ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز "الأمريكية اليوم الأثنين أنه في ظل فرار مئات اللاجئين الماليين من "حكم إسلامي يلوح في أفق شمالي مالي" وتخبط غربي يقابله عجز أفريقي ،تدخل الازمة الدائرة في البلاد مرحلة يبدو فيها الوصول لحل أمرا بعيد المنال. وأوضحت الصحيفة - في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني -أنه في الوقت الذي تؤكد فيه الدول الغربية بوجه عام وفرنسا بشكل خاص أن أي قرار يتعلق بإعتماد خيار عسكري لحل الازمة في مالي لابد أن يأتي من الأفارقة أنفسهم ، يبدو وأن قادة الدول الأفريقية المجتمعين بقمة الاتحاد الافريقي المنعقدة في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا لم ينجحوا في التوصل إلى حل في هذا الصدد فى الوقت الذى ينجح فيه الاسلاميون في مالي يوما بعد يوم في إحكام قبضتهم على شمالي البلاد. وأشارت الصحيفة إلى أن بعض قادة متمردي الطوارق -الذين أعلنوا استقلال شمال مالى في إبريل الماضي والمعروفين باسم "الحركة الوطنية لتحرير أزواد" تم إبعادهم وطردهم من البلاد من قبل الإسلاميين ليلجأوا إلى العاصمة الموريتانية نواكشوط كملاذ لهم. ونقلت الصحيفة عن بعض هؤلاء القادة أفادتهم خلال مقابلات وحوارات صحفية بأنه على الرغم من المعدات العسكرية التي يمتلكونها ومعرفتهم الجيدة -إلى حد ما- بالتضاريس الصحراوية الوعرة لاراضي مالي،الا إنهم لن يحملوا السلاح ضد الاسلاميين الا إذا حصلوا بدروهم على مساعدات خارجية واعتراف دبلوماسي من قبل دول العالم وضمانات "غير محددة" من القوى الخارجية. ورأت الصحيفة أن هذا الموقف قد شكل خيبة أمل كبيرة للقوى الغربية التي كانت تأمل في "حل داخلي" لما اعتبرته "خطر إسلامي يحدق بالاقطار الاقليمية ينبع من شمالي مالي " حيث عمد بعض الساسة الافارقة البارزين في حديثهم عن مالي إلى إطلاق عليها مصطلح "أفريقانستان" نظرا لظهور بعض من أبرز قادة تنظيم القاعدة في القارة الافريقية بشكل علني في المدن شمال مالي.
وأردفت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية تقول أن الدبلوماسيين الغربيين يرون في الجزائر "القوة العسكرية" التي تستطيع القضاء على الإسلاميين فضلا عن إنها أكثر البلدان المتضررة من هجمات الجماعات الإسلامية عليها ورغم ذلك فالجزائر ترفض بشدة المشاركة ضمن أية عملية عسكرية تشن ضد مالي. وأشارت الصحيفة الى أن الزيارة التي يقوم بها وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الى الجزائر ، والتي بدأت أمس وتستمر لمدة يومين ، تهدف لاجراء مناقشات حول الازمة في مالي، حيث قال وزير الخارجية الفرنسي الأسبوع الماضي في باريس بأن استخدام القوة العسكرية في شمال مالي أصبح أمرا محتوما عاجلا أو آجلا، بالرغم من تراجع بعض المسئولين الفرنسيين الاخرين عن تبني أية تصريحات أو إشارات تدل على عمل عسكري فرنسي وشيك ضد مالي. وأردفت الصحيفة بأن هيمنة المتمردين الطوارق على شمال مالى بدأت تقل وذلك معصعود نجم الإسلاميين المتحالفين مع تنظيم القاعدة بقوة،حيث شهدت المواجهات العسكرية الأخيرة بين المعسكريين تفوق الإسلاميين على حساب الطوارق. واختتمت الصحيفة تقريرها لافتة إلى أن الاسلاميين باتوا يسيطرون على عدة مدن رئيسية في مالي منهما:مدينة تمبكتو وجاو وكيدال.