أعرب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم الأحد، رفضه خطط توحيد قبرص، مطالبا بمفاوضات على أساس دولتين منفصلتين. وقال الرئيس التركي، خلال مشاركته في احتفالات ذكرى تأسيس جمهورية شمال قبرص التركية، التي لا تعترف بها سوى أنقرة: "يوجد اليوم شعبان ودولتان منفصلتان في جزيرة قبرص ويجب التفاوض على حل الدولتين على أساس المساواة في السيادة". وأضاف أن اليونان رفضت الجلوس على طاولة المفاوضات لحل أزمة قبرص؛ مشيرا إلى أنه تم تجاهل القبارصة الأتراك واغتصاب حقوقهم لسنوات طويلة، وهم الضحية الوحيدة للأزمة القبرصية. وأكد أردوغان أن أولوية أنقرة هي توفير حل مستدام لقضية قبرص بطريقة تضمن الحقوق المشروعة للشعب القبرصي التركي وأمنه، مشيرا إلى دعمه مشاريع البنية التحتية في قبرص التركية. وتابع الرئيس التركي قائلا إن "أولى محاولات التنقيب من الجانب اليوناني بجزيرة قبرص حدثت عام 2007 في انتهاك صريح لحقوق القبارصة الأتراك في التنقيب عن الثروات الطبيعية". واستطرد ردوغان: "تقدمنا بمبادرة لأن يُعقد مؤتمر دولي للدول التي تمتلك شواطئ شرقي_المتوسط، ولكن يبدو أن هناك محاولات لإحباط مثل هذه المبادرات". وزعم أن بلاده تريد أن يحل السلام والاستقرار في حوض البحر المتوسط ولكن الجهود التركية الرامية إلى ذلك لم تلق استجابة من الدول الغربية، ودفع الجانب اليوناني إلى تصعيد التوتر في المنطقة. ووصل الرئيس التركي أردوغان، اليوم الأحد، إلى شمال قبرص الانفصالية للقاء زعيمها المنتخب حديثا، أرسين تتار، في زيارة رسمية تلبية لدعوة تتار ولمناقشة بعض الاقضايا الإقليمية. وجاءت الزيارة عقب بضعة أسابيع من دعم أردوغان لحليفه القومي، إرسين تتار، للفوز بالانتخابات الرئاسية في شمال قبرص، موجعةً للقبارصة اليونانيين، الذين يمثلون أغلبية سكان الجزيرة والذين لم يتنازلوا قطّ عن مطلبهم بالسماح بعودة المُهجرين من مدينة فاروشا إلى ديارهم. وتركيا وحدها من تعترف بشمال قبرص كدولة مستقلة. وتم تقسيم قبرص بعد غزو تركي في عام 1974. ومن جانبها، أعربت الرئاسة القبرصية اليوم الأحد، مجددا عن إدانتها لزيارة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان لشمال قبرص ومدينة فاروشا ووصفتها بأنها "تصرف استفزازي وغير قانوني". وقال الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس إن زيارة أردوغان المقررة اليوم الأحد إلى شمال قبرص ومدينة فاروشا، تمثل «استفزازا غير مسبوق». وأضاف أنها «تقوّض جهود الأمين العام للأمم المتحدة للدعوة إلى حوار خماسيّ غير رسمي» بين القبارصة اليونانيين والأتراك وأثينا وأنقرة، ولندن القوة الاستعمارية السابقة في الجزيرة.