أكد الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي أن التعليم العالي يمس كل إنسان في مصر، وكل المسؤولين الذين تعاقبوا على الحكومات في مصر، موضحا أهمية التعليم بشقيه في النهوض والرخاء والتنمية، فهناك دول كثيرة اهتمت بقضايا التعليم، وذلك لأن التعليم هو البوابة الوحيدة للخلاص من كل المشاكل التي تواجهها الشعوب، لذلك تقدمت الدول المتقدمة عندما وضعت التعليم في الصفوف الأولية لأولوياتها. جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها بملتقى الفكر الإسلامي بالحسين والذي تنظمه وزارة الأوقاف يوميا بساحة مسجد الحسين. وأضاف عبد الغفار أن هناك رؤية واضحة للقيادة السياسية والحكومة في الاهتمام بالتعليم وتوجيه كافة المسئولين بوضع قضايا التعليم محل الاهتمام، ونحن نعلم أن التعليم الجامعي يبدأ فيما بعد الثانوية، ولا بد أن نعترف أن منظومة التعليم مرتكزة للأسف على الحفظ والتلقين دون الفكر والابتكار، وتلك مشكلة الطالب الجامعي في الحفظ والتلقين، وبعد الانتهاء من الامتحان لا يتذكر شيئا، مشيرا إلى ضرورة إعادة النظر في التعليم قبل الجامعي لنخرج طالبا مؤهلا للتعليم الجامعي، داعيا إلى وجود مناهج وخبرات تكتسب علميا وتشكل وجدان الإنسان وفكره، فالجامعة ليست للتعليم فقط، حتى نخرج إنسانا فاعلا في المجتمع، مع عمل برامج ودورات تدريبية تؤهل الخريج للتعامل مع التقنيات الحديثة وتوجهه إلى احتياجات سوق العمل، مع قدرته على خلق فرص عمل منافسة للسوق العالمية بما يليق بمصر وحضارتها ومكانتها بين الأمم، من خلال متخصصين يواكبون التطورات الحديثة، مبينا أن الجامعات المصرية تمتلك تاريخا طويلا في التدريس وطرقه مما يشكل جزءا كبيرا من التراث الإنساني. وأوضح الوزير أن المتوقع أن يصل عدد الطلاب مستقبليا في التعليم العالي بالجامعات إلى أربعة ملايين طالب، فلابد من التفكير في إستراتيجية جديدة للتعليم الجامعي بما يحقق استيعاب تلك الكثافة الطلابية، وذلك من خلال إضافة كليات جديدة والتوسع في إنشاء معاهد متخصصة مع دخول التعليم الفني والتكنولوجي لسد الفجوة بين المهندس والفني، فلا بد أن يكون التعليم الفني موازيا للتعليم العالي، مع العمل على إنشاء مجمع كليات تكنولوجية إحداها في بنى سويف، وقويسنا، والقاهرة الجديدة يكون دورها النهوض بمصر في العديد من المجالات، كالطاقة المتجددة، وصناعة النسيج والمواد الإلكترونية والغذائية، مبينا أن هذا جزء من رؤية كبيرة لتطوير التعليم العالي، فالبحث العلمي أساس تقدم الأمم، مشيرا إلى أن مصر لديها بنية علمية كبيرة ينقصها توجيه الطاقات العلمية لما فيه خير مصر ونمائها في مجالات الزراعة والصناعة والري للعمل على نهضة الدولة والمجتمع.