انتشار النمل الأبيض في مدينة القصر الإسلامية يهددها بنهاية قد تنهي الأثر العريق من العصر المملوكي في مصر، خاصة بعد مقاومة النمل لأبيض للمواد الكيميائية التي يتم استخدامها للقضاء عليه، هذا ما دفع باحثة مصرية للتوصل إلى مادة طبيعية تقضي على النمل الأبيض دون استخدام مواد كيميائية أو إلحاق الضرر بالبيئة بعد دراسة استمرت لعدة سنوات في اليابان. تواصل «صدى البلد» مع ندى خلال مكوثها في اليابان، بعدما صعت شركة يابانية المادة الطبيعية التي ابتكرتها للقضاء على النمل الأبيض، وتروي قصتها مع البحث العلمي والتي بدءت عندما حصلت ندى عبدالعزيز على ماجستير تخصص الجغرافيا من مصر في عام 2016، وبعدها كانت تبحث عن فرصة للمشاركة في مؤتمر متعلق بقضية دراستها وهي المياه، وكانت قد قدمت الماجستير عن «بحيرة البرولوس»، حتى صادف وتم قبولها للسفر إلى اليابان لحضور مؤتمر في مدينة كيوتو في نوفمبر 2017. فاز بحث ندى بالمركز الثالث في المؤتمر، ولكنها لم تكن على علم بأن الأبحاث المشاركة في المؤتمر سيحظى خمسة منها بالمراكز الأولى، وبعد انتهاء المؤتمر عادت ندى إلى مصر لاستكمال عملها في هيئة المساحة التابعة لوزارة الري المصرية حيث كانت تعمل في ترميم الآثار. في فبراير 2018، تم قبول ندى للدراسة في منحة في مدينة كيوتو اليابانية، تخصص الدراسات البيئية، فقررت الجمع بين الدراسات البيئية والأثرية، وركزت على دراسة تجد حل للقضاء على النمل الأبيض دون استخدام مواد كيميائية قد تضر بالبيئة. توصلت ندى صاحبة ال 28 عاما، أستاذ في جامعة كيوتو اليابانية وتدرس في جامعة أوساكا، إلى دراسة عن النمل الأبيض والقضاء عليه بدون استخدام كيماويات، وقالت ندى ل «صدى البلد» أنها ضد استخدام المواد الكيميائية للحفاظ على البيئة، لأن كثرة استخدام المواد الكيميائية تكتسب الحشرات مناعة وتقاومها فضلا عن تدمير البيئة. دونت ندى النتائج التي توصلت إليها خلال دراستها وكانت على اتصال مستمر بقطاع الآثار الإسلامية، خاصة وأنها على معرفة شخصية برئيس القطاع والذي قدم لها الدعم خلال دراستها، والتي وثقتها في جامعة طوكيو، وهي مادة تقتل النمل الأبيض وهذه المادة طبيعية تم تخليقها من البكتريا، ومن المقرر انتهاء فترة دراستها في عام 2021، والتي بدئتها لإنقاذ مدينة القصر الإسلامية في مصر، والمادة التي توصلت إليها ندى سيتم تطبيقها في مصر وأكثر من دولة حول العالم. مدينة القصر الإسلامية هي مدينة أثرية من العصر المملوكي، والنمل الأبيض التهم أجزاء كبيرة منها، فهو يغذى على السليلوز في الخشب وكلما كان الخشب قديما أصبح غذاءا مثاليا للنمل، وينتشر النمل الأبيض في الأماكن عالية الرطوبة التي تحتوي على خشب، أوراق، وأسمنت، كما قالت ندى ل «صدى البلد».