خبراء: "السيسي" ونجوم "التوك شو" دفعوا المواطنين لعدم المشاركة في الانتخابات الرئاسية

محمود خليل: سب الإعلاميين ل"المقاطعين" وراء عزوف المصريين
ليلى عبد المجيد: مبالغات الإعلام أدت لنتائج عكسية مع الناخبين
خبير نفسي: انشغال "السيسي" بالأحاديث التليفزيونية وعدم حثه المواطنين على النزول السبب
"التوك شو".. لم تهدأ البرامج طوال ال 72 ساعة الماضية، تحث المواطنين على المشاركة في الانتخابات الرئاسية التي تشهدها البلاد مرة، وأخرى تهدد المقاطعين، مؤكدين أن نسبة إقبال الناخبين جاءت عكس التوقعات، والسطور التالية تحاول معرفة مدى قدرة الإعلام على حشد المواطنين وحقيقة عزوف الموطنين عن المشاركة في الاستحقاق الثاني لخارطة الطريق.
في هذا الإطار أكد الدكتور محمود خليل، أستاذ الصحافة والإعلام بكلية الإعلام جامعة القاهرة، أن البعض يعطي للإعلام أكثر مما يستحقه، مشيراً الى أن بعض الأشخاص يظنون أن الإعلام هو من حرك الشعب المصري في 30/6 و 26/7.
وأوضح "خليل" في تصريح خاص ل "صدى البلد" أن الإعلام ليس من وظيفته حشد الناخبين أمام اللجان الانتخابية بالرغم من اعتقاد بعض الإعلامين أن لديهم القدرة في ذلك.
وانتقد أستاذ الصحافة بكلية الإعلام استخدام الإعلاميين لغة التهديد لمن لم يشارك في الانتخابات الرئاسية حتى أنه وصل الأمر مع أحد مقدمي البرامج الى "سب" المقاطعين للانتخابات.
واختتم حديثه قائلاً: "الإعلام في هذه المرحلة فشل بامتياز"
ومن جانبها أكدت د. ليلى عبدالمجيد، عميد كلية الإعلام جامعة الأهرام الكندية أن الإعلام المصري و نجوم التوك شو في تغطيته لمجريات الانتخابات الرئسية أدوا دورا وطنيا، ولكن حماسه الشديد للمرحلة الانتقالية التي تمر بها البلاد دفعته هو وبعض ضيوفه للمبالغة في الانفعالات والانطباعات بعيداً عن المعلومات الصحيحة.
وأوضحت "عبد المجيد" في تصريح خاص ل "صدى البلد" أنه حتى الآن لم نعرف الحجم الحقيقي للمشاركين فمازال التصويت مستمراً وجميع الأرقام التي تقال اجتهادية، مشيرة الى أن كلمات "عزوف" و "إحكام" تعبيرات لا تعكس الحقيقة وإنما هي انطباعات شخصية.
وطالبت عميد اعلام القاهرة السابق أصدقاءها وأبناءها وزملاءها من الإعلاميين بضرورة التخلص من ردود الأفعال السريعة المبنية على بعض المشاهد من خلال بعض المراسلين، مضيفة نحتاج الى وقفة مع النفس بعد الانتهاء من الانتخابات.
وأشارت الى أن زيادة عدد اللجان الانتخابية قلل التزاحم بين طوابير الناخبين، مضيفة أن مبالغة الإعلام في الترغيب أو ترهيب الناخبين يؤدي الى رد فعل عكسي.
وفي سياق متصل أكد الدكتور أحمد فخري، استشاري علم النفس وتعديل السلوك بجامعة عين شمس، أن شعور المواطنين بالفوز المبكر للمرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي وراء تكاسل البعض عن المشاركة في الانتخابات، مشيرا إلى "العدوى الجماعية" في سيكولوجية الجماهير هي السبب.
وقال فخري، في تصريح خاص ل"صدى البلد"، إن حالة الطقس النهار تجعل الحالة المزاجية والنفسية للشخص في حالة تراخ وخمول، لافتا إلى أن إقبال الناخبين ليلاً سيكون أكثر من فترة الظهيرة.
وأضاف استشاري علم النفس أن مد يوم ثالث للتصويت حث على تراخي المواطنين بشكل أكبر، مشيرا إلى أن النظرة لإقبال المصريين بالخارج للتصويت جعلت المواطنين بالداخل يشعرون أنهم امتلكوا زمام الأمور.
وتابع: "انشغال السيسي بالأحاديث التليفزيونية وعدم حثه المواطنين على النزول كان السبب في عدم الإقبال الكبير، حيث إن الجماهير تستجيب لندائه دائما.