أيدى ماهرة تصنع دوائر تشد الناظرين حركاتها منتظمة ترش العجين من الكوز، وفى دقائق معدودة يلملم الكنافة البلدى من على النار على أنغام أغانى "أهلا رمضان" والتى تعود بالزبائن إلى الزمن الجميل هو صانع الكنافة البلدى تظهر عليه ابتسامة دائمة على الرغم من حرارة الجو وسخونة الفرن، ولكنه يستمتع بصنعته والتى أصبحت تراثا رمضانيا مازال موجودا يصارع الكنافة الآلى. وتعد صورة الكنفانى مرتبطة فىى الذاكرة بشهر رمضان الذى يرسم الكنافة بكوز العجين، حيث يصنع خيوط الكنافة البلدى فى مهارة على هيئة دوائر متوازية ساحرة تبدو كلوحة فنية وشعاع للشمس، فالدوائر الساحرة للكنافة على الصينية النحاس أمام الكنفانى التى تعكس فن ودقة الصانع الذى يدرى أصول المهنة وخبرة اكتسبها عبر سنوات طويلة. ويقبل المصريون على شراء الكنافة فى شهر رمضان، حيث تنتشر معه أجواء الزينة والبهجة، وتتعدد معه مظاهره الاحتفالية فى كل مكان بين الفوانيس الملونة والزينة والبهجة مع أنغام أغانى رمضان، وتحتفى موائد المصرين بشهر رمضان بأكلات ترتبط بالشهر الكريم من قمر الدين والتمر الهندى والخروب والخشاف والكنافة والقطايف، ومع تطور الزمن تطورت الكنافة وطرق تصنيعها بداية من الفرن الطين حتى المكينات الحديثة، وعلى الرغم من تطور صناعة الكنافة إلا أن الكنافة البلدى مازال لها مذاق مختلف، ومازال الكثير من المصريين يقبلون على الكنافة البلدى لأنها تمثل تراثا ورمزا للذكريات فى هذا الشهر الفضيل. التقت "البوابة نيوز" بمحمود الكنفانى أثناء قيامه برش العجين وتسوية الكنافة فهو رجل رشيق يلتف حولة العديد من الأطفال الصغار وكبار السن يتحرك برشاقة ممسكا بكوز يسيل منه خيوط العجين؛ ليرسم الدوائر البيضاء الساحرة وتتحول الى صفراء ليأكلها المواطنون. ويبدأ محمود الكنفانى يومه من الساعة الثامنة صباحا وحتى قبيل انطلاق مدفع الإفطار يقف أمام الفرن البلدى يدور يده بكوز لف العجين على الصينية النحاس التى ورثها عن أبيه، حيث يقوم ببناء فرن الكنافة كل عام أمام منزله ويرسم عليها خيوط الكنافة فى دوائر متوازية. قال محمود: إن زبون الكنافة البلدى صاحب ذوق رفيع والكثير من الناس لايقتنع إلا بالبلدى؛ لأن البلدى يوكل وكلنا تربينا عليها منذ الصغر والناس الكبار بتحبها عشان طرية وطعمة وأكثر المقبلين عليها كبار السن والفلاحين الذين يفضلونها بالزبد واللبن، وهى من معالم رمضان ولكن أغلب الطلب على الكنافة الآلى وأحلى حاجة فى البلدى تتعمل بالسودانى والشربات. والكنافة طعام الملوك وأصلها فاطمى حيث تعد من الذ ما تتزين به موائد رمضان لطعمها الشهى وفوائدها الكثيرة، وقد كانت طعاما للخلفاء كطعام للسحور وأخذت الكنافة مكانتها بين الحلويات وأصبحت من عادات شهر رمضان فى جميع العصور؛ لأنها طعام الغنى والفقير من مئات السنين. وعن سر صنعة الكنافة البلدى يقول محمود الكنفانى، أن سر صنعتها النفس والقلب الصافى وخفة اليد على الصينية النحاس وطريقة التسوية ودى إلى بتفرق الصنايعية عن بعض. واضاف ان فى الفرن البلدى يكون العجين هو سيد الصنعة، وتظهر مهارتى من خلالة فأنا أعمل العجين وأصبه، واضبط الفرن لأن التسوية فن على عكس الكنافة الآلى بتكون فيها الآلة هى إللى بتتحكم فى العجين، وهى الصانعة ومافيش فيها فن. وأكد محمود الكنفانى أن المهنة تحتاج الى الصبر مش اى حد يقدر يكون كنفانى بلدى لأنها تحتاج الى تحمل حرارة الفرن؛ لذلك الشباب يفضلون العمل على الكنافة الألى عشان أسهل وأن الإقبال على الكنافة البلدى قليل بالمقارنة بالكنافة الآلى، وتتكون الكنافة البلدى من مية ودقيق وسر المهنة فى النفس، مؤكدا(الكنافة بتاعتى ماحدش بيعملها). لابد ان ياخذ بناء الفرن البلدى الشكل الدورانى وتكون مساحة الدوران متناسبة مع مساحة الصينية التى يفترش عليها العجين واكد ان الكنافة البلدى إحدى علامات الشهر الكريم، حيث اعتاد الأهالى القرى والنجوع على شرائها من المدينة حيث يتزاحم حولة المواطنون من القرى فتعد الكنافة البلدى من اشهى مأكولات الزمن الجميل وسط غلاء اسعار الكنافة الآلى. وكتير من المواطنين بيجى يقولى انا مش بحس برمضان غير لما اشترى كنافة بلدى واعملها بالسمن والسكر لأن هى الأصل. وانا بستمتع وانا الف الكوز على الصينية واعمل حلقات الكنافة ودوائر منتظمة عشان أعمل كوربال، حيث يتحول من ابيض فاتح الى ذهبى عندما تنضج ويأكلها المواطنون على السحور بالسمن والسكر واللبن. وفى نهاية اللقاء قال محمود الكنفافنى أنا أتمنى أن يصبح ابنى طبيبا وأن أعلم جميع أبنائى تعليم عالى بالجامعات لأنى كنت متفوق دراسيا ولكن الظروف لم تمكنى أن أكمل تعليمى وأصبح طبيبا.