عبدالرحمن حجاج يكتب: اللي فاضل من البطارية

أهم اكتشاف توصلتله على مر السنين، هو ان البشر غير كونهم روح و عقل و قلب و شوية حاجات تانية، هما جواهم حاجة كده عاملة زي البطارية اللي بنحطها في الريموت او في اي جهاز عشان يشتغلوا، البطارية دي دايما محتاجة طاقة عشان الانسان يقدر يعيش و يمارس حياته بشكل طبيعي..
بنحتاج طاقة من الناس اللي بنحبهم عشان علي الاقل نحس انهم بيحبونا، وواجبنا ندي من طاقتنا لناس تانيين، وبننعزل عن الناس لما تبقي البطارية عندنا مليانة وهتفرقع لو خدت طاقة اكتر من كده او لما تبقي فاضية ومعندناش حاجة نقدمها لأي حد، وكأن الطاقة هي العامل الاوحد في تفاعل البشر مع بعض..
وفي الناس اللي طاقتهم بييجي معاها أذى ووجع، زي اللي حب واحدة و فضل سنين يديها كل حاجة، يديها وقته وحبه و تفكيره و مستقبله اللي كان دايما راسمه معاها و هي مش بتعمل اي حاجة غير انها قاعدة حاطة رجل علي رجل و بتسحب من طاقته لمجرد انه اتخبط في دماغه وحبها، دي من نوعية البشر اللي طاقتها بتخرج علي شكل استغلال و طمع..
ومن الناس اللي بيفضلوا يدوا من غير حساب و لا مراعاه لمشاعرهم، فاكرين نفسهم بحر، مع ان الفرق كبير والبحر لايمكن يخلص بس احنا بشر و قدرتنا محدودة اوي، النوع ده من البشر بيبقي محتاج انه يحب نفسه اكتر من كده و يصدق شوية ان طاقته دي اتخلقت منه عشانه قبل ما تبقي سبيل للبشر..
طاقة البشر بتبان في مواقف كتير، ساعتها فيه مؤشر جوانا بينور لمبة حمرة بتحذرنا من الطاقات المؤلمة واللي في اغلب الاوقات بنختار بإيدينا اننا نعيشها حتي لو علي سبيل التجربة وأوقات فيه بشر مش بتبقي عارفة قدر الطاقة اللي عندها غير في الوقت اللي بتبقي محتاجة تعيش لنفسها ومابتقدرش..
عزيزي القارئ .. كل واحد فينا جواه بطارية حياته ومن حق كل انسان انه يملا البطارية بتاعته بالشكل اللي يعجبه بس مش من حق كل واحد انه يدي اللي قدامه طاقة فاسدة و يقول اصل ده اللي عندي واذا كان عاجب يعني..
بطاريتك جزء من وجودك و جزء من روحك، لو ماحفظتش عليها روحك كلها هتفسد و لو خدت بالك منها حياتك هتبقي اسعد، وأيا كانت القرارات الغلط اللي خدناها في حياتنا وأيا كان عدد البشر الغلط اللي دخلناهم حياتنا وأخدوا من طاقتنا، نحاول من دلوقتي لحد اخر حياتنا نكون حوالين الناس اللي تشبهنا، ببساطة نكون حوالين الناس اللي طاقتهم فيها صفاء وسعادة و نحاول علي قد ما نقدر..اننا نخلي بالنا اوي اوي من اللي فاضل من البطارية ..