بدأ صدام الإخوان مع الثوار لأول مرة عشية ليل 24يناير، حيث جاءوا أمام محل هارديز بميدان التحرير وأرادوا إزالة منصة ليضعوا مكانها منصة الإخوان إلا أنهم اصطدموا بقرار ثوار التحرير بإقامة منصة واحدة يتحدث عليها الجميع، بالطبع رفض الإخوان فحدثت احتكاكات انتهت إلى إقامة الإخوان لمنصتهم قرب مسجد عمر مكرم وفوجئ الثوار بيافطة كبيرة للإخوان مكتوب عليها “العيد الأول لثورة 25يناير»، إلا أنه فى جمعة الغضب وصلت حالة الاحتقان إلى أشدها عبر عنها الثوار عندما وصلوا إلى ميدان التحرير بهتاف «بيع بيع بيع الثورة يا بديع». وعندما وصلت مسيرة الجيزة كان من بينها اسلام فاضل طالب بأكاديمية الفنون وناشط بحملة «عسكر كاذبون» كان على موعد مع أول صدام بين الثوار والإخوان حيث وصل الميدان قرب منصة الإخوان وقتها قام شاب بإلقاء حبل مربوط به زجاجة على سلك إذاعة منصة الإخوان الذى يعبر الشارع ليصل إلى ميكروفونات معلقة على إشارة المرور، وعندما نجح فى قطع السلك هجم شباب الإخوان على إسلام اعتقاداً منهم أنه الذى قام بقطع السلك وبحسب المحضر رقم 885 جنح قسم قصر النيل فإن شباب الإخوان قاموا بتكبيل إسلام من الخلف وحملوه إلى خيمة خاصة بهم خلف المنصة حيث قام أربعة أشخاص بالاعتداء عليه بالضرب بالأيدى وقام مدير أمن المنصة اسامة ياسين باستجوابه وسؤاله عما إذا كان ينتمى إلى حركة 6إبريل والجهة التابع لها وحاول إسلام أن يشرح انه ليس تابعا لاحد إلا انهم اوسعوه ضرباً وقتها حاول إسلام الهرب مستخدماً إسبر أى دوكو قام برشه على وجوه فرقة التعذيب إلا انه لم يفلح وتعرض للضرب المبرح بالأيدى واللكمات ويقول إسلام إنه بعد قليل أحضر أمن الإخوان ثلاثة شباب آخرين تعرضوا للضرب المبرح ثم قام الإخوان بأخذ بطاقات تحقيق الشخصية واستجوابهم. لم يشعر إسلام بمرور الوقت بسبب الآلام المبرحة التى ملأت جسده إلا أنه فوجئ بقدوم أحمد ماهر منسق حركة 6إبريل مع اسامة ياسين مسئول الأمن بالإخوان ورغم أنهم رأوا الشباب المقبوض عليهم إلا أنهم لم يطالبوا بالافراج عنهم لانهم محتجزون بدون وجه حق فضلا عن أن الإخوان هنا مارسوا نفس ممارسات جهاز أمن الدولة معهم بتعذيب الشباب واحتجازهم.
فى نفس الوقت الذى كان الإخوان يقيمون حفلة تعذيب للطالب إسلام وثلاثة شباب آخرين كان محمد مقبل مصمم ديكور وصديق إسلام يقوم بعمل حائط بشرىٍ عازل بين الإخوان والثوار منعا لحدوث اشتباكات خاصة عندما قام الإخوان باتهامهم انهم «فلول» و«مندسين» فقام الثوار برفع الأحذية فى وجه الإخوان وتلك كانت المرة الثانية التى ترتفع فيها الأحذية بميدان التحرير ولكن المرة الأولى كانت ضد المخلوع مبارك قبل رحيله بيوم، وقتها دار حديث بين محمد مقبل وشباب الإخوان حيث طلب منهم اغلاق الإذاعة لكى لا يستفزوا الثوار وهو ما تم بالفعل إلا أنه بعد مرور ساعة جاء قرابة أربعة آلاف شاب اخوانى محملين بالاتوبيسات من الأقاليم فاستأنف الإخوان تشغيل إذاعتهم وقاموا بالهتاف بالبيعة وأنشدوا أناشيد حماسية وهم يضربون أيديهم فى قلوبهم، وأثناء فترات الهدوء اكتشف محمد مقبل أن قيادات الجماعة قالت لشبابها إن الذين يهاجمونهم بالتحرير هم «الفلول» حتى أن أحدهم قال لمحمد مقبل إننا إذا أردنا أن نقضى على الشباب الموجود بالتحرير فلن يستغرق ذلك سوى دقائق فرد عليه مقبل أنه لو بدأ الإخوان بالضرب فان الشباب الذين يشكلون درعا بشريا عازلاً سيتصدون للإخوان وبقوة ولاحظ محمد مقبل أن معظم الثوار كانوا يوجهون أسئلة بها الكثير من العتاب للإخوان حيث قالوا «هل ترضون عما تفعله قياداتكم؟لماذا تبيعون الثورة؟» وقتها أدمعت عيون بعض شباب الإخوان إلا أنهم ظلوا فى أماكنهم.
تسربت أخبار احتجاز الإخوان لعدد من الثوار فجاءت منى سيف الناشطة بحركة «لا للمحاكمات العسكرية» ومعها اثنان من المحامين وذهبوا إلى الإخوان وطلبوا الدخول للتفتيش أسفل منصتهم ودخول خيامهم خاصة أن الإخوان شكلوا دائرة كبيرة من شباب الإخوان تحيط بمنصتهم وخيمتهم ففوجئت أمام محمد مقبل بأحد شباب الإخوان يقول لها «انت قائدة البلطجية» فقابلته بالسكوت ورفض مسئول الإخوان أن يدخلهم للتفتيش. بعد لحظات جاء عبدالرحمن فارس، عضو ائتلاف شباب الثورة، ومعه محامٍ وذهبوا للإخوان وقتها اعترفوا بوجود شخصين فقط اتهموهما بأنهما بلطجية ورفضوا تركهما حتى جاءت الساعة الثانية بعد منتصف الليل حيث أفرج الإخوان عن اسلام فاضل وشاب آخر يدعى مهاب ساقه مكسورة نقلا إلى المستشفى الميدانى بعمر مكرم ثم قام إسلام فاضل بعمل تقرير طبى وأبلغ قسم قصر النيل فى محضر رسمى يتهم فيه اسامة ياسين، قائد أمن منصة الإخوان باحتجازه وتعذيبه لخمس ساعات كاملة بالإضافة إلى مشاهدته الإخوان وهم يقبضون على ستة شباب آخرين.
المدهش أن أحد أطباء المستشفى الميدانى رفض ذكر اسمه قال إن احد الاشخاص جاء له وطلب لاصقاً طبياً وعندما سأله عن السبب قال إنه من الإخوان وأنهم قبضوا على بلطجية ويريدون تكميم أفواههم فواجهه الطبيب بالرفض ومن اللافت للنظر أن الدكتور أحمد لطفى عضو نقابة الاطباء وعضو مستشفى عمر مكرم قال إن المستشفى استقبل 8 حالات جراحية منها حالتان كسور وست حالات جروح قطعية.