احترفت وزارة الداخلية الكذب.. اعتادت على التلفيق.. تربعت على عرش التضليل، وهذا منطقى جدا فلم يعد أمامها بديل بعد أن أصبح رصيد الكراهية التى تحتلها فى نفوس المصريين مرشحًا دائما للتزايد وقابلاً للارتفاع.. ولدينا الآن ما يؤكد ذلك فى رواية اللواء «أحمد مختار» ضابط الأمن المركزى الذى ملأت الداخلية الدنيا بكلام عن أنه أصيب بطلق خرطوش أضاع عينه، روجت لذلك ببراعة كالعادة حتى تنفى تهمة استخدامها للخرطوش فى قتل وإصابة المتظاهرين، وأنها ليست من يطلق الخرطوش بل إن الثوار هم الذين يضربون قوات الأمن بطلقات الخرطوش ويقتلون أنفسهم وينتحرون كمان، ولكن ما حدث أن اللواء أحمد مختار لم يصب بخرطوش كما أكد لى مصدر بوزارة الداخلية والذى قال: لم يطلق عليه خرطوش وماحدث أنه كان يمر بشارع محمد محمود تقاطع شارع نوبار مستقلا سيارة شرطة يقودها عسكرى وقابلته مجموعة أشخاص مجهولين لا أحد يعرف هويتهم أو انتماءاتهم عددهم 200 فرد تقريبا وقذفوا السيارة بالطوب والمولوتوف وحاول العسكرى بناء على أوامر الضابط الهروب منهم دون أن يصدم أحدهم ولكنه أثناء ذلك اصطدم بعامود إنارة، وبعدها هجم عليهما هؤلاء الأشخاص وضربوهما ضربا مبرحا مستخدمين الطوب والآلات الحادة وتركوهما بعد ذلك وأن الأهالى تجمعوا حول السيارة ونقلوا الضابط والعسكرى لمستشفى الشرطة بالعجوزة الذى يرقدان به حتى الآن، وإصابات الضابط عبارة عن جروح شديدة فى عينه اليمنى أضاعتها تماما وجروح وكسور فى الجبهه اليمنى، ولكن حتى الآن لم يحدد الأطباء كيف حدثت إصابة عينه وما الذى تسبب فى فقدها تماما بهذا الشكل رغم أن الأطباء قاموا بإجراء عملية جراحية فى عينه لردها إلى مكانها ولكن السبب المباشر لهذه الإصابة الخطيرة مازال غامضا.. وبصراحة لا أعرف كيف لم يحدد الأطباء سبب إصابته حتى الآن لهذ الدرجة.. إصابته غريبة ومن نوع نادر مثلا؟!، أما العسكرى فقد أصيب بكسور فى ذراعيه وقدمه ويتلقى العلاج فى نفس المستشفى، ولم يصب أى منهما بخرطوش لأنه لم يطلق عليهما أساسا. ولدينا رواية أخرى تقول إن أهالى عابدين ضربوه وفقأوا عينه انتقاما من الشرطة التى تركت الشباب يقتلون فى بورسعيد، أى أن موضوع إصابة اللواء بطلقة خرطوش أفقدته عينه اليمنى مجرد شائعة لا أساس لها من الصحة، مجرد شائعة أطلقتها وزارة الداخلية لفئة معينة من الشعب المصرى وهى المواطنون فى البيوت الذين لا يشاركون فى الأحداث ويتعاطفون فقط مع هذا أو ذاك، ولأن الداخلية تعرف أن هؤلاء متعاطفون مع الثوار منذ أحداث مجلس الوزراء وأن هؤلاء أيضا انفطرت قلوبهم حزنا على شهداء بورسعيد ويتهمون الداخلية بأنها السبب فى المأساة التى حدثت لأنها قصرت فى حمايتهم إذا لم تتواطأ على قتلهم فأرادوا تشويه الأشراف للمرة العشرين وتصويرهم للناس على أنهم شوية بلطجية، فما كان من هذه الوزارة التى تحترف الكذب دائما قبل وبعد الثورة إلا ترويج شائعات تؤكد من خلالها أنها بريئة من تهمة إطلاق الخرطوش وتلصق التهمه اللعينة بالمتظاهرين العزل الذين استشهد منهم حتى الآن 13 شخصا فى القاهرة والسويس بطلقات خرطوش الداخلية، وعموما هذا ليس بجديد وهو ما يحدث منذ سنوات، فإذا قتل شخص فى قسم شرطة نتيجة للتعذيب تنفى الداخلية ذلك وتقول إنه انتحر، وشهداء يناير لم يقتلهم قناصة الداخلية ولا قواتها لأنها لا تمتلك قناصة ولم يتم تسليح الجنود والضباط «كائنات فضائية هى التى قتلتهم»، وفى محمد محمود الطرف الثالث «الشرير» هو من قتل الثوار، ولكن هناك دائما ما يكشف كذب الداخلية فإن لدينا 13 شهيدًا من الثوار ولا يوجد قتيل واحد من قوات الأمن، عموما الداخلية أصبحت تكذب وتصدق كذبها بعد ذلك وتتطور فقط فى «التلفيق السنة الخامسة - العدد 341 – الاثنين – 13/02/2012