* أهالى القليوبية: * البعض ينظر للمسحراتى أنها مهنة الفقراء والغلابة * الإنترنت والدش والتكنولوجيا ألغت مظاهر الاحتفال برمضان * الزينة الورقية وأفران الكنافة البلدى تختفى من الشوارع شهر رمضان له طبيعة خاصة عند المصريين، حيث ارتبط الشهر الكريم ببعض العادات والطقوس التى تعودنا علينا منذ الصغر وكبرنا ونحن نشاهدها حتى سنوات قليلة، إلى أن اختفت اليوم. ومن أكثر الأشياء التي نفتقدها اليوم ونعيش على ذكراها، هي المسحراتي الذى ارتبطت مهنتة بالشهر الكريم، حيث كان يجوب الشوارع وهو يحمل طبلة صغيرة يطرق عليها بقطعة من الجلد وهو يردد "اصحى يا نايم وحد الدايم.. السحور يا عباد الله وحد الله". كما تعد الزينة الورقية من أهم معالم الاحتفال بشهر رمضان الكريم، حيث كان الجميع يحرصون على تصميمها وتعليقها فى الشوارع وأمام المنازل، ولكن مع تطور الوقت اختفت إلى حد كبير. وعن العادات الرمضانية، قالت دعاء عباس إن زينة رمضان هى أحد أسباب السعادة والشعور بأجواء رمضان الجميلة ومظاهر الاحتفال، لكن لم يعد الأمر كما كان حتى في أبسط الأشياء. وأضافت: "زمان كنا نقوم بتجميع أطفال الجيران لشراء مستلزمات الزينة والبدء فى قص الأوراق والورق الملون اللامع ولصقها بعضها ببعض من خلال الخيوط والعجين ثم نقوم بتعليقها بين شرفات المنازل، أما اليوم فالجميع يقوم بشراء الزينة الجاهزة وتعليقها دون صنعها"، مؤكدة أن "رمضان زمان كان أحلى من دلوقتى". وقالت أسماء جودة: "رمضان دلوقتى غير رمضان زمان، خاصة فى القرى والأرياف، فالزينة الورقية كنا نفرح ونستعد لتجهيزها قبل قدوم رمضان بأسبوع وكانت تصنع يدويا بواسطة الورق وتلصق بالعجين بعد تحويل الورق إلى أشكال مختلفة أهمها الفانوس والأهرام والدوائر المدببة"، مضيفة أن معظم شوارع القليوبية هذا العام غمرتها الزينة البلاستيكية الجاهزة واختفت تماما زينة رمضان، خاصة فى القرى. وقال محمد إبراهيم إن الشباب والصبية فضلوا جمع مبالغ مالية لشراء الزينة الحديثة وأحبال الزينة الكهربائية وتعلقيها فى الشوارع الرئيسية وهي على شكل مثلثات لكونها توفر الوقت والجهد ولا تحتاج إلا مجهودا بسيطا لوضعها أعلى الشوارع. وأكد بلال كيلانى، مدرس، أن اختفاء المسحراتي يعود الى عوامل عدة، منها التطور الذى لحق بالعديد من القرى وأصبح الإنترنت والدش صديقين أساسيين فى منازل القرى، علاوة على وجود الموبايلات، مشيرا إلى اعتبار الأغلبية أن مهنة المسحراتى تقتصر على الفقراء ومن العيب أن يتولى أبناء العائلات بها، حيث يجمع المسحراتي الأموال والأطعمة طوال الشهر، خاصة في نهايته. ولفت أحمد محمد إلى ا"ختفاء السهرات الرمضانية فى الشهر الكريم بعد أن كانت في الماضي تجمع الناس، فكانت العائلات الكبرى تقيم في هذا الشهر الكريم في منازلها لمة العيلة والسهرات، ويحضر فيها كبار المشايخ لقراءة القرآن والابتهالات الدينية حتى السحور، فلم نعد نسمع عن هذه العادات والتقاليد من الزمن الماضي الجميل، كما اختفت أيضا أفران الكنافة البلدى من الشوارع وحلت محلها الأفران الكهربائية أو الكنافة الافرنجى". وقال: "أيضا من بعض العادات التى اختفت إلى حد ما هذه الأيام، شراء ياميش رمضان واللحوم البلدى والفوانيس لارتفاع الأسعار بصورة مبالغ فيها، حيث اكتفى الأهالى بذبح الطيور التى يتم تربيتها فى المنازل فقط".