عبّر مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكية عن صدمته العميقة واستيائه البالغ من التفجير الانتحاري الذي استهدف كنيسة مار إلياس في ضواحي دمشق، أثناء صلاة يوم الأحد، وأسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى من المصلين الأبرياء. عمل إرهابي لا مبرر له باسم الدين أو الأخلاق في بيان صادر عن المجلس، أكد القادة الكنسيون أن "لا يوجد أي مبرّر — ديني أو أخلاقي أو منطقي — لهذه المجزرة بحق الأبرياء، خاصة في مكان مخصص للصلاة والعبادة". ووصف البيان العمل بأنه "تحريف خطير لما هو مقدّس، وجريمة بحق الإنسانية تصرخ أمام الله"، مشددًا على أن ارتكاب العنف باسم الدين يُمثل تشويهًا صريحًا للقيم الدينية والروحية. استهداف دور العبادة: انتهاك صريح للمواثيق الدولية أشار البيان إلى أن هذا التفجير "يمثل هجومًا مباشرًا على حرية العبادة"، واستشهد بما جاء في وثيقة الأخوّة الإنسانية الموقعة في أبو ظبي عام 2019، والتي تنصّ على أن: "حماية دور العبادة، من معابد وكنائس ومساجد، واجب تكفله كل الأديان والقيم الإنسانية... وكل استهداف لها هو انتهاك صارخ لهذه المبادئ."
تضامن مع بطريركية أنطاكية ومسيحيي سوريا أعرب المجلس عن تضامنه الكامل مع بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، ومع جميع المسيحيين في سوريا الذين يعانون منذ سنوات من الاضطهاد والتهجير. وأضاف البيان: "نشعر بألمهم وخوفهم المتجدد، ونعبر عن أعمق تعازينا لعائلات الضحايا، ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى." صلاة من أجل الشهداء والجرحى والمجروحين في قلوبهم رفع المجلس صلاته إلى "أبي الرأفة وإله كل عزاء"، مستلهمًا من رسالة القديس بولس (2 قور 1: 3–4)، لطلب التعزية الإلهية لجميع المفجوعين، والراحة الأبدية للشهداء، والشفاء للمصابين، والرجاء للقلوب المجروحة. دعوة إلى حماية المسيحيين وضمان حريتهم الدينية
ناشد البيان السلطات السورية بتحمل مسؤوليتها في حماية الجماعة المسيحية وضمان حريتها الدينية، حتى تتمكن من العيش بكرامة والمساهمة الكاملة في بناء وطنها دون خوف أو تهديد. نداء رجاء من أجل سلام دائم واختُتم البيان بدعاء يحمل الأمل رغم الألم، مستذكرًا كلمات البابا لاون الرابع عشر (الأحد 22 يونيو 2025): "ندرك أن مثل هذه الأفعال تترك جراحًا عميقة قد تستغرق أجيالًا لتلتئم... ولكننا نرجو من الله أن يقتلع جذور الحقد والتعصب، ليعمّ السلام والكرامة الإنسانية شعوب الشرق الأوسط، وخاصة سوريا الحبيبة."