أسعار الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 أكتوبر 2025    هيئة «الرقابة المالية» تستهدف إطلاق سوق المشتقات في مصر خلال 2026    وزير البترول يبحث مع شركات التعدين الأسترالية فرص الاستثمار في مصر    حماس تجدد التزامها باتفاق الهدنة: حريصون على إنجاحه وتنفيذه على أرض الواقع    الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي شغل سلسة من المناصب في "حزب الله"    شجرة وحيدة ناجية.. مستوطنون يبيدون حقل زيتون بالضفة    حجازي يتصدر تشكيل نيوم لمواجهة الخليج في الدوري السعودي    ضبط قضايا إتجار بالنقد الأجنبي بقيمة 107 مليون جنيه خلال أسبوع    مصرع 4 تجار مخدرات وأسلحة وضبط آخرين بحوزتهم مواد مخدرة بقيمة 76 مليون جنيه بالغربية والشرقية    البابا تواضروس: أدعوكم أن تتعرفوا على بلادنا مصر بتاريخها العريق وحضارتها الممتدة    مفتي الجمهورية يؤدي صلاة الجمعة في العاصمة الماليزية برفقة رئيس الوزراء    وزير الدفاع والفريق أحمد خليفة يلتقيان رئيس أركان القوات البرية الباكستانية    "حماس" تسلّم جثتي إسرائيليين مساء اليوم    بيسكوف: العقوبات الأمريكية ستكون بلا جدوى كسابقاتها    مستقبل وطن ينظم مؤتمرات حاشدة لتشجيع المواطنين على المشاركة في انتخابات النواب| فيديو    الوداد المغربي يتعاقد مع حكيم زياش    الغزاوي: واثق في وعي الجمعية العمومية ومشاركة الأعضاء يوم 31 أكتوبر واجب تجاه تاريخ الأهلي    تفاصيل مشاركة وزير الشئون النيابية في منتدى البرلمانيين العربي الآسيوي    خبير: مصر نجحت في تعزيز موقعها داخل السوق الأوروبي ب «الصادرات الزراعية»    بالأسماء، إصابة 4 أشخاص في تصادم سيارتين ملاكي على طريق المنصورة جمصة    لأول مرة مهرجان الموسيقى العربية يعزز نجاحه المحلي وينطلق دوليًا بثلاث حفلات لنجوم الطرب المصري في الإمارات    منة هيكل: جناح توت عنخ آمون بالمتحف المصري الكبير تجربة فريدة    من التمر إلى الزيتون.. رحلة النباتات المباركة بين العلم والإيمان    "الصحة" تعلن محاور المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية    فى اليوم العالمي، ماهو شلل الأطفال وأسبابه وأعراضه وطرق الوقاية منه    في جولة ليلية مفاجئة، نائب وزير الصحة يحيل مدير مستشفى حلوان العام للتحقيق    مؤتمر سلوت عن الخطأ الصغير وحاجة كيركيز وجاكبو لتواصل أفضل    آس: رافينيا خارج الكلاسيكو ومدة غيابه تمتد لشهر    محمد وهبي - مُعلم خجول أصبح بطلا للعالم.. ورحلة خاصة ل فهم اللعبة واكتشاف المواهب    ترامب: لن نطلب موافقة الكونجرس لشن هجمات على عصابات المخدرات    الجدل يتجدد في أمريكا حول إلغاء التوقيت الصيفي واعتماد توقيت دائم    أمن القاهرة يوجه ضربات حاسمة لعصابات السرقة    "الداخلية" ضبط 13 شركة ببني سويف للنصب علي راغبي السفر إلي الخارج    انطلاق القافلة الدعوية المشتركة بين الأزهر والأوقاف ودار الإفتاء المصرية إلى شمال سيناء    جمارك مطار أسيوط تضبط تهريب كمية من مستحضرات التجميل    جذوره تعود لآل البيت.. من هو إبراهيم الدسوقي بعد تعليق الدراسة أسبوعًا بسبب مولده؟    من العدم إلى الخلود.. الداعية مصطفى حسني من جامعة القاهرة: الإنسان يمر ب4 مراحل (تفاصيل)    بينها «مؤتمر الذكاء الاصطناعي واجتماع فولبرايت».. الحصاد الأسبوعي للتعليم العالي (تفاصيل)    عالم أزهري: أكثر اسمين من أسماء الله الحسنى تكرارًا في القرآن هما الرحمن والرحيم    الأمم المتحدة: 30 مليون سوداني بحاجة عاجلة للمساعدات    إصابة شاب في تصادم سيارة بسور استراحة محافظ مطروح    إعدام 187 كيلو مواد غذائية غير صالحة للاستهلاك خلال حملات تموينية في أسوان    وزيرة التنمية المحلية: إزالة أدوار مخالفة في حي الزيتون بالقاهرة واتخاذ إجراءات قانونية حازمة تجاه المخالفين    أوسكار رويز يطير للإمارات 4 نوفمبر لحضور مباريات السوبر المصرى    فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة.. وحكم الاستماع إليها من الهاتف    سر ساعة الإجابة يوم الجمعة وفضل الدعاء في هذا الوقت المبارك    أفضل الأدعية والأذكار المستحبة في يوم الجمعة وفضائل هذا اليوم المبارك    الوزير: افتتاح مصنع جديد في صناعة الضفائر الكهربائية للمركبات قريبا    بعثات أثرية فرنسية وإيطالية تواصل أعمالها فى مناطق آثار الفيوم    أبراج تشارك حياتها الخاصة مع متابعيها على السوشيال ميديا.. أبرزهم برج الحمل    مجلة فوربس: رئيس الرعاية الصحية ضمن أبرز 10 قادة حكوميين بالشرق الأوسط لعام 2025    خطة مانشستر يونايتد لضم نجم نوتنجهام فورست    فردوس عبدالحميد: كنت خجولة طول عمري والقدر قادني لدخول عالم التمثيل    هنادي مهنا: «أوسكار عودة الماموث» يصعب تصنيفه وصورناه خلال 3 سنوات بنفس الملابس    بعد «أقدم ممر فى التاريخ» و«موكب المومياوات».. مصر تستعد لإبهار العالم مجددًا بافتتاح المتحف المصرى الكبير    مهند في ورطة، بيان من محامي شقيقة كيفانش تاتليتوج بعد ضجة أنباء اعتقالها بتركيا    المشهراوي: لا بد من إطلاق إعمار غزة سريعًا لتثبيت صمود الشعب    وكيل صحة الفيوم تفتتح أول قسم للعلاج الطبيعي بمركز يوسف الصديق    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ما هي نعمة الإسلام ؟ وكيف تشكر المولى عز وجل عليها؟
نشر في صدى البلد يوم 20 - 01 - 2022

ما هي نعمة الإسلام؟.. ما هي نعمة الإسلام ؟ سؤال يغفل عنه كثير من الناس، فما معنى نعمة الإسلام وكيف نشكر الله عزوجل عليها؟، وكم مرة ينبغي أن نشكر الله عزوجل على هذه النعمة؟، وغيرها من الأسئلة التي ترد على الأذهان.
ومن خلال السطور التالية نسلط الضوء على أبرز ما ورد من آيات وأحاديث مباركة تحدثت عن هذه النعمة..

ما هي نعمة الإسلام؟
النعمة هي ما يُنْعِمُ الله تعالى على عبده به من مال وعيش، وقد ورد في القرآن الكريم مادة نعم وما اشتق منها في 138 موضع، منها 18 موضعاً بصيغة الفعل، كقوله عز وجل: {صراط الذين أنعمت عليهم}، و120 موضعاً بصيغة الاسم، من ذلك قوله عز وجل: {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها}.
ونعمة الإسلام هي واحدة من النعم التي ذكرها المولى عزوجل في قوله سبحانه: {ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فإن الله شديد العقاب} (البقرة:211). قال الطبري: "ومن يغير ما عاهد الله في نعمته، التي هي الإسلام من العمل، والدخول فيه فيكفر به، فإنه معاقبه بما أوعد على الكفر به من العقوبة".
ما هي نعمة الإسلام؟.. وقد أفاد الشيخ رمضان عبد المعز، الداعية الإسلامي، بأن المقصود بكلمة "نعمة" في قوله تعالى "وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّث" هي نعمة النبوة والقرآن والإسلام.
ونوه الداعية الإسلامي، في لقائه على فضائية "دي إم سي"، بأن الله تعالى في سورة آل عمران قال: «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا».
وأشار إلى أن الله إذا من علي عبده، عليه أن يحدث الناس بأن يكرموا اليتيم ويطعموه، كما كان يفعل النبي مع الأيتام والفقراء، منوهًا بأن الإنسان إذا أراد ألا يقطع الله مدده عنه فعليه أن يتبع الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأن يطيعه كما قال الله تعالى: «مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ».
فيما يوضح الدكتور أحمد ممدوح، مدير إدارة الأبحاث الشرعية وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، المعنى المقصود من قوله تعالى: «وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ »، (سورة الضحى: الآية11)، فيقول: "يجب على الإنسان أن يحمد ربه بالقول كما يحمده بالفعل على نعمه الكثيرة التى لا تعد ولا تحصى، ومن شكر الله أن ينشر الإنسان على لسانه حمد الله على النعم التى وهبها إياه".
وما بكم من نعمة فمن الله
ما هي نعمة الإسلام؟
يقول الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن كُلُّ شئ من عِنْدِ الله؛ مَنْ يَهْده الله فلا مُضِّل له ومن يُضْلِلْ فلا هَادِىَ له، فالكُلُّ من الله، والمنة من الله والتوفيق والهداية من الله.
وتابع جمعة، في منشور عبر صفحته على فيس بوك: لا تفتخر أيها المؤمن بعملك فإنما عَمَلُك مخلوق لله، وما قدرت عليه إلا بتوفيق الله لك وأنه قد أَذِنَ بهدايتك، وكان الصحابة رضى الله عنهم يقولون : "مَا أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْنَا بِنِعْمَةٍ بَعْدَ نِعْمَةِ الإسلام"، فهم يعلمون أن نعمة الإسلام لا تُقَدَّرُ ولا تُقَوَّمُ بشئ، مشيراً إلى أنه ينبغي أن نشعر بنعمة أن الله عز وجل قد هدانا للإسلام من غير حول منا ولا قوة، ولو أرادنا من أولئك الذين قد غَضِبَ عليهم أو أَضَلَّهم لجعلنا منهم من غير حول منا أيضًا ولا قوة، فالحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة، فيجب بعد أن أَنْعَمَ اللهُ عليك بهذا أن تَقُومَ حيثما يرضى الله وأن تُطَبِّقَ على نفسك ما أراده الله منك، وأن تكون فى مُرَادِ الله سبحانه وتعالى الذى بَيَّنَهُ ووضحه لك.
وأوضح، أن حُسْنُ الأَعْمَالِ نَتَائِجُ حُسْنِ الأَحْوَالِ فإذا حَسُنَ حالك مع الله وَصَحَّ؛ حَسُنَ عملك، والسلوك الذى يَسْلُكُه المؤمن مرتبطٌ بما فى القلوب ولذلك أخبر صلى الله عليه وسلم الصحابة رضوان الله عليهم بسبب سبق أبى بكر رضى الله عنه لهم: " مَا سَبَقَكُمْ أَبُو بَكْرٍ بِكَثْرَةِ صَلاَةٍ وَلاَ صِيَامٍ وَإِنَّمَا بِشَئٍ وَقَرَ فِى قَلْبِه".
أسرار قول الحمد لله .. كلمات عظيمة كأنك حمدت الله بجميع المحامد
دعاء الحمد والصبر على البلاء
ما هي نعمة الإسلام؟
يقول الشيخ محمد متولي الشعراوي، وزير الأوقاف الأسبق، إن الله كفانا صيغة الحمد ليتشارك عباده في الحمد بعد ذلك، لافتاً إلى أنه تبارك وتعالى ختم سورة الإسراء بالحمد، وبدأ سورة الكهف بالحمد، والحمد لله دائماً هو الشعار الذي أطلقه رسول الله صلى الله عليه وسلم في خير الكلمات: (سبحان الله والحمد لله) سبحان الله بُدئتْ بها سورة الإسراء، والحمد لله بُدئت بها سورة الكهف.
وأشار إلى أن سبحان الله تنزيه لذاته سبحانه أن يكون له شريك، لا في الذات، ولا في الأفعال، ولا في الصفات، والحمد لله كذلك تكبرة للذات، وبعد ذلك جاء العطاء من الذات فقُلْنا: الحمد لله، فسبحان الله تنزيه، والحمد لله شكر على العطاء، مبيناً أن الحمد يشترك معه في المعنى العام: ثناء وشُكْر ومدح، إلا أن هذه الألفاظ وإنْ تقاربت في المعنى العام فلكُلٍّ منها معناه الخاص، وكل هذه الألفاظ فيها ثناء، إلا أن الشكر يكون من مُنعَم عليه بنعمة خاصة به، كأن يُسدي لك إنسان جميلاً لك وحدك، فتشكره عليه.
واستطرد: أما الحمد فيكون على نعمة عامة لك ولغيرك، فرُقْعة الحمد أوسع من رُقْعة الشكر، أما المدح فقد تمدح ما لا يعطيك شيئاً، كأن تمدح مثلاً الشكل الجميل لمجرد أنه أعجبك، لافتاً إلى أن قَوْلُ الحق: {الحمد لِلَّهِ} بالألف واللام الدالة على الحصر، فالمراد الحمد المطلق الكامل لله، الحمد المستوعب لكل شيء، حتى إنَّ حمدك لأيِّ إنسان قدَّم لك جميلاً فهو إذا سَلْسَلْتَهُ حَمْدٌ لله تعالى الذي أعان هذا الإنسان على أن يحسن إليك، فالجميل جاء من حركته، وحركته موهوبة له من خالقه، والنعمة التي أمدّك بها موهوبة من خالقه تعالى، وهكذا إذا سلسلتَ الحمد لأيِّ إنسان في الدنيا تجده يصل إلى المنعِم الأول سبحانه وتعالى.
وأوضح أن كلمة {الحمد لِلَّهِ} هذه هي الصيغة التي علمنا الله أنْ نحمدَهُ بها، وإلا فلو ترك لنا حرية التعبير عن الحمد ولم يُحدِّد لنا صيغة نحمده ونشكره بها لاختلف الخَلْق في الحمد حَسْب قدراتهم وتمكّنهم من الأداء وحَسْب قدرتهم على استيعاب النعم، ولوجدنا البليغ صاحب القدرة الأدائية أفصح من العيي والأُمّي. فتحمّل الله عنا جميعاً هذه الصيغة، وجعلها متساوية للجميع، الكل يقول {الحمد لِلَّهِ} البليغ يقولها، والعيي يقولها، والأُمّي يقولها. لذلك يقول صلى الله عليه وسلم وهو يحمد الله ويُثنِي عليه: (سبحانك لا نحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيتَ على نفسك). فإنْ أردنا أنْ نُحصي الثناء عليك فلن نستطيع؛ لأن الثناء عليك لا يعرف مداه إلا أنت، ولا يُحصيه غيرك، ولا نملك إلا أنْ نقولَ ما علَّمتنا من حمدك: الحمد لله.
وشدد على أن استواء الناس جميعاً في الحمد لله نعمة كبرى في ذاتها تستحق الحمد، فنقول: الحمد لله على ما عَلِمنا من الحمد لله، والحمْد الأول أيضاً نعمة، وبذلك نقول: الحمد لله على ما عَلِمنا من الحمد لله بالحمد لله، لافتاً إلى أنه لو تتبعنا الحمدَ لوجدته سلسلةً لا تنتهي، حَمْد على حَمْد على حَمْد على حَمْد، فيظل الله محموداً دائماً، يظل العبد حامداً إلى ما لا نهاية.
وأشار إلى أن الحمد لله استهل بها الحق سبحانه خَمْس سور من القرآن: {الحمد للَّهِ رَبِّ العالمين} [الفاتحة: 2] {الحمد للَّهِ الذي خَلَقَ السماوات والأرض وَجَعَلَ الظلمات والنور ثْمَّ الذين كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ} [الأنعام: 1].{الحمد لِلَّهِ الذي أَنْزَلَ على عَبْدِهِ الكتاب..} [الكهف: 1]، {الحمد للَّهِ الذي لَهُ مَا فِي السماوات وَمَا فِي الأرض وَلَهُ الحمد فِي الآخرة} [سبأ: 1]، {الحمد للَّهِ فَاطِرِ السماوات والأرض جَاعِلِ الملائكة رُسُلاً أولي أَجْنِحَةٍ..} [فاطر: 1].
وأردف أن لكُلِّ حَمْد في كل سورة حيثية خاصة، فالحمد في الأولى لأن الله ربُّ العالمين، وربٌّ يعني الخالق والمتولي للتربية، خلق من عدم، وأمدَّ من عُدم، وتولّى تربية عباده، فهو رَبٌّ لكل العالمين؛ لذلك يجب أنْ نحمدَ الله على أنه هو الربُّ الذي خلق العالمين، وأمدَّهم بفضله، وفي الثانية: نحمده سبحانه الذي خلق السماوات والأرض، وجعل الظلمات والنور، وهذه آيات من آيات الله ونِعَم من نِعَمه، فالسماوات والأرض فيها قيام البشر كله بما يمدُّ حياتهم بالقوت، ويستبقي نوعهم بالتكاثر.
وإن تعدوا نعمة الله
معاني النعم في القرآن الكريم
وقد وردت مادة نعم ومشتقاتها في القرآن الكريم على عدة معان:
النعمة بالمعنى العام، وهي ما أنعم الله به على الإنسان، من ذلك قوله تعالى: {وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة} (لقمان:20) أي: النعم التي سخرها الله للعباد مما في السموات والأرض. وبحسب هذا المعنى قوله عز وجل: {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها} (النحل:18) المعنى: وإن تعدوا أيها الناس نِعَمَ الله التي أنعمها عليكم لا تطيقوا إحصاء عددها، والقيام بشكرها إلا بعون الله لكم عليها. وعلى هذا أيضاً قوله سبحانه: {ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} (الأنفال:53) أي: أن الله إذا أنعم على قوم نعمة، فإنه بلطفه ورحمته لا يبدأ بتغيرها حتى يجيء ذلك منهم، بأن يغيروا حالهم التي تراد وتحسن منهم، فإذا فعلوا ذلك وتلبسوا بالمعاصي، أو الكفر الذي يوجب عقابهم، غيَّر الله نعمته عليهم بنقمته منهم. والآيات وَفْق هذا المعنى كثيرة.
النعمة بمعنى المِنَّة، وما امتن الله به على عباده، من ذلك قوله تعالى مخاطباً بني إسرائيل: {اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم} (البقرة:40) قال ابن عباس رضي الله عنهما: "أي: آلائي عندكم وعند آبائكم، لما كان نجاهم به من فرعون وقومه". وقال الطبري: "نعمته التي أنعم بها على بني إسرائيل: اصطفاؤه منهم الرسل، وإنزاله عليهم الكتب، واستنقاذه إياهم مما كانوا فيه من البلاء والضراء من فرعون وقومه، إلى التمكين لهم في الأرض، وتفجير عيون الماء من الحجر، وإطعام المن والسلوى". وعن مجاهد قال: "نعمته التي أنعم على بني إسرائيل فيما سمى وفيما سوى ذلك، فجَّر لهم الحجر، وأنزل عليهم المن والسلوى، وأنجاهم عن عبودية آل فرعون". ونحو هذه الآية قوله عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم} (المائدة:20) أي: مننه التي امتن بها عليكم. والآيات وفق هذا المعنى غير قليلة.
النعمة بمعنى الإسلام، من ذلك قوله سبحانه: {ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فإن الله شديد العقاب} (البقرة:211) يعني بالنعمة جل ثناؤه الإسلام، وما فرض من شرائع دينه. قال الطبري: "ومن يغير ما عاهد الله في نعمته، التي هي الإسلام من العمل، والدخول فيه فيكفر به، فإنه معاقبه بما أوعد على الكفر به من العقوبة". وبحسب هذا المعنى أيضاً قوله عز من قائل: {واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا} (آل عمران:103) أي، صرتم بنعمة الإسلام إخواناً في الدين. ونحو هذا كذلك قوله سبحانه: {أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله يكفرون} (العنكبوت:67) أي: يكفرون بما أنعم الله عليهم من دين الإسلام.
النعمة بمعنى الإيمان، جاء على هذا المعنى قوله تعالى: {فضلا من الله ونعمة} (الحجرات:8) أي: إن الله حبب لعباده الإيمان، وأنعم عليهم هذه النعمة التي عدها فضلاً منه، وإحساناً ونعمة منه أنعمها عليهم. ومن هذا القبيل قوله سبحانه: {إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل} (الزخرف:59) أي: فما عيسى عليه السلام إلا عبد من عباد الله، أنعم عليه بالتوفيق والإيمان، وجعله آية لبني إسرائيل، وحجة لله عليهم، وليس هو كما تقول النصارى من أنه ابن الله تعالى، تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.
النعمة محمد صلى الله عليه وسلم، جاء على ذلك قوله تعالى: {ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا} (إبراهيم:29) كان تبديلهم نعمة الله كفراً في نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم، أنعم الله به على قريش، فأخرجه منهم، وابتعثه فيهم رسولاً، رحمة لهم ونعمة منه عليهم، فكفروا به، وكذبوه، فبدلوا نعمة الله عليهم به كفراً. ونحو هذا قوله عز وجل: {وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله} (النحل:112) هذا الكفران تكذيب بمحمد صلى الله عليه وسلم وبما جاء به. ومثله أيضاً قوله جل شأنه: {يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها وأكثرهم الكافرون} (النحل:83) قال السدي: يعني محمداً صلى الله عليه وسلم، أي: يعرفون نبوته، ثم ينكرونها، ويكذبونه.
النعمة بمعنى نبوة النبي صلى الله عليه وسلم، جاء على ذلك قوله عز وجل: {وأما بنعمة ربك فحدث} (الضحى:11) عن مجاهد في قوله سبحانه: {وأما بنعمة ربك فحدث} قال: بالنبوة. وعنه أيضاً قال: بالقرآن.
النعمة بمعنى الثواب، جاء وَفْق هذا المعنى ذلك قوله سبحانه: {يستبشرون بنعمة من الله} (آل عمران:171) قال الطبري: يعني بما حباهم به تعالى ذكره من عظيم كرامته عند ورودهم عليه. وقال القرطبي: أي: بجنة من الله. ويقال: بمغفرة من الله.
النَّعمة -بفتح النون- المال والغنى، جاء على ذلك قوله تعالى: {وذرني والمكذبين أولي النعمة ومهلهم قليلا} (المزمل:11) أي: أولي الغنى والترفه واللذة في الدنيا.
النعمة بمعنى الطاعة والعبادة، من ذلك قوله سبحانه: {صراط الذين أنعمت عليهم} (الفاتحة:7) أي: أنعمت عليهم بطاعتك وعبادتك من الملائكة والنبيين والصديقين والشهداء والصالحين، الذين أطاعوك وعبدوك. ونحوه قوله عز وجل: {ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم} (النساء:69) أي: أنعم الله عليهم بهدايته والتوفيق لطاعته، وحًسن عبادته. ووَفْق هذا المعنى قوله عز وجل: {قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما} (المائدة:23) يعني: أنعم الله عليهم بطاعة الله في طاعة نبيه موسى عليه السلام، وانتهائهم إلى أمره، والانزجار عما زجرهما عنه.
النعمة سعة العيش ورغده، من ذلك قوله عز وجل: {فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن} (الفجر:15) أي: فأما الإنسان إذا ما امتحنه ربه بالنعم والغنى {فأكرمه} بالمال، وأفضل عليه، {ونعمه} بما أوسع عليه من فضله، فيفرح بذلك ويُسر به. ونحو قوله تبارك وتعالى: {وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه} (فصلت:50) المعنى: إذا أنعم سبحانه على الإنسان، فكشف ما به من ضر، ورزقه غنى وسعة، ووهب له صحة جسم وعافية، أعرض عما دعاه إليه من طاعته، وصدَّ عنه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.