الصادق المهدي دعا الصادق المهدى رئيس وزراء السودان الأسبق ورئيس حزب الأمة المعارض إلى إنشاء مجلس للشعوب العربية لترسيخ علاقة جديدة بين الحكام والمحكومين تقوم على الحرية والكرامة وحقوق الإنسان والديمقراطية الحرة لتكون بدلا من الجامعة العربية التي أصبحت مقيدة سياسيا لم تتغير بتغير الأمين العام على حد قوله. وقال المهدى خلال لقائه مساء الخميس بممثلي الثورات العربية في مصر و سوريا و اليمن وليبيا إن المجلس يهدف إلى تحقيق التطلعات المشتركة للشعوب والحصول على حقوقها المهدرة، وذلك بعد أن أثبتت الشعوب قوتها ونجحت في تنظيم ثورات سلمية تفوقت على آلات القمع البوليسية وهو ما أدهش العالم أجمع. وطالب المهدى بأن يكون مقر المجلس مصر باعتبارها دولة رائدة ونبض الثورات العربية وتكريما للثورة المصرية مشددا في الوقت ذاته على ضرورة أن يكون المجلس نواة للوحدة العربية وأن يضع نهاية لديكتاتورية السلطة. واقترح بتنظيم مؤتمر عام بالقاهرة، لطرح رؤية الإسلام الوسطي وتعريفه المشترك وتحديد الدروس المستفادة من التجارب الإسلامية في تركيا، إيران، السودان، ماليزيا وأفغانستان. من جانبه، رحب محمد مأمون الحمصى، عضو مجلس الشعب السابق والمعارض السوري، باقتراح المهدي، مشددا على ضرورة تقديم المجلس يد العون للشعوب العربية بعد تخاذل حكوماتها في نصرة الثورات العربية، وتواطؤ أنظمة إقليمية وحكومات عربية مع أنظمة القتل والاستبداد، مشيرا إلى أن إيران، حزب الله والمالكى، وحماس يدعمون نظام الطاغية بشار الأسد. وفي سياق متصل، وصف الدكتور محمد الكمالى ، عضو ائتلاف الثورة اليمنية اقتراح المهدي بإنشاء مجلس للشعوب العربية بأنه فكرة قومية وحدوية في ظل استمرار الأنظمة الديكتاتورية وتبنيها لمؤسسات استبدادية كغطاء لديكتاتوريتها ، في الوقت الذي تجلى فيه الخلل التركيبي لتمثيلها للحكومات فاقدة الشرعية وتعانيه الجامعة العربية اليوم. وفي السياق ذاته ، أوضح إبراهيم الأمين عبد القادر ، القيادي بحزب الأمة السوداني أن المهدي دعا باقتراحه إلى عودة الشعوب العربية من خلال رؤية جديدة ، تستبعد الصراعات والخلافات المذهبية القديمة التي تأججت من جديد لتطبيق الحرية والعدالة والمواطنة بمعناها الحرفي، بعيدا عن مطامع الحكم والسلطة. من جانبه ، شدد منظم اللقاء ، أيمن عامر، منسق الائتلاف العام لثورة 25 يناير والاتحاد الدولي للثوار العرب على ضرورة دعم الثورات العربية المستمرة إعلاميا وسياسيا وجماهيريا ، ودفع التحول الديمقراطي للثورات المتحررة. كما شدد عامر على ضرورة الضغط على الجامعة العربية من أجل تجميد عضوية نظامي بشار الأسد ، وعلي عبد الله صالح ، والاعتراف بالمجالس الوطنية الانتقالية والضغط على الحكومات العربية لطرد سفراء الأنظمة التي فقدت شرعيتها وسحب السفراء من سوريا . وردا على سؤال ل"صدى البلد" حول مشروعية المجلس المقترح ما إذا كانت لديه فرصة لتنفيذ أجندته في الوقت الذي لم يتسلم فيه أحد الثوار العرب مقاليد السلطة، قال المهدى: إن ثورة مصر العظيمة كسرت حاجز الخوف، وأكدت قوة الشعب ولكن كان على ثوار التحرير تشكيل مجلس لقيادة الثورة وتشكيل حكومة لاستكمال مطالب الثورة ، ولكن ما حدث هو انتفاضة للثورة لم تفرض البديل، والبديل الآن عبر الانتخابات أو الانحراف بشكل يصعب معه تصحيح المسار، وهو ما ننشده اليوم من خلال إقامة مجلس الشعوب العربية، في ظل "شلل" الجامعة العربية الممثلة للحكومات. وفي السياق ذاته طالب الدكتور إبراهيم يحيى عضو ائتلاف ثورة 17 فبراير بضم الدول العربية التي لم تقم بها ثورات، فيما وافق المشاركون بالإجماع على إنشاء مجلس بصفة مبدئية يعرف باسم "مجلس الشعوب العربية" لحين عقد جمعية عمومية له، والاتفاق على الاسم النهائي. واتفق المشاركون، خلال اللقاء، على تشكيل لجنة من دول الثورات العربية، تضم اثنين من كل دولة لإعداد لائحة داخلية ونظام المجلس وآليات العمل وأهدافه.