريق فى تجاهل الجميع خبر عزمه الترشح للرئاسة، جعله يعود أدراجه ويصدر خبراً ينفى فيه الفكرة من الأساس، ليتبقى أمام بعض المشوشين فكرياً والحالمين بحاكم ينتمى للمؤسسة العسكرية اسم الفريق أحمد شفيق، وهو بالطبع وهم لأن اسم أحمد شفيق حرق تماماً مع باقى المرشحين الذين خاضوا انتخابات الرئاسة السابقة، وهو ما يغلق الباب أمام اجتهادات وأحلام البعض بأن الرئيس القادم لمصر سيكون ذا خلفية عسكرية، ليتبقى أمامنا مجموعة من المرشحين المدنيين الذين سيأخذون نصيبهم الأسبوع القادم بإذن الله.