شقيق أحد المعتقلين: الضابط اللى قتل المواطن حى يرزق ومازال فى القسم بيشتغل
سمر جابر - ندى عبد الرحمن
يبدو أن الإعتقالات العشوائية للمواطنين سياسية قوات الداخلية لإنهاء القضايا دون تحقيقات أوأدلة، و البحث عن المرتكب الحقيقى لها ، واستمرار حبس المواطنين دون أدانتهم، فقد أعتقلت قوات الشرطة بشبرا الخيمة ما يزيد عن 12 مواطن من أهالى المنطقة بتهم الإعتداء على القسم والإشتباك مع قوات الأمن ، وقامت بتجديد حبسهم على ذمة القضية دون فتح أى تحقيقات معهم ، وما يزيد الأمر شكاً قول " القاضى"، بأن هناك جهات عليا تطالب بتجديد الحبس فى سجن أبو زعبل المشدد، حيث يعانوا التعذيب والمعاملة الغير آدمية ، الأمر الذى دفع الأهالى إلى تقديم أكثر من 3شكاوى لنائب العام وتنظيم الوقفات الاحتجاجية أمام مكتبه للمطالبة بفتح التحقيقات فى القضية والإفراج عن ذويهم اللذين تم القبض عليهم زوراً وتلفيقا لهم ، وأن الضابط الذى قتل المواطن مازال حى يرزق فى عمله فى القسم.
وحسب رواية الأهالى للفجر ، بدأت الواقعة يوم 19 يناير الماضى، بقيام قوات الشرطة برئاسة الضابط"معتز إبراهيم"، رائد معاون مباحث قسم تان شبرا الخيمة ، بمطاردة أحد المتهمين فى تجارة المخدرات ، وقام الضابط بإطلاق الرصاص العشوائى فى الهواء، مما أدى إلى مصرع المواطن"محروس محمد محروس"، 27 سنة، كان يعمل بالمنظمة العربية للتنمية التابعة لجامعة الدول العربية، وتوفى نتيجة إصابته برصاص الشرطة أثناء تصادف وجوده فى شرفة منزله فى منطقة قهوة شرف ، مما تسبب فى اشتباكات عنيفة بين الأهالى وقوات الأمن أمام قسم ثان شبرا، وأحتشاد العشرات من الأهالى أمام القسم لتحرير محضر ضد الضابط والمطالبة بتسليمه للنيابة العامة لتحقيق معه ، ولكن تم إغلاق القسم ومنع الأهالى من الدخول ، وإطلاق الغازات المسيلة وقنابل المولوتوف من القسم لتفريق الأهالى والمتظاهرين.
الأمر الذى أدى لنشوب اشتباكات قوية بين الأهالى والأمن ، وقامت قوات الشرطة بتفريق المتظاهرين باستخدام الغازات المسيلة وإطلاق الرصاص فى الهواء ، مما تسبب فى قتل أحد المارة وإصابة عدة أشخاص ، و فى الوقت التى قامت قوات الأمن بالقبض العشوائى على المواطنين و المتواجدين أمام القسم والتحرك فى شوارع شبرا بالمدرعات والقبض على المواطنين، بدعم من قوات أمن المرج ، أنتشرت المدرعات فى شوارع شبرا وقامت بالقبض على المواطنين بلا تهم او ذنب بتهديدهم بالسلاح واستمرت سياسية القبض العشوائى من الساعة الثامنة مساءاً حتى الرابعة فجرًا حسب شهادة الأهالى.
وقد تم القبض على أكثر من 12 مواطن منهم ،"محمد عبد الحميد" ، 27 سنة ، دبلوم زراعة ويعمل نقاش، تم القبض عليه من أمام قهوة شرف بشبرا الخيمة ، متهم بسرقة فسبا من جراج الحى يوم 19 يناير رغم أن تم إثبات تواجد الفزبة وأنها دخلت الحى يوم 22 يناير، كما أتهم "كريم عصام سيد"، 27 سنة، سائق فى هيئة النقل العام، تم القبض عليه من أمام التوحيد والنور وهو عائد من عمله، تم أتهامه بسرقة ماكينة صرافة الحى بالرغم أن الشهود أثبتت أن الماكينة متواجدة بالحى .
كما تم القبض على "عبد الله محمودعسكر"، 16 سنة ، عامل فى ورشة ستاير، من أمام الورشة التى يعمل بها وتم أتهامة بضرب زخيرة على الحى والقسم ، وفيما أتهم "أحمد محمد محمود"، 18 سنة، يعمل فى مصنع نسيج، تم القبض عليه من أمام قهوة شرف، وقامت المدرعة بتثبيته وألقاء القبض عليه،وتم اتهامه بإحراق كوتشات سيارات أمام القسم، كما أتهم "عبد الرحمن بدر"، 16 سنة، يعمل فى مصنع بلاستيك فى الوحدة العربية ، بالإعتداء على القسم ، وتم حبسه هو والمدعو عبد الله محمود عسكر فى الأحداث بمدينة نصر، فى حين تجدد حبس الأخرين شهراً فى سجن أبو زعبل المشدد دون إجرار أى تحقيقات معهم .
حيث قال "شعبان عبد الحميد ياسين "، شقيق محمد عبد الحميد، أحد المعتقلين، إن أخى تم القبض عليه من أمام قهوة شرف بشبرا الخيمة ، وكان ذاهب لأختى التى تعمل ممرضة فى جامع أبو هنا وأثبتنا ذلك من خلال شركة الإتصالات حيث أجرى معها مكاملة بذلك، مؤكدا أن قوات الشرطة قامت بتثبيته بالسلاح وألقائه فى المدرعة وأخذ منه الموبايل والفلوس ، وتم أتهامه بسرقة فسبا الحى ، ولكن ذهبت الحى وتأكدت من دخول الفسبا يوم 22 يناير الحى مما يجعل التهمة باطلة .
كما أضاف أن أهالى المعتقلين فى شبرا الخيمة كلفوا المحامى "نشأت عيد عمر" ليتابع التحقيقات والقضية، ولكنه أكد لنا عدم تواجد تحقيقات فى القضية وأن القاضى قال على مسمع الجميع "جاى تعليمات بتجديد الحبس"، مؤكدا أن شقيقه وباقى الشباب تم حبسهم 3 أيام فى قسم شبرا الخيمة، ثم 15 يوم فى قسم قها، ثم تم نقلهم إلى سجن أبو زعبل شديد الحراسة إلى الآن دون إجراء أى تحقيقات معهم، مع نقل صغار السجن 16 سنة إلى مؤسسة الأحداث بمدينة نصر.
وتابع شعبان :" أن القضية مقفولة ولو أتفتحت هتلاقى دليل براءة كل المتهمين، قوات الأمن قامت بالقبض على الباطل والعاطل دون التفرقة وسابت بتوع المخدرات وقبضت على مواطنين بلا ذنب لتلفيق القضية لهم ، مشيرا إلى أنه زار أخيه فى محبسه وأنه تعرض لتعذيب وهو من معه واصفا حالته بأنه كان أحدب منحى الظهر ، وهناك أثار لتوريم فى وجهه، وأن حالتهم النفسية سيئة لأنهم مظلوميين والظلم وحش ، وأن أخوه قال له أنهم تعرضوا لتعذيب وتم ضربوهم بالشوم والعصيان فى أستقبال قسم قها وقسم أبو زعبل بكبلات الكهرباء والعصيان الأمن بلا أى رحمة ، كما قالو لينا اثناء الزيارة أنهم مش بياكلوا حاجة غير شوية أرغفة ناشفة ، ويمنعونا أننا ندخل لهم الزيارات والأكل .
كما أوضح أنهم قاموا بإرسال4 شكاوى لنائب العام طلعت عبد الله، والنائب العام المساعد، ولكن دون نتيجة،ولم يستجيب أحد ، قائلا:"مفيش حد بيستجيب لشكونا ، أحنا عايزين الحق وعايزنا أخوتنا يتحقق معاهم بدل حبسهم بلا ذنب وبلا تهم والبرىء يطلع والمدان ييسجن، ولكن الشرطة عايزة تلبس القضية وتسجنهم بالظلم مع تجميد القضية ، مطالباً النائب العام بضرورة فتح التحقيقات معهم والإستعلام عن القضية، مؤكد أن المحامى قال أن القاضى يجدد الحبس بتعليمات عليا، وأنهم تم طردهم من قاعة المحكمة فى أحدى الجلسات لإعتراضهم على تجديد الحبس بلا تحقيقات .
كما أشار أن حالة والدته سيئة جدا قائلا: أمى مريضة بالسكر والضغط وتعبانة جدا لأنه أبنها الصغير واللى كان قاعد معها وبيعولها بعد وفاة والدى وكان بيساعدها ربنا ينصر الحق ويخرجهم.، واللى على لسانها "حسبى الله ونعم الوكيل".
وفيما أشار "إبراهيم على"، المحامى بشبر الخيمة، أن هذه الواقعة كانت يوم 19 يناير وكانت ضبطية نازلة للقبض على متهمين ولكن تم مصرع مواطن بلا ذنب على أيدى رجال الداخلية ، وما منعهم تحرير محضر من الأهالى ضد الضابط أشتعلت الاشتباكات ، وقاموا بالقبض على العديد من المواطنين بلا ذنب لتقفيل القضية لهم.
ومن جانبه قال " محمد عصام " شقيق كريم عصام، أحد المعتقلين، إن قوات الشرطة قامت بالقبض العشوائى على المواطنين وقبضتت على أخى وغيرة من 12 شاب وبقالهم شهرين معتقلين بلا تحقيقات وأغلبهم صغار السن عندهم 16 سنة عشان الشرطة تخرج نفسها من القضية، متسائلا : أزاى طفل 16 سنة هيقدر ينشل على الجمجمة ويصيب ، وضباط القسم اللى معاهم السلاح براءة.
مؤكدا أن ضباط القسم هما اللى قتلوا وأصابوا الأهالى ، وأن ضابط الشرطة "معتز إبراهيم"، الذى قتل المواطن محروس حى يرزق وما زال يعمل فى القسم حتى الآن وأخوتنا بيتحاسبوا على فاتورة مش بتاعتهم ، وهما الآن مسجونيين فى سجن أبو زعبل شديد الحراسة ، مطالبا بالإفراج الفورى عن ذويهم.
وفيما عبرت والدة" محمود سعيد" ، عن حزنها لإعتقال أبنها بلا تهمة أو ذنب قائلة:" أنا جوزى تعبان وعنده الغطروف وأبنى وحيد ومفييش حد غيره وهو اللى بيساعدنا وقبضوا عليه بالظلم حسبى الله ونعم الوكيل، عايزة أبنى يخرج لأنه برىء"
ومن جانبها قالت" أم رؤوف"، والدة أحد المعتقلين، المشكلة بدأت فى شهر يناير، أحنا مش من منطقة شبرا الخيمة، أحنا من قليوب ، أنا و أبنى رؤف كنا راجعيين من عند المحامية "فاطمة محمد عارف"، الساعة 9 مساءاً قريب من قسم شبرا ، وكان فيه اشتباكات أمام القسم ، وفجأة قام أحد الضباط بأخذ أبنى من جبنى وهو شاب عنده 24 سنة ، شدوه من أيدى ودخلوه القسم ، فقلت للضابط:" واخد ابنى على فين أحنا مش تباعكم أحنا كنا عند المحامية ، أحنا مش من شبرا، قام زقنى وخدوا ابنى ومعرفتش أدخل القسم لأن المنظر كان رهيب.
وأضافت روحت ورجعت تانى يوم عند المحامية لأنها الشاهدة على وجودنا عندها ، المحامية راحت النيابة وقالت لهم أننا كنا عندها ومش من شبرا .
وتابعت:" حسبى الله ونعم الوكيل أحنا من قليوب وقبضوا علينا ظلم ودخلوا عيلنا فى سجن أبو زعبل اللى كان فيه الإخوان، أبنى مظلوم أحنا مش من المنطقة وكنا عند المحامية وقبضوا علينا بالزور .
وفى سياق متصل قال "محمد محمود عبد العزيز"، والد أحمد ، 19 سنة، أحد المعتقلين، تخرج من الدبلوم السنة الماضية، وأشتغل سائق ، قال والده: أبنى كان راجع من الشغل وهو سائق مكروباص ، قبضوا عليه وهو راجع للبيت ، ولفقوا له قضية بالتعدى على القسم بالخرطوش، رغم أنهم متمسكوش بسلاح وأن الداخلية هى اللى بتستخدم السلاح ضد الأهالى، أبنى كان بيساعدنى ولفقت له التهم من غير تحقيق أو دليل ، ومحبوس من غير ذنب حسبى الله ونعم الوكيل .