استيقظ مفتشي الآثار المسئولين أثرياً عن معابد الكرنك وحرمه وماحوله ، وذلك بمدينة الأقصر ، ليجدوا عمال البناء يبنون سوراً يبعد فقط من واجهة المعبد وتماثيل ابو الهول بمسافة تقدر ب 30 متراً ، مما يعد تعد واضح على الحرم الاثرى ، فهناك الحفائر التي مازالت البعثة الفرنسية تعمل بها فى ميناء الكرنك القديم أمام البوابة الرئيسية للمعبد.
ويوجه مفتشو الآثار تسائلهم "من المسئول عن بناء هذا الجدار الذى يستخدم فيه كما يتضح بالصور خرسانة مسلحة لبناء عقار من ثلاثة ادوار كما أوضح بعض المهندسين بالموقع.
والسؤال الثانى "ما الغرض من بناء هذا السور الأسمنتى الحديدى باعتبار انه سيتكون من بناء طوله متر واحد ويتبعه مترا اخر من قطع الحديد الطولية ، وكم تكون التكلفة ومالفائدة التي ستعود علي الأثر وعلى السائح من بناء هذا السور والا مالغرض من اقامته من الاساس؟
يوجد السور المحيط الكبير بالمكان الاثري كاملا ويحيط بمنطقة الكرنك بداية من مكان انتظار السيارات فى الخارج حتي حول الكرنك داخلاً.
تم عرض هذه الأسئلة على بعض الأثريين الذين لا يعلمون شيئاً عن السور وانما جاءوا فجأة ليجدوا العمال منهمكين فى البناء المستمر دون توقف.
وأفاد بعض الأشخاص المتواجدين بالمكان أن بناء هذا السور تم بطلب من الأمن نتيجة للجدال اليومى بين شرطة السياحة والآثار والامن العام وامن بوابة الدخول الذي يريد بناء السور في محيطه هو حتى يخرج الباعة من محيط عمله ويدخلهم في محيط عمل الأمن العام.
ويوجه مفتشو آثار الكرنك بلاغاً إلى النائب العام بالتعدى على الاثار وبتهمة اهدار المال العام على شئ يضر الاثر اكثر ما يفيده ، وكان الأولى استخدام هذا المبلغ في تحرير الأثر من القمامة والاتربة وترميم الاثار التي تحتاج بالفعل إلى الترميم.
ومن التساؤلات المطروحة انه هل من أجل اخراج الباعة من منطقة 100 متر يتم بناء سوراً حاجزاً اخر داخل سور خارجي لحرم المعبد؟ وكيف يبني سور فى هذا المكان وانه قد تم البدء فى عام 2008 لتوسعة مدينة الأقصر وجعلها محمية أثرية ومتحفا مفتوحا وتم صرف مبالغ كثيرة من الميزانية .
والمشكلة الأخري تكمن فى أن السور قد تم بنائه على الميناء الثانى للكرنك والذى قد تم اكتشافه فى السادس والعشرين من يناير 2009 على أيدى البعثة الرومانية المصرية , ويصل طول الميناء إلى 250 متراً ، والميناء يقع شمال مدخل الكرنك ، وكان يستخدم في زيارة معابد الكرنك في موسم انحسار مياه الفيضان الذى كان يبدأ من فصل الشتاء .
ويتكون الميناء المكتشف من درجين مشيدين من الحجر الرملى النوبى الذى استخرجه المصريون القدماء من محاجر جبل السلسلة ، ويتميز بقدرته على مقاومة مياه النيل وعوامل النحر ، وهذان الدرجان متقابلان ويؤديان إلى أرضية بطول 5 أمتار، وعرض 2,5 متر لاستقبال السفن. وقد سبق أن قام تاهارقا أحد ملوك الأسرة 25 (690- 664 ق.م) بعمل منحدر ملكي في منتصف الميناء ليقسمه إلى 3 أقسام بعد تشييد هذا المنحدر.
كما كشفت البعثة أيضاً عن مدينة بطلمية ورومانية تقع فوق الميناء، مما يؤكد أن حركة مياه نهر النيل كانت تختلف عبر العصور وأن النيل تحول مجراه قليلاً جهة الغرب ، وتمكن المصريون القدماء من استخدام المنطقة للسكني في العصور البطلمية والرومانية.
ويعد الميناء المكتشف هو الثاني من نوعه، بعدما سبق أن كشفت البعثة في العام الماضي عن ميناء الكرنك الأول ، الذي يتكون من منحدر ضخم يؤدي إلى نهر النيل قديماً ، وكان يستخدم في جلب الأحجار والقرابين إلى داخل المعبد. مع الملاحظ انه هناك سور كبير من الحجر طوله المتر وطوله من متر اخره يعلوه من الحديد يحيط بالمعبد كاملاً والباحة الخارجية من الأمام والخلف ومن الجوانب كلها مما لا يستدعى بناء سور داخل سور.