ماذا يحدث فى مصر؟ أتحدى أحد أن يعرف أو يجيب إجابة قاطعة مانعة عما يحدث فى مصر، من يضرب فى من ومن يقتل من وهل البلاد كانت تنتظر ساعة الصفر فى الحكم بقضية أولتراس بورسعيد حتى تنفجر حروب الشوارع فى كل ربوع مصر بطولها وعرضها؟ وهل إضراب الأمن المركزى قبل أيام من الحكم مرتب وإغلاق أقسام الشرطة وإضراب الضباط لأول مرة فى تاريخ أى داخلية دولة مرتب 15 قسما بالاسكندرية وكام واحد فى أسيوط والمنيا وسوهاج وهل معهم حق فيما فعلوه؟ ولماذا قرر الحرس المركزى المكلف بتأمين حراسة وخط سير رئيس الجمهورية من التجمع الخامس حتى مكتبه الامتناع عن العمل؟ كلها أسئلة وغيرها كثير لا إجابة عليها. ولكن السؤال الأهم هل ما يحدث من تحطيم لصورة الضباط فى الشارع المصرى بإظهار ضربه وسحله للمواطنين ممنهج وهل إضرابهم لرفضهم أخونة وزارة الداخلية والمطالبة بتغيير الوزير الحالى متصاعداً مع حروب الشوارع التى ملأت طول مصر وعرضها ولا يجد المواطن من يستنجد به له صلة بالغمز واللمز أن ذلك للقضاء على وزارة الداخلية بالكامل؟ طب لمصلحة من القضاء عليها ومن سيحمى المواطن سيبك من المواطن.. المنشآت؟ هل هناك أحد فى الدولة له ثأر قديم وبايت أوى كدا مع داخلية مصر وضباطها؟ وما سر الشائعات بل تأكيدات البعض من المواطنين الذين يتحدثون لبرامج ال «توك شوز» بالتليفزيون قائلين ومؤكدين أنهم يرون شباباً ورجالاً من الإخوان المسلمين يساعدون الضباط فى المظاهرات إما بارتدائهم ملابسهم المدنية أو ارتداء ملابس شرطة.. ما صحة ذلك؟ هو صحيح فيه ناس عايزة يبقى مفيش شرطة فى مصر وتنزل هى تحل محل الشرطة مثل الحرس الثورى الإيرانى؟..
■ بيقولوا:
قالوا إن الذين كانوا يضربون من على أسطح العمارات فى أحداث ثورة يناير 2011 لم يكونوا من الداخلية ولا أمن الدولة، وقالوا إن جهات من حماس دخلت وضربت الناس فى بورسعيد فى يوم الحكم الأول بالإعدام منذ شهرين وليس الضباط من الداخلية وقالوا وبيقولوا إن فيه ناس مندسة ليست من الداخلية، بتضرب وتثير أعصاب المواطنين فى الأحداث ثم يختفوا ويتحملها ضباط كل مكان، ممكن ووارد وجايز طبعاً وكل شىء فى البلد دى جايز وقابل للتصديق فى ظل ما نراه، ولكن السؤال من حرق مبنى اتحاد الكرة ومن حرق نادى ضباط الشرطة يوم التصديق على الحكم فى قضية بورسعيد يوم السبت الماضى، ومن دخل مطعم كذا وكذا فى وسط القاهرة وهشم وكسر، فيه أكيد طرف رابع وليس ثالثاً لأن الطرف الثالث بيرتدى بدل ضباط ويضرب فى المتظاهرين والناس.
■ عشرون ألف بدلة ضابط برتبهم من قطر.. دا صحيح؟
كل هذا وذاك فى كفة وما نشرته جريدة «النهار» الإلكترونية فى كفة أخرى من أنه تم ضبط شحنة قادمة من قطر لمجموعة محلات السوبر ماركت جملة الخاصة بخيرت الشاطر نائب المرشد، الذى كان يخلص الشحنة شقيقه، ولما ارتاب الضباط فى أمر أحدالكونتنرات أمر بفتحها لمجهولية هويتها فوجد فيها عشرين ألفاً من بدل الداخلية المصرية برتبها ما بين ملازم وعميد وعقيد ولواء، مجهزة وقادمة لمصر من خلال مجموعة خيرت الشاطر الأشهر فى الإخوان المسلمين وتم تحويل الأمر للنيابة للتحقيق ولم تنف الواقعة للآن فلو كان كذلك تعد كارثة وأتمنى ألا تكون حقيقة فلمن جاءت هذه البدل وهل تم نقل مصنع حياكة بدل وزارة الداخلية لقطر؟! أم أن لدينا عجز فى الخياطين والقماش وتكلفة صناعة البدل فى مصر إما أنها تصنع في الصين ومن الصين لقطر ومن قطر لمصر؟! أم أن هذه البدل ستكون من بين المنتجات التى سيعرضها الشاطر للبيع فى مجموعة محلاته؟ إزاى بدلة الضابط التى كان يرتديها الأطفال فى صغرهم وممكن تكون قادمة لذات الغرض لأن لسه فيه فئة من الاطفال كبرت وأصبحت رجالاً لكن عقولهم عقول أطفال وطالبين يلبسوا بدلة ضابط علشان كدا الطلب عليها كثير فتم استحضارها؟! جايز برضه.
■ مخطط ولا دا تهييس؟
وهل نجح المخطط الذى يتم تداوله هذه الأيام عندما أغلقت مديرية أمن بورسعيد أبوابها كأنها مطعم أو كافيتريا أو مصنع مرددين لن نتحمل أخطاء الساسة، ثم هل تقتنع عزيزى القارئ ببيان وزير الداخلية الأحد الماضى الذى قال فيه لا دخل لنا بالسياسة والجيش لن يقوم بدور الشرطة، بأمارة إيه؟ بأمارة ضباط مصر المضربين والمعلقين أعمالهم لأنهم يستخدمون فى السياسة، بأمارة انسحاب الشرطة فى بورسعيد والجيش الذى حل محلها، سيدى الوزير هو دا تصريح لأى شعب.. شعب مصر أم شعب هبلستان؟!
■ وبح السياحة.. اللى بعده
أصبح أيضاً لديّ يقين أن ما حدث لضرب السياحة فى مصر كان ممنهجاً ضرب سائحين هنا والهجوم على فندق هناك وغلق فندق هنا وفتوى بتحريم إيه هناك حتى أصبح العاملون لا يجدون قوت أولادهم وبعد أن كانت قناة السويس التى يعرقل البورسعيدية الآن حركة مرور السفن فيها بعد الأحداث الجارية وبعد دخل السياحة لا دخل لمصر الآن.. وطبعاً لا دخل لنا فيما يحدث.