يراهن السيناريست الكبير مصطفى محرم على نجاح مسلسله الجديد "عصر الحريم" للمخرجة إيناس الدغيدي وإمكانياتها في أول تجاربها في مجال إخراج الدراما التليفزيونية، والمأخوذ عن رواية الكاتبة الكبيرة قوت القلوب الدمرداشية 1892 1968، والتي حملت روايتها نفس الاسم. الكاتب الكبير مصطفى محرم وصف الرواية بأنها كلاسيكية ترمي إلى الحاضر المعاصر، موضحا أن المسلسل الذي يعكف على كتابة السيناريو والمعالجة الخاصة به تدور أحداثه خلال الفترة من أول عصر الخديوي إسماعيل وحتى فترة الخديوي عباس، حيث يستعرض حال المرأة ووضعها خلال تلك الفترة. وقال إن المسلسل بمثابة مقارنة ساخرة بين وضع المرأة في الماضي والآن، وسط بعض المطالبات حاليا بعودة عصر الحريم وارتداء المرأة الحجاب والبقاء في المنزل، وكيفية تمردها على هذا الوضع من خلال معالجة درامية. وأكد أن المسلسل لن يكون أقل من مستوى المسلسل التركي "حريم السلطان" الذي حقق أعلى نسبة مشاهدة في تاريخ الدراما التركية، لكونه يجمع بين الدراما والتاريخ، لافتا إلى أن فكرة بقاء المرأة في المنزل مقهورة تعيش تحت سيطرة الرجل، وعالم الرقيق والجواري كانت سائدة منذ عهد الخلفاء الراشدين وعصر محمد علي واستمرت إلى عهد الملكة نازلي قرينة الملك فؤاد. وحول اختياره للرواية، قال السيناريست مصطفى محرم إن الكاتبة قوت القلوب الدمرداشية اخترقت بحرفية بالغة وبحسها الكبير عالم النساء بأحاسيسهن المختلفة في تلك الفترة، لافتا إلى أنه كان يمتلك تلك الرواية غير أنه لم يقرأها إلا بعد أن عرضتها عليه المخرجة إيناس الدغيدي لإعجابها الشديد بها ورغبتها في تقديمها في عمل تليفزيوني ضخم. وقال إن الكاتبة قوت القلوب الدمرداشية تمتاز ببراعة الأسلوب وعمق التناول، لافتا إلى أنها كان لديها صالون أدبي يحرص على التواجد فيه عدد كبير من الكتاب وأطلقت جائزة باسمها حصل عليها الكاتب نجيب محفوظ. وأضاف: "عندما بحثنا عن أسرة الكاتبة الراحلة، وجدنا أن لديها قصرين وتمتلك عائلتها مكتبة مفتوحة للقراءة معظم الكتب فيها باللغات الأجنبية، ولديها ابن يعمل طبيبا، وتم الاتفاق مع الورثة على تقديم الرواية، ومن ضمنهم ابنا علي أمين اللذين كان أحدهما متزوجا من ابنة قوت القلوب". يذكر أن آخر تعاون بين الكاتب والسيناريست الكبير مصطفى محرم والمخرجة إيناس الدغيدي فيلم "مجنون أميرة"، الذي عرض قبل ثلاثة أعوام من الآن. من ناحية أخرى، وصف الكاتب الكبير مصطفى محرم ما أثير خلال الفترة الأخيرة بشأن اقتباس فكرة مسلسل "مولد وصاحبه غايب" للفنانة اللبنانية هيفاء وهبي من مسلسل "نوسة" للمؤلف طارق البدوي، بأنها مزاعم سخيفة تم ترويجها من أجل الشهرة، لافتا إلى أنه انتهى من كتابة مسلسل "مولد وصاحبه غايب" عام 2009. وأشار إلى أن بيان نقابة السينمائيين في هذا الصدد يؤكد سلامة موقفه، لافتا في الوقت ذاته إلى أن المؤلف طارق البدوي أوهم الجميع بأنه أقام دعوى قضية لإثبات صحة موقفه، على خلاف الحقيقة، وقال: "أتمنى أن يكون أقام دعوى قضائية كي أتخذ إجراءات قانونية حيال تلك الادعاءات الزائفة في محاولة للتشهير بي".