يصل في وقت لاحق اليوم الرئيس الامريكي باراك أوباما إلى الضفة الغربية لاجراء محادثات مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
وستتركز المباحثات بين الرئيسين على الصراع الفلسطيني- الاسرائيلي وسبل احياء عملية السلام. وسيمكث اوباما لساعات معدودة فى الأراضي الفلسطينية يعود بعدها مرة أخرى إلى اسرائيل حيث سيلقي خطابا.
وتأتي زيارة أوباما إلى رام الله في اليوم الثاني من الجولة التي يقوم بها للشرق الاوسط.
و كان أوباما قد التقي أمس برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، في أول زيارة له لاسرائيل, واكد الزعيمان على التزام بلادهما بحل الدولتين للصراع الفلسطيني- الاسرائيلي.
وكان أوباما قد قال في القدس إن أحد العناصر الأساسية لصنع سلام دائم في الشرق الأوسط" يجب أن يكون دولة يهودية قوية وآمنة، تلبي احتياجاتها الأمنية، جنبا الى جنب دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة". "لايحتمل"
ويقول مراسل بي بي سي في رام الله جون دونيسون إن اجتماع أوباما في الضفة الغربية قد يواجه صعوبات بعد أن أعلن أوباما أيضا أن الولاياتالمتحدة هي حليف اسرائيل القوي.
وقال أوباما "لم يكن التحالف بين بلدينا اقوى مما هو الآن، وهذا هو الاساس المتين الذي بنينا عليه اليوم عندما تناقشنا في التحديات التي تواجهنا."
ويقول مراسلنا إن الفلسطينيين يشعرون بالاحباط من الزعيم الامريكي وأن توقعاتهم من الزيارة قليلة.
وكان أوباما قد وصف وضع الفلسطينيين، في خطابه عام 2009 في القاهرة، بأنه "لا يحتمل" وتحدث عن معاناتهم الواضحة في مسعاهم لانشاء وطن.
ومع ذلك، ومنذ ذلك الحين، لم يتغير شيء على الارض حيث همش اكثر الصراعات تعقيدا في الشرق الاوسط بسبب الانتفاضات العربية، والقلق الامريكي والاسرائيلي بشأن سوريا وإيران، حسبما ذكر مراسلنا. زياة اسرائيل
وتطرقت المباحثات بين أوباما ونتنياهو إلى الاوضاع في سوريا والبرنامج النووي الايراني الذي يبعث القلق في كل من واشنطن وتل أبيب.
وقال نتنياهو في مؤتمر صحفي مشترك عقده في القدس مع الرئيس الامريكي الزائر إن اسرائيل ما زالت ملتزمة بحل الدولتين مع الفلسطينيين.
بذل الزعيمان الامريكي والاسرائيلي جهدا كبيرا لتأكيد احترامهما المتبادل، فقد اتسم اليوم الأول لهذه الزيارة التاريخية بكثرة العبارات والصور التي كان الغرض منها محو الخلافات التي شابت العلاقات بين اوباما ونتنياهو قبل سنوات ثلاث.
وقد نجحا في مسعاهما الى حد ما، ولو انه كان واضحا ان الود بينهما مبالغ به. فقد اشار اوباما الى نتنياهو خمس مرات على الأقل باسم "بيبي" في محاولة واضحة لكسب ود الاسرائيليين العاديين.
ولكن في ما يخص القضايا الحقيقية، ما زال هناك خلاف اساسي بين الجانبين اسمه ايران.
فقد تطرق نتنياهو الى ايران وبرنامجها النووي مرارا منذ الجملة الأولى التي تفوه بها، كما ذكرنا اكثر من مرة بأن لاسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها - أي بعبارة اخرى انه يختلف مع اوباما الذي ما زال يعول على حل دبلوماسي لمنع ايران من تطوير اسلحة نووية.
اما فيما يخص القضايا الاخرى، فبدا الجانبان اكثر توافقا، وعلى الخصوص فيما يتعلق بالموقف من سوريا والمنطقة بشكل عام حيث يتفق الامريكيون والاسرائيليون في الرأي انها اصبحت اكثر التهابا وتشكل تهديدا للاستقرار العالمي.
وفيما يخص عملية السلام الاسرائيلية الفلسطينية، لم يسهب الرئيس الامريكي الحديث عنها ولو انه المح الى انه قد يقول المزيد في الخطاب الذي سيلقيه غدا.
وعبر نتنياهو عن أمله في ان تساعد زيارة اوباما للمنطقة في فتح صفحة جديدة من العلاقات بين اسرائيل والفلسطينيين.
وأكد نتنياهو ان اسرائيل لا يمكن ان تتخلى او تتنازل عن حقها في الدفاع عن نفسها "لأي طرف آخر بما في ذلك اعظم اصدقائها."
وقال إنه "مقتنع تماما" بتصميم الرئيس الامريكي على منع ايران من امتلاك الاسلحة النووية،" مضيفا ان ايران ستبلغ ما وصفه "بمجال المناعة" عند اتمامها عمليات تخصيب اليورانيوم.
من جانبه، قال الرئيس أوباما إنه يعتقد ان على الرئيس السوري بشار الأسد الرحيل - وانه سيرحل فعلا.
وعبر الرئيس الامريكي عن شكوكه في صحة ما قيل بأن المعارضة السورية استخدمت اسلحة كيمياوية مؤخرا، مؤكدا ان الولاياتالمتحدة ستجري تحقيقا وافيا في الأمر.
ووصف الرئيس أوباما استخدام السلاح الكيمياوي في سوريا بأنه سيكون خطأ مأساويا، وأكد ان "نظام الرئيس الاسد سيتحمل نتائج استخدام هذا السلاح او نقله لارهابيين."
وفيما يخص الملف النووي الإيراني، قال الرئيس الامريكي إنه ما زالت هناك وقت لحل دبلوماسي، "ولكن كافة الخيارات ما زالت مفتوحة."