زارت "البديل" قرية الشرقاوية البحرية بمحافظة القليوبية التى شهدت أمس، استنفارا أمنيا حيث داهمت قوات الشرطة القرية ب5 مدرعات و6 سيارات أمن مركزي و5 سيارات شرطة، وألقوا القبض على عدد من أهالي القرية. وقد بدأ الاحتقان بين أهالي الشرقاوية والشرطة بعد وفاة أحد أبناء القرية بعد إلقاء القبض عليه من قبل عناصر قسم شرطة أول شبرا الخيمة مما دفع الأهالي لقطع الطريق الزراعي وخط السكة الحديد وإطلاق أعيرة نارية. يتهم أهالي القرية أحد ضباط قسم شرطة أول شبرا الخيمة بضرب وتعذيب سامح محروس فوده(32 سنة - سباك)، أحد أبناء القرية، حتى الموت. وتعيش القرية حالة من الغضب العارم تجاه قسم شرطة أول شبرا الخيمة بعد الحادث، فيما يقول بعض الأهالي إن القسم اعتاد "تلفيق التهم واستخدام القوة معهم". ويطالب أهالي الشرقاوية المسئولين بزيارة القرية للإطلاع على القضية والتحقيق في ملابسات الحادث. التقت "البديل" بأم سما زوجة سامح محروس فوده، في إحدى منازل القرية القديمة وداخل غرفة ضيقة هى سكن سامح وزوجته وطفلين، قالت شيماء إن زوجها كان عائل الأسرة الوحيد والآن أصبحت هي المسئولة عن رعاية الطفلين. وروت زوجة القتيل أن زوجها أجرى اتصالا هاتفياً بها في الحادية عشر من مساء أمس، وطلب منها أن تأتى له ليذهبا سوياً لشراء ملابس لأطفالهما وقاموا بشراء الملابس، ووضعاها فى المنزل، وبعد ذلك فى حوالي الساعة الثانية عشر والنصف فوجئت باتصال آخر أخبرها بأنه تم إلقاء القبض على زوجها. وقالت شيماء إنها سمعت روايات كثيرة عن لحظة القبض على زوجها؛ فالبعض أخبرها أن سامح ألقى القبض عليه بعد العثور على مخدرات معه، ورواية أخرى تقول إنه كان يحمل سلاحا، وثالثة أنه تشاجر مع أحد الضباط. واستنكرت شيماء أن يكون زوجها تاجر مخدرات قائلة: "إزاى جوزى يبقى تاجر مخدرات زى ما بيقولوا وإحنا عايشين أربعة أشخاص في أوضة؟!"، وشددت على أنها لن تترك حق زوجها. وقال بعض أهالى القرية الغاضبين إنهم يطالبون بتطبيق القانون، وأضافوا:"لو سامح ممسوك بمخدرات فعلاً فى قانون يحاكمه لكن مش يقتلوه". وتقول شيماء محروس أخت القتيل إنها شاهدت ما تعرض له أخيها على يد الشرطة، حيث قام ضابط بقسم أول شبرا الخيمة يدعى (أ.ن) ومعه عدد من المخبرين بمحاولة القبض على سامح وحين حاول الفرار منهم قام الضابط بضربه على رأسه بكعب السلاح وفى أنفه وصدره. وأضافت أنها حاولت مع الأهالي الدفاع عن أخيها لكن الضابط سبهم وضربهم واصطحب سامح بالقوة إلى القسم. وتروي شيماء ما رأته أمام قسم اول شبرا الخيمة عندما وصلت ومعها اثنين من المحامين:"وجدنا سامح ملقى أمام القسم وبه إصابات شديدة ودماء تخرج من رأسه ولا يتنفس". وتقول: "القسم أخذ سامح مجددا إلى الداخل خشية من رد فعلنا ثم أتت سيارة إسعاف لتنقله إلى المستشفى". وتضيف أن القسم حاول مساومة شقيق القتيل ويدعى سعيد محروس على خروج جثة سامح للدفن لكن دون أخذ أى تقرير. قوات الشرطة داهمت قرية الشرقاوية مساء أمس، وقالت عزيزة محمد، أحد سكان القرية، أن الشرطة أطلقت النيران بطريقة عشوائية فى الفجر على أهالى القرية، وحاولوا إلقاء القبض على شقيق القتيل رجب محروس، واقتحموا منزله و العديد من المنازل وتحطيمها. وألقوا القبض على عدة أشخاص منهم حسام أرابيسك (28 سنة) وأحمد محمد (25 سنة). وقالت عزيزة إنها اوقفت أحد الضباط وقالت له "حسبي الله ونعم الوكيل" فأطلق الرصاص على أمامها على الأرض لإرهابها. بينما تقول شيماء أخت القتيل إنها حاولت الاعتراض على اقتحام القرية، وقالت لأحد الضباط: "هنبلغ عنكوا مرسى"، فرد عليها أن مرسي امرنا بضبط الأمن و"إنا احنا نربيكوا". ويروي سلامة عطية، نجار من سكان القرية، أنه سمع دوى إطلاق رصاص بكثافة فى القرية وحين خرج لرؤية ما يحدث فوجئ بمدرعات الشرطة تقتحم القرية، وإطلاق قوات الشرطة النيران على الأهالي، وسبهم بأبشع الألفاظ واقتحام المنازل وضرب أى شخص يحاول منعهم من دخول المنازل حتى أنهم ضربوا عددا من النساء. يصف مصدر بمستشفى ناصر العام التي استقبلت حالة سامح محروس فوده كيف بدت جثته عندما وصلت المستشفى: "سامح وصل إلى المستشفى جثة لا تتحرك وغرقان في دمه"، وأضاف أن "سيارة الإسعاف أحضرته من قسم أول شبرا الخيمة، وعندما اتى طبيب الاستقبال وجده متوفيا، فقررت المستشفى حفظه في ثلاجة الموتى وإبلاغ قسم الشرطة". ويقول المصدر إن "الطب الشرعي رفض تشريح القتيل إلا بحضور مسئولين من قسم الشرطة". من جانبه، قال مصدر أمني بقسم شرطة أول شبرا الخيمة إن قوات الشرطة لم تتعامل مباشرة مع قطع الطريق لسيطرة أهالي القرية على جميع المناطق المرتفعة بالأسلحة مثل أبراج مراقبة المرور التي من المفترض أن تتواجد حراسات أمنية عليها والكباري المرتفعة بالطريق السريع واكتفت بحماية المحافظة والقسم. مصدر بمستشفى ناصر: وصل جثة لا تتحرك وغرقان في دمه.. ووضعناه بثلاجة الموتى وأبلغنا قسم الشرطة زوجة القتيل: "إزاى يكون تاجر مخدرات وإحنا عايشين 4 اشخاص في اوضه؟!" أحد الأهالي: "لو سامح ممسوك بمخدرات فعلا في قانون يحاكمه لكن مش يقتلوه" الشرطة داهمت القرية فجرا ب5 مدرعات و6 سيارات امن مركزي و5 سيارات شرطة واعتقلت عددا من الأهالي سيدة قالت لضابط أثناء المداهمة: "هنبلغ عنكوا مرسى"، فرد: "مرسي أمرنا بضبط الأمن وإن احنا نربيكوا"