قال الكاتب الكبير محمد سلماوى رئيس اتحاد كتاب مصر، أن الصدق كان أهم انطباع خرج به الحضور من اجتماع الرئيس بالمثقفين والفنانين، مضيفا أن حوار الرئيس محمد مرسى بدا صادقًا إلى أبعد الحدود، مما شجع الحضور على مبادلته بنفس الروح، حيث طرحوا أمام الرئيس كل المشكلات التى تشغل الساحة الثقافية دون أى تحفظ، كما ساد اللقاء قدر كبير من التبسط وروح الدعابة، وقد شرفت بأن اختارنى الحاضرون لإدارة الحوار، وهو ما أمن عليه الرئيس، لكنى قلت له مداعبًا وقد كنت أتصور أن مهمتك هى أصعب المهام، لكنك وضعتنى فيما هو أصعب، وهو تلبية أكثر من ثلاثين طلبا وكلمة فى الوقت القليل الباقى للجلسة. واوضح سلماوى، فى تصريحات صحفية، أنه تحدث فى كلمته عن أن تهميش دور الثقافة والمثقفين فى العقود السابقة هو الذى أدى إلى تراجع دور مصر العربى، وعلى الساحة الدولية، فرغم المشاكل التى تواجهها مصر سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، إلا أنها فى الثقافة تعتبر دولة عظمى، وقلت للرئيس، إن "النهضة" التى نتطلع إليها جميعًا لا تقوم لها قائمة لو لم تكن الثقافة هى مفجرتها، ومصر لم تحقق مكانتها العربية بالجيوش الفاتحة، ولا بالقوى الاقتصادية، وإنما هى غزت المنطقة والعالم بالكتاب والفيلم والأغنية وسائر أشكال الثقافة والفنون.
وطالب سلماوى مرسى بأن يفتح المجال لبقية المثقفين الذين لم يشاركوا فى هذا اللقاء لكى يتحاوروا معه، ويعرضوا عليه تصوراتهم، قائلا له: إننا نتمنى بعد أن خلصتنا ثورة الخامس والعشرين من يناير المجيدة من الاستبداد والتسلط أن تعود مصر ليس فقط إلى الوطن العربى، ولا إلى محيطها الأفريقى، وإنما أن تعود أيضًا إلى مجالها الحيوى الأول، وهو الثقافة عن طريق دعم الفكر والفنون والآداب.
واشار سلماوى الى أن أهم الموضوعات التى أثيرت هى قضية المحبوسين من أبناء الثورة، وأكد الرئيس أنه يتابعها ويعلم كافة تفاصيلها، وأن العدد الذى ما زال فى السجون لا يتعدى الألفين إلا قليلاً، وأن حالتهم جميعًا يتم بحثها بكل دقة، كما أثير موضوع تعدى بعض شيوخ الفضائيات على كبار فنانات مصر، وهو ما لم يسره الرئيس، وكذلك قضية تراجع دور المرأة بعد الثورة، والتأكيد على أن ظاهرة التحرش هى نتاج طبيعى لازدراء بعض شيوخ للمرأة والحط من شأنها، وقد طالت الجلسة فيما يزيد عن الساعتين، ووعد الرئيس بتكرار هذه اللقاءات، على أن يجتمع فى المرات القادمة بكل فئة، مثل الأدباء والسينمائيين وغيرهما، بما يسمح للحديث عن مشكلات كل فئة بشكلٍ مركز.