سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أبي أحمد يقود عصرا جديدا للسياسة الإثيوبية في إريتريا.. إنهاء أحد أطول الصراعات بالقارة الأفريقية..الفوائد الاقتصادية تفتح أذرع السلام .. وبابا الفاتيكان يبارك المبادرة
*أبي أحمد يرغب بوضع إثيوبيا بمكانة راعية الاستقرار بشرق إفريقيا * إريتريا : سنطوي صفحة الماضي ولن نقدم تنازلات * أبي أحمد : لن توجد حدود بيننا * الفائدة الاستراتيجية التي ستجنيها أديس أبابا من الصلح مع أسمرة منذ وصول أبي أحمد علي إلى منصب رئيس وزراء إثيوبيا، تنبئ تحركاته في المنطقة برغبته في إعادة ترتيب أوراق بلاده الإقليمية، والميل إلى حل النزاعات بدلا من تفاقمها. وكانت زيارته الأخيرة إلى القاهرة إحدى أهم الدلائل، والتي تعهد خلالها للرئيس عبد الفتاح السيسي، بعدم الإضرار بالأمن القومي المائي لمصر، كخطوة أولى على طريق الاتفاق حول واحدة من أهم القضايا الخلافية في إفريقيا. اتخذ أبي أحمد أول أمس السبت، خطوة تاريخية تتمثل في زيارته إلى إريتريا والتي تستمر ليومين، وهي أول زيارة رسمية لمسئول إثيوبي منذ نحو 20 عاما. بحث أبي أحمد مع رئيس إريتريا أسياسي أفورقي، الأزمات العالقة بين البلدين والتي كان على رأسها النزاع الحدودي.وفقا ل"سكاي نيوز" الأمريكية. سبق زياة أبي أحمد لإريتريا، زيارة وفد منها إلى أديس أبابا، للتمهيد لتلك الزيارة التاريخية، التي كان من المنتظر أن تضع حدا لأحد أطول النزاعات في تاريخ القارة. استقلت إريتريا عن إثيوبيا في عام 1993، بعد حرب دامت 3 سنوات لكن الصراع عاد ليندلع من جديد في عام 1998، حول بلدة "بادمي" الحدودية، وأدى ذلك إلى انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، فيما عدا الوفد الإريتري الدائم في أديس أبابا، والذي يمثلها بالاتحاد الإقريقي. وقال أبي أحمد من قبل إنه سيلتزم ببنود اتفاقية سلام بين البلدين، وأنه مستعد لقبول نقل تبعية منطقة متنازع عليها قائلا "ستتم مبادلة أرض بين البلدين، لكن ذلك لن يهم، لأنه لن توجد حدود بيننا، فالعلاقة بيننا ستقوى". رحبت إريتريا بمبادرة أبي أحمد، الذي ينتمي إلى قومية الأورومو، بعد أن كانت السياسة الإثيوبية تقاد من قبل التيجراي، الذين يتبنون مشروعا لتفكيك إريتريا. حيث قال يماني قبراب مستشار الرئيس الإريتري إن أسمرة وأديس أبابا ققتا طي صفحة الماضي، مؤكدًا أن الحكومة الجديدة في إثيوبيا مهتمة بإرساء السلام مع إريتريا. وأضاف أنه لا توجد أي تنازلات من البلدين لتحسين العلاقات لكن الهدف هو تحقيق مصلحة الشعبين. وأشارت القناة إلى أن حالة الطوارئ المستمر منذ عام 1998، تسببت في تعطيل عمليات التنمية في إريتريا واستنزف الموارد الاقتصادية لها، كما أن الشعب كان دائما تحت الطلب العسكري. ولا تقتصر الفائدة على الجانب الإريتري بالطبعع، فإن تطبيع العلاقات سيمنح إثيوبيا منفذا استراتيجيا مستقرا على البحر الأحمر، وذلك بالإضافة إلى تحسن العلاقات الاقتصادية مع جيبوتي وكينيا والصومال من قبل. حيث تعد إريتريا منفذا بحريا أكثر أمنا بالنسبة للتجارة الإثيوبية من جيبوتي، حيث تتواجد العديد من القوى العسكرية الدولية، كما أن استخدام أديس أبابا لموانئ أسمرة سيعود بالفائدة على إريتريا من حيث الرسوم. تطرح خطوات أبي أحمد بلاده بشكل أكثر فعالية على الصعيد الإقليمي، كما أنه يحوز في المقابل على المزيد من الشعبية داخليا، حيث تظهر إثيوبيا بصورة قائد عملية الاستقرار في شرق إفريقيا، فبالإضافة إلى الصلح مع إريتريا، لعبت دور الوسيط لحل نزاعات داخلية في السودان، وكذلك محاربة الإرهاب في القرن الإفريقي وخاصة حركة الشباب الصومالية. وعلى صعيد الشعبية الداخلية، ستجعل عملية الصلح مع إريتريا أبي أحمد قادرا على تقوية التحالف السياسي الداخلي الذي يرغب في استقرار علاقات أديس أبابا مع الدول الإقليمية. كما أشاد البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان بالخطوة التي يتخذها البلدان نحو السلام، وقال إن هناك أخبار سارة قادمة من إفريقيا، بأن إثيوبيا وإريتريا تستعدان لمناقشة السلام. وأضاف أنه في خضم العديد من الصراعات، من اللائق أن يشير الجميع إلى مبادرة تاريخية.