إزالة طابق مخالف ببرج سكني في قلين بكفر الشيخ    10 جنيهات زيادة بأسعار الذهب في مصر مع ضعف الطلب المحلي    رئيسا وزراء مصر وبيلاروسيا يشهدان توقيع مُذكرة تفاهم لتعزيز التعاون في مجال الاستثمار    رئيس الوزراء: فرص واعدة للاستثمار بين مصر وبيلاروسيا    مفاجأة جديدة ل كورتوا مع ريال مدريد قبل مواجهة بايرن ميونخ    أستاذ جامعي: إصلاح التعليم يتطلب تخفيض أعداد المقبولين بكليات الآداب والحقوق والإعلام والتجارة    توريد 77283 طن قمح في كفر الشيخ    خلال زيارتها لمصر.. مايا مرسي تستقبل قرينة رئيس دولة البوسنة والهرسك    استشهاد «حسن».. سائح تركي يطعن جندي إسرائيلي في القدس (التفاصيل)    مقتل خمسة أشخاص وإصابة العديد الآخرين جراء الفيضانات بولاية «جامو وكشمير»    وزير التعليم ومحافظ القاهرة يفتتحان المعرض السنوي وورش عمل طلاب مدارس التعليم    «بكاء ومشادة».. مفارقة مورينيو تهدد صلاح بالرحيل عن ليفربول    بطولة إفريقيا للكرة الطائرة.. «سيدات الأهلي» يواجه سان دوني    مصرع شخص دهسه قطار الصعيد في أبوقرقاص بالمنيا    الأرصاد تكشف حالة الطقس المتوقعة اليوم وموعد ارتفاع درجات الحرارة    توقعات برج الثور في شهر مايو 2024: تحديات ومشكلات على كافة الأصعدة    إحالة حرامي الهواتف بالموسكي للمحاكمة    مدبولي: العلاقات الوثيقة بين مصر وبيلاروسيا تمتد في جميع المجالات    19 منظمة حقوقية تطالب بالإفراج عن الحقوقية هدى عبد المنعم    تقرير حقوقي يرصد الانتهاكات بحق العمال منذ بداية 2023 وحتى فبراير 2024    أسعار السمك والمأكولات البحرية بسوق العبور اليوم الثلاثاء    فالفيردي: جاهز لمواجهة بايرن ميونيخ    القيعي: يجب تعديل نظام المسابقات.. وعبارة "مصلحة المنتخب" حق يراد به أمور أخرى    عضو إدارة الأهلي: دوري الأبطال ليس هدفنا الوحيد.. ونفقد الكثير من قوتنا بدون جمهورنا    جهاز مشروعات التنمية الشاملة ينظم احتفالية لحصاد حقول القمح المنزرعة بالأساليب الحديثة    بلينكن يتوجه للأردن لبحث سبل زيادة المساعدات إلى غزة    رئيس الوزراء الفلسطيني: لا دولة بدون قطاع غزة    تتزعمها سيدات.. مباحث الأموال العامة والجوازات تُسقط أخطر عصابات التزوير    أول بيان من «الداخلية» عن أكاذيب الإخوان بشأن «انتهاكات سجن القناطر»    وفد شركات السياحة المصرية بالسعودية يكشف تفاصيل الاستعداد لموسم الحج    "بحبها مش عايزة ترجعلي".. رجل يطعن زوجته أمام طفلتهما    مساعد وزير الخارجية الأسبق: الجهد المصري لا يتوقف لتهدئة الأوضاع في غزة    طرح فيلم "أسود ملون" في السينمات السعودية .. الخميس المقبل    رئيس جامعة المنيا يفتتح معرض سوق الفن بكلية الفنون    مستشار زاهي حواس يكشف سبب عدم وجود أنبياء الله في الآثار المصرية حتى الآن (تفاصيل)    ساويرس يوجه رسالة مؤثرة ل أحمد السقا وكريم عبد العزيز عن الصديق الوفي    لحظة إشهار الناشط الأمريكي تايغ بيري إسلامه في مظاهرة لدعم غزة    الصحة: الانتهاء من مراجعة المناهج الخاصة بمدارس التمريض بعد تطويرها    كيف علقت "الصحة" على اعتراف "أسترازينيكا" بوجود أضرار مميتة للقاحها؟    عشان تعدي شم النسيم من غير تسمم.. كيف تفرق بين الأسماك الفاسدة والصالحة؟    رئيس جامعة بنها يفتتح معرض الزهور الأول احتفالا بأعياد الربيع    "البيئة" تطلق المرحلة الثالثة من البرنامج الوطني لإدارة المخلفات الصلبة    المهندسين تبحث في الإسكندرية عن توافق جماعي على لائحة جديدة لمزاولة المهنة    ميدو يعلق على الجيل الجديد في كرة القدم    رئيس اللجنة العلمية لمكافحة كورنا يحسم الجدل بشأن حدوث جلطات بعد تلقي اللقاح    مفتي الجمهورية مُهنِّئًا العمال بعيدهم: بجهودكم وسواعدكم نَبنِي بلادنا ونحقق التنمية والتقدم    دعاء آخر أسبوع من شوال.. 9 أدعية تجعل لك من كل هم فرجا    وزير الإسكان: نعمل على الاستثمار في العامل البشري والكوادر الشبابية    أقدس أيام السنة.. كيف تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية بأسبوع آلام السيد المسيح؟    «الثقافة» تطلق النسخة السابعة من مسابقة «أنا المصري» للأغنية الوطنية    طلاب النقل الثانوى الأزهرى يؤدون امتحانات التفسير والفلسفة والأحياء اليوم    ألقوه من فوق مبنى.. استشهاد فلسطيني على يد قوات الاحتلال في الضفة الغربية    مساعد وزير الصحة: قطعنا شوطًا كبيرًا في تنفيذ آليات مواجهة تحديات الشراكة مع القطاع الخاص    هل ذهب الأم المتوفاة من حق بناتها فقط؟ الإفتاء تجيب    موعد عيد شم النسيم 2024.. حكايات وأسرار من آلاف السنين    دعاء في جوف الليل: اللهم اجعل لي نصيباً في سعة الأرزاق وتيسير الأحوال وقضاء الحاجات    إيهاب جلال يعلن قائمة الإسماعيلي لمواجهة الأهلي    أخلاقنا الجميلة.. "أدب الناس بالحب ومن لم يؤدبه الحب يؤدبه المزيد من الحب"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الچنرال القوى بين نيران التأييد والرفض
لا تحرقوا "السيسى"
نشر في الوفد يوم 19 - 00 - 2013

لا أحد يعرف ماذا يدور فى عقل وقلب الرجل الأقوى فى مصر الآن.. الچنرال الغامض اختار أن يبقى فى المنطقة الآمنة التى تجعله بعيدا على صراعات الأجنحة المتصارعة على السلطة وقرر الفريق عبد الفتاح السيسى عدم خوض الانتخابات الرئاسية القادمة ليبتعد عن منطقة الألغام السياسية مؤقتا لحين هدوء الأوضاع ولكن من يدرى ربما يتغير موقفه.
فهناك من يسعى الى جر الرجل الى منطقة سياسية أخرى تجعله دائما فى مرمى النيران يتعرض للقصف ويجبره على الترشيح للرئاسة ولكن الرجل الأكثر شعبية فى مصر الآن الذى يشتاق الى نفاقه رجال كل العصور ويهرول إليه طامعو السلطة يسير بثبات وهدوء تجاه العبور بالمرحلة الانتقالية الى بر الأمان ولا يريد أن يشتبك مع أعدائه ويحاول أن يصد الهجوم عليه بعد أن طلب وقف الحملات الداعمة له.
«السيسى» يتعرض لعملية حرق واضحة سواء من أنصاره أو من الإسلاميين ويبدو المشهد كما لو كان فى جزيرة منعزلة يحارب بمفرده كل من حوله.
فالمعركة الأهم فى مصر الآن هى إنجاز الدستور ولكن هناك من يريد أن يستبق الأحداث ويضع مطبات أمام الچنرال الذى حقق أحلام شعبه وأطاح بحكم الإخوان حتى لا يفكر فى السير تجاه كرسى الحكم.
لا تحرقوا «السيسى» وانظروا الى المعركة الأهم الآن وهى الدستور حتى يخرج توافقيا معبرا عن طموح وتطلعات الشعب ولا تجبروه على أن يخوض معارك جانبية لا يريد أن ينشغل بها الآن فالرجل مازال صامدا ولا يفكر فى الترشح ولكن من يدرى ربما يغير المستقبل الكثير.
«الفريق» تحت قصف مدفعية الجماعة وطامعى السلطة
تدرك جماعة الإخوان منذ اليوم الأول لعزل الدكتور محمد مرسى أن معركتها الحقيقة مع الفريق أول عبدالفتاح السيسى، فطاردته بالشعارات المسيئة والهتافات المعادية، فرغم أن السيسى الآن وزير دفاع فى حكومة يرأسها الدكتور حازم الببلاوى وفى وجود الرئيس المؤقت المستشار عدلى منصور إلا أن هتافات الجماعة وأنصارها تطول السيسى فقط ورسمت الجماعة معركتها وخطتها ضد وزير الدفاع الذى أصبح الرجل الثالث فى مصر.
فحسب ما أكده مصدر مضطلع فإن الجماعة كانت على استعداد للقبول بعزل «مرسى» ووضعت شروطا عديدة فى بداية التفاوض وقبل فض اعتصامي رابعة العدوية وميدان النهضة منها تقديم الفريق السيسى استقالته أو إقالته وتعيين وزير دفاع آخر ورئيس حكومة من قبل جماعة الإخوان ينتمى الى حزب الحرية والعدالة ولكن شروط الجماعة لم تلق أى قبول لدى السلطة.
فالجماعة تدرك أن «السيسى» هو الرجل الذى أطاح بأحلامها فى الحكم ولولاه لاستمر حكمها الى عشرات السنين كما كانت تخطط ولذلك وضعت الرجل فى مرمى نيرانها وتروج له فى الخارج على أنه الرجل الذى أطاح ب«مرسى» ليحكم من بعده وأنه سيكرر تجربة عبدالناصر فى الحكم حتى تستعدى كل دول العالم عليه.
وعندما بدأت حملات تأييد ودعم الفريق السيسى فى الانتخابات سعت الجماعة الى وأد مفعول تلك الحملات وإجهاض مخطط ترشيح «السيسى» فلجأت الى شركة علاقات عامة أمريكية حتى تفسد المخططات الدعائية للحملات وتسعى الى مطاردة الفريق السيسى فى المحاكم الدولية بحجة أنه تسبب فى مجازر على حد قولهم.
ودشنت الجماعة حملة «كمل جميلك واركب حميرك» للرد على حملة «كمل جميلك» التى دشنها عدد كبير من مناصرى «السيسى» ولكنها ظهرت باهتة وخالية من المنطق ولم تحدث الأثر المطلوب خاصة أنها ظهرت بصبغة إخوانية واضحة.
الجماعة ليست وحدها التى تقاوم ترشيح «السيسى» للرئاسة ولكن هناك فئات وأطرافا أخرى تسعى الى إبطال تلك الفكرة وعلى رأسهم المرشحون السابقون لرئاسة الجمهورية الذين يرغبون فى إعادة ترشيح أنفسهم فهم يدركون أن خوض «السيسى» الانتخابات يجعله فى مقدمة السباق بفارق كبير عنهم ويجهض أحلام بعضهم فى الوصول الى كرسى الحكم.
معظم مرشحى الرئاسة القادمين علقوا فكرة ترشيح أنفسهم على موافقة «السيسى» على خوض الانتخابات فالفريق أحمد شفيق قال فى تصريحاته إن ترشيحه مرتبط بموقف الفريق السيسى ومعظم المرشحين من العسكريين السابقين أمثال الفريق سامى عنان واللواء مراد موافى والفريق حسام خيرالله ربطوا ترشيحهم بموقف «السيسى» من الانتخابات الرئاسة.
حتى حمدين صباحى المرشح السابق لرئاسة الجمهورية اضطر الى إطلاق تصريحات متناقضة بحق ترشيحات «السيسى» حتى لا يبدو وكأنه يشجع «السيسى» على الترشيح فالرجل قال فى تصريحات سابقة إنه يؤيد ترشيح الفريق السيسى رئيسا للجمهورية ولكنه عاد ليهاجمه بالتزامن مع تدشين حملته الانتخابية وقال إنه يرفض ترشح أى عسكرى للرئاسة و«السيسى» من العسكريين وبالتالى فإن ترشيحه مرفوض.
أيضا هناك قطاعات من المثقفين والنخب السياسية والحزبية ترفض ترشيح «السيسى» وتطالبه بأن يكون رمزا للثورة وألا ينجذب الى دعوات ترشيحه حتى لا يبدو وكأن ما قام به الجيش انقلاب عسكرى على الشرعية وحتى تبقى المؤسسة العسكرية فى مأمن من التورط فى الحياة السياسية وينشغل عن أهدافه الأساسية.
قطاع عديد من القوى السياسية يرى أن تولى «السيسى» مقاليد الحكم حتى وإن كانت خطوة لاستقرار البلاد من الناحية الأمنية فإنها تقتل التجربة الحزبية ووصول السيسى ربما يكون الحلم الأخير لدولة مبارك لكى تعود مرة أخرى خاصة أن هناك من بدا يعود الى الحياة السياسية بدعوى أنه من مناصرى الجيش ومؤيد للفريق السيسى.
حملات رفض «السيسى» لم تغير من الواقع الموجود على الأرض حتى الآن وهو أن بورصة ترشيحات الرئاسة تميل بشدة تجاه الفريق السيسى خاصة أن عددا كبيرا من الداعين الى رفض ترشيح «السيسى» من خارج جماعة الإخوان أشادوا بالرجل من قبل وأكدوا دوره الوطنى المخلص بل أن بعضهم كان يدعو قبل عزل «مرسى» بشكل صريح الى تدخل الجيش لعزل «مرسى» وكان يتغزل فى الفريق السيسى حتى يوم 3 يوليو الماضى.
وعلى المستوى الدولى تسعى بعض الدول الى عرقلة ترشيح «السيسى» الى الرئاسة ومنع وصوله الى كرسى الحكم وسعت من خلال أجهزة مخابراتها الى نشر الشائعات حول الرجل والدعاية السلبية له فى بعض الصحف الأجنبية حتى لا يكون طريقه الى السلطة مفروشا بالورود خاصة أنه أجهض مخططا دوليا كان يستهدف مصر لصياغة شكل جديد لمنطقة الشرق الاوسط ويرون أن وصول الرجل الى الرئاسة يعنى استحالة تنفيذ مخططاتهم فى المستقبل.
طارق زيدان رئيس حزب الثورة مستمرة قال: إن حملات الرفض التى دشنت فور الحديث عن ترشيح الفريق السيسى نفسه تدرك أنه رجل المرحلة وتسعى الى الترويج بأن الحكم العسكرى لا يستطيع قيادة البلاد الى الأمام ولا يحقق تطلعات الشعب.
وأشار الى أن حملات الرفض معظمها من المنتمين الى جماعة الإخوان المسلمين وبعض التيارات السياسية ويدركون أن معركتهم الحقيقية مع الفريق السيسى، بالإضافة الى وجود طابور خامس يعوق ترشيحه للرئاسة وهو تيار غير منتمٍ الى الإخوان ولكنه يرفض الحكم العسكرى لمجرد الرفض دون أى أسباب مقنعة.
وأكد أن هناك بعض الشخصيات ومرشحى الرئاسة السابقين الذين يستعدون لخوض الانتخابات مرة أخرى وينادون بتولى رئيس مدنى للبلاد باسم الثورة وهؤلاء يدركون أن «السيسى» رجل قوى يطرد كل الضعفاء من جواره لذلك فهم يخشون من أن يطردهم «السيسى» من المنافسة.
وأكد أن هناك مخططات دولية تريد أن تعوق ترشيح «السيسى» وتقف وراء تلك المخططات مخابرات قطر وتركيا وهو يحاولون من خلال إنشاء بعض الجمعيات الجديدة فى مصر أن يلعبوا دورا غير مباشر فى تولى «السيسى» رئاسة البلاد ويحاولون أن يديروا مخططا لحرق «السيسى» قبل الانتخابات حتى لا يتمكن من خوضها.
وأكد أن الفريق السيسى يجب أن يبقى رمزا للثورة ووزيرا للدفاع ليبقى الجيش فى مأمن عن السياسة ويتفرغ لدوره الوطنى فى الدفاع عن البلاد ومصر لا تحتاج الى رئيس يوجد حوله انقسامات حتى لو بنسبة بسيطة ولكنها تحتاج الى رجل توافقى ووزير دفاع قوى ليواجه المخاطر ويهدم المخططات التى تبنى لتدمير البلاد ويجب أن تتوقف كل الحملات الآن سواء الداعمة أو الرافضة لحين استقرار الأوضاع والتركيز فى معركة الدستور فقط.
وأكد اللواء حسام سويلم الخبير الاستراتيجى والعسكرى أن «السيسى» حسم قضية ترشيحه للرئاسة وقال إنه لن يترشح ووجه القوات المسلحة بعدم دعم أى حملة وطالب بوقف تلك الحملات وما يشاع من حملات الآن لا يريدها «السيسى» على الإطلاق.
وأشار الى أنه رغم رفض «السيسى» الترشيح فإن الشعب لا يرى أحدا غيره على الساحة ولا حتى من مرشحى الرئاسة السابقين فهم ينظرون اليه باعتباره المنقذ والرجل الذى لا يقهر كما أنه غير خاضع لأى سلطة على الإطلاق وهو لا يريد أن ينظر أحد الى موقف الجيش الوطنى عندما انحاز الى الشعب فى ثورة 30 يونية على أنه طامع فى السلطة ويريد أن يبقى الوضع الحالى على ما هو عليه لحين انتهاء المرحلة الانتقالية الحالية.
«عبدالناصر» و«أبو غزالة» .. زعامة أم إقالة؟

فى 12 أغسطس من العام الماضى وقف الفريق أول عبد الفتاح السيسى أمام الرئيس المعزول محمد مرسى لحلف اليمين كوزير للدفاع خلفا للمشير حسين طنطاوى الذى كان بمثابة الرجل الأول فى البلاد قبل أن يتولى الدكتور محمد مرسى الحكم يومها خرجت قطاعات كبيرة من الشعب تقول إن الرجل يميل الى الجماعة وجاء الى منصبه لينفذ إملاءات الإخوان.
غير أن الواقع أزاح الستار عن كثير من الحقائق وأن الرجل الذى اختاره المشير طنطاوى ليخلفه فى منصبه كان أشد لعنة على «مرسى» من لعنة «طنطاوى» ولكن الرئيس المعزول لم يكن بمقدوره الاستمرار فى الحكم وبجواره وزير دفاع أشد منه قوة وربما يساويه فى الشعبية فكان لابد من التخلص من طنطاوى حتى لو كان البديل أكثر خطورة.
وفى أيام الرئيس المخلوع حسنى مبارك لم يحتمل أن يبقى فى منصب وزير الدفاع رجل أكثر منه شعبية مثل المشير عبدالحليم أبوغزالة فكان دائم التشكك فيه وكان يخشى من انقلاب الجيش عليه خاصة أن أبوغزالة كان رجل أمريكا وكان يسعى الى تطوير منظومة التسليح فى الجيش المصرى بشكل كبير بشكل أشعل الخوف فى قلب مبارك فقرر التخلص منه الى الأبد والإطاحة به من منصبه رغم أن أبوغزالة وقف بجوار مبارك فى انتفاضة الأمن المركزى ونزلت قوات الجيش لتحمى الشارع وتقمع ثورة العساكر.
هناك نماذج عديدة لم يحتمل فيها الرؤساء أن يكون وزير الدفاع أكثر منهم شعبية وقوة وتأثيرا فى الرأى العام ساعتها سيشعر الرئيس أنه بلا أنياب حقيقية وأنه تحت سيطرة الجيش فسيقوم بالتخلص من وزيره الذى يفترض أن يدين بالولاء الكامل له
والسؤال الذى يفرض نفسه: ماذا لو قرر الفريق عبد الفتاح السيسى عدم ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية القادمة وظل فى منصبه كوزير دفاع ماذا سيكون مستقبل الرجل؟
أى رئيس قادم سيخشى بالطبع من الفريق السيسى وسيحاول منذ اليوم الأول أن يقدم فروض الطاعة الى المؤسسة العسكرية ولكن حينما يتمكن من الحكم ويثبت خطواته فى البلاد سيسعى بكل ما أوتى من قوة الى الإطاحة بالفريق السيسى حتى لو قام بتعيين رجل أخطر منه وأشد منه قوة فى منصبه.
لن يقبل أى رئيس قادم أن يكون وزير الدفاع أكثر منه شعبية وقوة وتأثيرا فى جمهور الشعب خاصة أن تجربة الرئيس المعزول محمد مرسى ستكون حاضرة وربما نجد «السيسى» خارج قيادة الجيش خلال أشهر قليلة من حكم أى رئيس قادم ف«السيسى» بما يمثله من رمز مثل المشير عبد الحليم أبوغزالة الذي تخلص منه مبارك سريعا وبنفس الحالة سيسعى أى رئيس قادم لتثبيت حكمه أن يقيل وزير الدفاع.
الفريق أحمد شفيق نفسه قال فى آخر حواراته أنه ذهب الى المشير طنطاوى بعد ترشيحه للرئاسة وقال له أنه لو أصبح رئيسا للبلاد فإن القوات المسلحة ستكون فى حاجه الى وجوده لمدة عام وهو ما يعنى أنه كان سيقرر التخلص منه بعد هذا العام.
الوضع الحالى فى الدولة يسمح للرئيس المؤقت المستشار عدلى منصور بإقالة الفريق السيسى نفسه لو هو قرر ذلك رغم أن الجيش هو من قام بتعيينه رئيسا مؤقتا للبلاد وأن المؤسسة الوحيدة القوية فى البلاد الآن هى المؤسسة العسكرية التى تمتلك السلطة الأكبر بتداعيات الوضع الحالى وما قاله الدكتور حازم الببلاوى رئيس الوزراء يؤكد ذلك.
«الببلاوى» خرج فى تصريحات الى إحدى القنوات يجيب عن سؤال كيف يستطيع «منصور» إقالة «السيسي» وهو من عينه؟ كانت إجابات «الببلاوى» أنه لا يوجد ما يستدعى ذلك ولا يوجد دليل على أن «منصور» لا يستطيع عزل «السيسي» فسلطات رئيس الدولة مضمونة وأنه إذا اقتضت الحاجة إقالة «السيسي» فإن منصور سوف يستخدم صلاحياته.
«السيسى» أمام نموذج آخر من الزعامة وهو نموذج الرئيس الراحل جمال عبدالناصر فالرجل استطاع أن يلهب حماس الشعب من خلال خطاباته القليلة التى خرج بها الى الشعب وطلبه التفويض من الشعب لمواجهة الإرهاب المحتمل كشف أن الرجل يتمتع بشعبية جارفة.
ف«عبدالناصر» والضباط الأحرار استطاعوا أن يخلصوا البلاد من الحكم الملكى واطاحوا بالملك فاروق خارج البلد أما «السيسى» وقادة الجيش انحازوا الى الشعب فى ثورة 30 يونية وأعلن الرجل عن خارطة طريق للمستقبل تضمنت عزل الرئيس مرسى وتعيين المستشار عدلى منصور رئيسا مؤقتا لحين إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية وإجراء إصلاحات دستورية من خلال لجنة الخمسين التى تعمل الآن وتخلصت البلاد من الحكم الإخوانى المستبد.
«السيسى» بين نموذجين لا ثالث لهما فإما ان يكون نموذجا من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر أو أن يكرر نموذج المشير أبوغزالة الذى كان الشعب يعشقه الى درجة كبيرة وقد يستمر «السيسى» وزيرا للدفاع لو جاء الرئيس القادم بدعم من الجيش.
الرافضون لترشيح «السيسى»: «كفانا عسكر»0 يونية
يسوق الرافضون لترشيح الفريق السيسى لانتخابات الرئاسة جملة من الأسباب التى تجعل الطريق أمام كرسى الحكم مليئا بالأشواك والمطبات رغم أن الرجل حقق ما يشبه المعجزة بعدما أطاح بحكم الإخوان فى زمن انتهى فيه المعجزات.
الرافضون لترشيح «السيسى» بعضهم يفضل أن يبقى الفريق السيسى فى مكانه وزيرا للدفاع على أن يكون رمزا للثورة والبعض الآخر يرى أن مهمة الفريق السيسى تنتهى بمجرد انتخاب رئيس جمهورية جديد وعليه أن يقدم استقالته من منصبه وينسحب من المشهد تدريجيا.
اللواء محمد رشاد وكيل جهاز المخابرات السابق قال إنه فى الوقت الحالى لا نريد أن يندفع الفريق السيسى الى الرئاسة وألا يستجيب الى الحملات الدعائية التى يتم تدشينها فالرجل حمى الثورة وتدخل فى لحظة فارقة لإنقاذ البلاد من حكم ديكتاتورى مستبد ولو حكم «السيسى» بعد ذلك ستكون الصورة أمام العالم أجمع بأن ما حدث فى مصر كان إنقلابا عسكريا.
وقال إن جماعة الإخوان ستسعى الى إفشال «السيسى» لو وصل الى الرئاسة وشعارات «يسقط حكم العسكر» ستبقى حاضرة فى الصورة وعلى الفريق السيسى أن يتحمل واجباته التاريخية تجاه البلاد فهو من حقه أن يترشح كأى مواطن عادى ولكن الوضع الحالى يتطلب النظر الى المصلحة العامة وأعتقد أن «السيسى» لديه تقديرات موقف دفعته الى إعلان عدم ترشيح نفسه.
وأشار الى انه صحيح أن الفريق السيسى يستطيع أن يطبق النظام والأمن ولكن صورة مصر فى الخارج ستكون سلبية فالمجتمع الدولى يرفض أن يحكم الجيش فى زى مدنى ووجود «السيسى» على رأس السلطة سيؤكد أن ما حدث انقلاب.
وأشار الى أن «السيسى» رمز للثورة ويجب ألا يتعرض هذا الرمز الى التشويه وإلى الهجوم، فدوره الوطنى الذى فعله يفوق أدوار كثيرين فهو قدم لمصر ما لم يقدمه الرؤساء الذين حكموها وأنقذ البلاد من مخططات استعمارية كانت ستغير من وجه المنطقة بأكملها.
وأكد أحمد بهاء الدين شعبان وكيل مؤسس الحزب الاشتراكى أن الحديث عن أى ترشيحات للرئاسة سابقة لأوانها الآن فالأهم من ذلك العمل من أجل إنجاز دستور توافقى وإدارة حوار مجتمعى حوله من أجل أن تنتهى لجنة الخمسين من مهمتها دون أى عواقب.
وقال إن أى حديث عن تأييد «السيسى» أو رفض ترشيحه الآن غير مجدٍ ويستهلك الوقت ويخصم من رصيده فى الشارع وأرى أن الأهم أن يكون الدستور القادم معبرا عن الجميع وأن يخرج الجميع فى الاستفتاء فى أجواء احتفالية للتصويت على قبول الدستور بأغلبية كبيرة وتقترب من الثلثين وساعتها سنكون انتهينا من الاستحقاق الأهم.
وأشار الى أن الحملات كلها ليست فى صالح الفريق السيسى لأنها ستعطى انطباعا بأن ما حدث من انحياز للشعب فى الثورة كان لصالح الجيش وموقف الفريق السيسى الآن واضح وهو أنه لن يخوض الانتخابات وطلب وقف جميع الحملات المؤيدة والرافضة.
وقال أنه لو قام «السيسى» نفسه بالإعلان عن رغبته فى الترشيح للانتخابات سننظر فى تلك القضية فى حينها وسنتعامل معها فى وقتها ولكن «السيسى» رمز للثورة ويجب أن يبقى رمزا بعيدا عن أى مظاهر هجوم أخرى عليه.
وأشار عبدالغفار شكر رئيس حزب التحالف الشعبى الاشتراكى أن حملات ترشيح «السيسى» يقودها من يتنقلون من منافقة عهد الى عهد والموالون ولكن فى المقابل هناك من يرى أن رئيسا عسكريا لمصر مطلوب فى الفترة القادمة بحيث يكون قويا ويحقق الأمن والأمان.
ويرى «شكر» أن مصر فى حاجه الى «السيسى» كقائد عام للقوات المسلحة ووزير للدفاع والمؤسسة العسكرية قادرة على حماية الشعب وصيانة الجيش وإبعاده عن المخاطر الآن واجب يجب أن يشترك فيه الجميع.
وأكد الدكتور أحمد سالم يونس، أستاذ العلوم السياسية، أن ترشح «السيسى» للرئاسة يحمل مخاطر عديدة فالرجل انحاز الى الثورة وقال إنه غير طامع فى السلطة على الإطلاق إلا أن البعض يحاول أن يدفع به الى صدارة المشهد وهو ما قد ترفضه دول العالم التى ترى فيه نموذجا لعبدالناصر آخر كما أنه فى الداخل لن تهدأ الأوضاع لأن جماعة الأخوان تدرك أن معركتها مع الفريق السيسى نفسه وليس مع أى شخص آخر لذلك ستسعى طوال حكمه له فكر فى الترشيح الى إفشاله وتفجير المشكلات أمامه لتحقيق حالة من عدم الاستقرار فى البلاد.
وأشار الى أن مصر فى حاجة الى رئيس توافقى حتى لا تتكرر تجربة الرئيس المعزول محمد مرسى مرة أخرى فى الحكم.
المؤيدون للترشيح: كفانا مؤامرات
يضبط إيقاع الأمن ويجهض خطط الهدم ويحقق طموحات الشعب فى الاستقرار
دافع المؤيدون لترشيح الفريق السيسى لرئاسة الجمهورية عن موقفهم الداعم للرجل بتأكيدهم أنه أصبح الحلم الذى يتمناه الشعب المصرى والرجل القادر على تلبيه نداء الوطنية خاصة أنه منذ اليوم الأول لظهوره اكتسب شعبية طاغية تجعل من وجوده فى منصب رئيس الجمهورية فرصة لتوحيد الصفوف بين الجميع.
البرلمانى السابق مصطفى بكرى أكد أن المرحلة الراهنة تستوجب رجلا بوزن وحجم الفريق عبدالفتاح السيسى وهو قادر على الاستجابة للمطالب الشعبية واحترام إرادتهم كما أن البلاد تتعرض لمؤامرات وتحتاج الى رجل بمواصفاته ولا يجب الاعتداد بكونه رجلا عسكريا وعلى من ينظرون الى الجيش بصورة سيئة أن ينظروا الى القادة العسكريين الأمريكان الذين حكموا، كما أن ان إسرائيل قادتها عسكريون.
وأشار الى أن الفريق السيسى نفسه لا يرغب فى الترشيح ولكن عليه أن يخوض الانتخابات إذا قررت الإرادة الشعبية ذلك ولا يحق له أن يرفض أن يلبى النداء الشعبى.
وقال إن هناك موجة ضد الجيش بشكل مستمر رغم أنه حقق طفرات عديدة ففى فرنسا حقق شارل ديجول النهضة الكبرى وفى واشنطن استطاع جورج واشنطن أن يقود مسيرة النهضة وحتى محمد على باشا مؤسس الدولة المصرية الحديثة كان رجلا عسكريا بامتياز.
وأشار الى أنه لا جب أن نلتفت كثيرا الى المزاعم التى ترددت عن مخاوف أمريكا ودول العالم من ترشيح الرجل، فهذا شأن مصرى خالص وإذا الشعب يوما أراد أن يرشح الفريق السيسى فلابد أن يستجيب بلا أى شك فردود الأفعال لن تنتهى وأنا أطالبه بتقديم نفسه من الآن خاصة أنه قيادة مدركة لمتطلبات اللحظة الراهنة وأنه يستحق ثقة الشعب فيه حتى الآن.
وقال إن هناك مؤامرات على الفريق السيسى نفسه وهناك من لا يريد أن يكون رئيسا للبلاد ورغم ذلك فعلى الفريق السيسى ألا يستجيب الى الدعوات المغرضة وأن يلبى نداء الشعب الذى يطالبه بالترشيح.
وأشار البرلمانى السابق محمد أبوحامد الي أن الحملات التى يتم تدشينها لدعم ترشيح الفريق السيسى لم تأت من فراغ وهي دعم للدور الوطنى الكبير الذى قام به الرجل والجيش عموما فى 30 يونية كما أن هناك قطاعات عديدة من الشعب ترى فى شخص «السيسى» الزعامة المفقودة منذ أيام الرئيس الراحل جمال عبدالناصر التى لا ينافسه فيها أى من الموجودين على الساحة الحالية الآن، فالرهانات على «السيسى» كبيرة جدا.
واكد أن حملات التأييد تأتى فى إطار أن يكمل الرجل الجميل الذى فعله مع الشعب وأن يبادر بالاستجابة للمطالب الشعبية وترشح نفسه قبل أن تقوم حشود المتظاهرين بإجباره على ذلك.
وقال إنه من الواضح إن التحدى الكبير الذى تعيشة البلاد منذ 30 يونية الماضية هو تحدى أمنى بامتياز وما يحدث على مستوى بعض البلدان سواء فى سوريا أو لبنان او العراق يجعل الشعب يفكر فى الرجل القادر على ضبط إيقاع الأمن و«السيسى» لديه القدرة على ذلك كما أن الدعم الشعبى الكبير المساند له يجعله يسير بقوة تجاه الرئاسة.
خطة إجبار «بوتين مصر» على الترشيح ل«الكرسى»
ز يلتف حوله معظم الشعب المصرى ويشتاق الى نفاقه رجال كل العصور ويهرول اليه طامعو السلطة ولكن الرجل اختار لنفسه أن يبقى فى المنطقة الآمنة التى تتيح له أن يبقى على رأس الجيش ويرفض أن يغامر بالمؤسسة التى ساندت ثورات الشعب وينتقل الى مرحلة أخرى حتى لو كان على رأس كرسى الحكم.
غير أن قوى عديدة تحاول أن تدفع بالرجل الى الترشيح للانتخابات الرئاسية القادمة وأدركت تلك القوى أن «السيسى» قادر على أن يتخطى السباق الرئاسى ويصل الى كرسى الحكم دون عناء خاصة أنه عندما خرج الشعب يطلب تفويضه فى مواجهة الإرهاب المحتمل لبى النداء الملايين وهو ما وضع الرجل فى منطقة يصعب من أحد الاقتراب منها.
التقط الحالمون بعودة دولة مبارك والمشتاقون الى الحكم العسكرى والخائفون من عودة الإخوان الإشارة بعد خطاب التفويض وبدأوا فى الترويج ل«السيسى» على أنه الرجل القادم فى مصر وظهرت عشرات الحملات التى تطالب الرجل بالترشيح أكبرها حتى الآن حملتا «كمل جميلك» و«معا لترشيح السيسى رئيسا» وراحت تلك الحملات تعقد المؤتمرات وتنشر شبابها فى الشوارع لجمع توقيعات لإجبار «السيسى» على ترشيح نفسه فى الانتخابات الرئاسية.
لكن الچنرال القوى حتى الآن يرفض ترشيح نفسه للرئاسة وظهرت تصريحات غير معلنة للرجل على لسان مقربين منه، يقول فيها إنه لن يترشح للانتخابات الرئاسية القادمة وانه يريد أن يظل يقظا لمصر ومستقبلها وما يحاك ضدها من مؤامرات وأنه لن يسمح لأحد بأن يقول ذات يوم أن جيش تحرك من أجل مصالح شخصية أو من أجل تعيين قائده رئيسا للبلاد.
غير أن تصريحات مقتضبة أدلى بها «السيسى» لصحيفة «الواشنطن بوست» بعد خطاب التفويض قال فيها إنه لا يريد الحكم ولن يترشح الى الرئاسة مستقبلا ولكن هناك عوامل عديدة قد تغير من موقف الرجل وتدفعه الى الترشيح خاصة أن الموقف الحالى والضغوط الدولية الحالية تجعل من الصعب أن يتحدث «السيسى» أو أى من قادة الجيش عن الانتخابات الرئاسية حتى لا يقال إن الجيش طامع فى السلطة وأن ما حدث انقلاب عسكرى.
«السيسى» حتى الآن لم يخرج صراحة على الشعب المصرى ليقول فى خطاب صريح إنه لن يترشح وهو ما يفتح باب الجدل حول إمكانية خوضه الانتخابات خاصة أنه قد تم تسريب أخبار أن «السيسى» طلب من حملات دعمه أن تتوقف وأنه لا يفكر فى الترشيح ولكن الحملات مستمرة بل وتجد صدى لها فى الشارع والآلة الإعلامية تروج لها بشكل كبير.
لا أحد ينسى تصريح الفريق السيسى الشهير الذى طلب فيه من القوى السياسية التوافق وألا يزج بالجيش فى الصراعات الداخلية وقال نصا: «لو نزل الجيش انسوا البلد ل 30 سنة قدام» وهى التصريحات التى يصفها الخبراء بأنها جاءت لتطمين الرئيس المعزول محمد مرسى من موقف الجيش وأنه أطلق هذا التصريح بحسب تقديرات الموقف التى قدمت له والتى تحدثت عن قلق إخوانى منه فاضطر الرجل أن يناور بتصريح يطمئن فيه الرئيس وجماعته وهو ما قد ينطبق على الوضع الحالى للترشيح وأن «السيسى» ربما يطلق تصريحات مراوغة لحين استقرار الأوضاع الحالية وبعدها يضطر الى خوض الانتخابات بضغط شعبى.
وما يدعم هذه الفكرة ما قاله المتحدث العسكرى العقيد محمد أحمد على فى حوار لصحيفة «الديلي نيوز» الذى أكد فيه أن الفريق أول عبد الفتاح السيسي من حقه الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة إذا تقاعد ولكنه الآن لا يطمح في أي مناصب سياسية لأنه جندي في القوات المسلحة لكن ماذا سيحدث إذا تقاعد «السيسي» وقرر خوض الانتخابات الرئاسية؟
أيضا هناك شخصيات سياسية وإعلاميه مقربة من الفريق السيسى نفسه تسعى الى الترويج لفكرة خوضه الانتخابات وأنه ربما لا يريد الترشيح الآن ولكنه لا يستطيع أن يقف أمام الرغبة الشعبية الجارفة التى قد تخرج لتطالبه بخوض الانتخابات كما أن الآلة الإعلامية تروج لعدم وجود وجوه جديدة على الساحة.
أيضا المزاج الشعبى الآن يميل بشدة تجاه المرشح العسكرى خاصة أن البلاد تعانى من أزمة أمنية حادة وتحتاج الى رجل قوى يستطيع أن يواجه فلول جماعة الإخوان التى تحاول أن تضرب الاستقرار وتدعم الفوضى ولا أحد على السلحة الآن يستطيع أن يقوم بذلك سوى الرجل الذى استطاع أن يحرر البلاد من جماعة الإخوان وهو الفريق السيسى.
اللواء محمد شفيق النجومى الخبير الاستراتيجى قال إن ترشيح الفريق السيسى للرئاسة يتوقف على مدى ظهور شخصية قوية يجتمع عليها الناس وتدفعه الى الترشيح للرئاسة ولكن إذا لم يظهر أى شخصية جديدة فسيخوض «السيسى» الانتخابات والحملات الحالية تمهد الأرض له خاصة أن كل مرشحى الرئاسة السابقين فقدوا قوتهم ولم يعد فى مقدورهم إقناع الناس ببرامجهم سواء كان أحمد شفيق أو حمدين صباحى أو عبدالمنعم أبوالفتوح أو عمرو موسى.
وقال إن ما سيحدث مع الفريق السيسى أشبه بظاهرة «عباد الشمس» حيث سيجتمع الناس على الشخص الأكثر قوة وتأثيرا والأعلى حضورا بين الجميع وسيكون غالبا هو «السيسى» نفسه خاصة أن الفترة الزمنية المتبقية على الانتخابات الرئاسية صغيرة جدا يصعب معها بروز شخصيات جديدة وأمامنا ما يقرب من 6 أشهر سوف يجتمع الناس خلالها على «السيسى».
وأكد أن «السيسى» فى حاجة الى حملة إعلامية ضخمة تقوم على الترويج الخارجى وإقناع دول العالم أن «السيسى» رجل قادر على إصلاح البلاد ولا يمثل النموذج العسكرى الذى يخشى منه الغرب وفى الداخل ليس فى حاجة الى ذلك فالقبول الشعبى له متوفر وحتى الآن لم تتواجد الحملة الإعلامية الضخمة وهذا معناه أن «السيسى» لم يحسم أمره بعد.
وقال: إن تصريحات «السيسى» التى قال فيها: «انسوا البلد 30 سنة لو تدخل الجيش» مناورة سياسية ولا أحد يفكر فيها الآن لأنها قيلت فى سياق معين ويمكن القياس على ذلك ما قاله عن الترشيح للرئاسة ف«السيسى» حتى الآن لم يخرج صراحة ليقول إنه لن يترشح ولكن كلها تصريحات على لسان مقربيه كما أن التصريحات الصحفية الوحيدة جاءت فى صحيفة أمريكية وغير موجهة الى الشعب المصرى وموجهة بالأساس الى إدارة الرئيس أوباما وهو ما يؤكد أنه لم يحسم أمره حتى الآن
وأشار الى أن أجهزة الدولة لن تقف عائقا أمام ترشيح «السيسى» والجهاز الوحيد الذى كان من الممكن أن يقف عقبة أمام «السيسى» جهاز المخابرات لطبيعة عمله السرى ولكنه الآن تحت سيطرته خاصة بعد أن أقال رئيس الجهاز السابق اللواء محمد رأفت شحاتة الذى كانت له بعض الولاءات للرئيس المعزول أما باقى الأجهزة فهى تدعم «السيسى».
وأشار الدكتور مصطفى كامل السيد أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية الى أن هناك قدرا كبيرا من الشعبية يتمتع بها الفريق السيسى لدوره فى إنهاء حكم الإخوان الديكتاتورى وذلك بعد عام كامل عانى فيه الشعب من تدخلات الجماعة وسيطرتها على الدولة وجاء طلب التفويض من الشعب فى مواجهة الإرهاب ليؤكد أن قطاعات كبيرة تقف بجواره وتثق فيه.
واشار الى أن «السيسى» يتمتع بمميزات سياسية لا ينافسه أحد فيها ولا يوجد من بين الموجودين على الساحة السياسية من هو قادر على تغيير الأوضاع السياسية فى البلاد ولا قيادة الجماهير وفى ظل هذه الظروف العصيبة يتطلع الذين يئسوا من حكم الإخوان وهم يمثلون قطاعات كبيرة من الشعب الى الرجل الذى أنهى حكم الجماعة كما أن الظروف الحالية تحتاج الى شخصية عسكرية قادرة على أن تدير البلاد وأن تقف فى وجه الجماعة فكان من الطبيعى أن تظهر الحملات المساندة والمؤيدة لترشيح «السيسى».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.