* خبير تنمية: التعاقد مع مستثمرين لبناء صوامع في مقابل حق الانتفاع يحل الأزمة * وزير الزراعة الأسبق: * الصوامع الإسمنتية أنسب لتخزين "القمح المصري" * "الترابية" تصيب الإنسان بالتليف الكبدي والفشل الكلوي * خبير زاعي: * مضاعفة "المناطق اللوجيستية" ضرورة لمرحلة الاكتفاء الذاتي مع بداية موسم الحصاد السنوي للقمح تطل أزمة توريده للشون والصوامع، ويعاني الفلاح من عدم استلام المحصول، بسبب عدم وجود صوامع وشون كافية لعمليات التخزين بالمحافظات، الامر الذي يتسبب قيام الدولة باستيراد ما يقرب من 10 ملايين طن سنويا بالعملة الصعبة، مع العلم إن التجاه نحو مرحلةالاكتفاء الذاتي تتطلب حل هذه الأزمة في أسرع وقت ممكن. حق انتفاع وعن طرق حل الأزمة والبدائل التي يمكن أن يتم اتخاذها معا للأزمة المتكررة وتوفير أمكن لتخزين القمح بما يساهم في توفير الإكتفاء الذاتي، قال الدكتور على ابراهيم، خبير التنمية الزراعية، إن أزمة القمح السنوية تتضح بشكل كبير مع عملية توريد إلى الصوامع والشون، بسبب عدم وجود صوامع كافية لا ستلامه، مشيرا إلى أننا نحتاج ما يقرب من 600 صومعة، وهو ما يتكلف مبالغ كبيرة. وأضاف "ابراهيم" في تصريح ل"صدى البلد" أن هناك حلا لأزمة هذه الصوامع وهو أن نلجأ إلى نظام التمويل الإداري وهو أن يتم التعاقد مع المستثرين لبناء الشون والصوامع في مقابل حق الإنتفاع لمدة 20 عاما، وبذلك يتم حلة أزمة توريد القمح السنوية، موضحا أن استلام كميات القمح كلها من المزارعين يوفر على الدولة ما تتكلفه سنويا من العملة الصعبة. وأشار إلى أنه منذ عملية بدء توريد القمح تتضح الأزمة وتشهد الشون والصوامع تكدس وزحام شديد، لافتا إلى أن ال25 صومعة التي يتم بناؤها بمنحة من الإمارات حاليا توفر على الدولة 40 % من القمح الذي نستورده سنويا، مشيرا إلى أن الصوامع الحالية لن يتعدى قوة استيعابها 4 ملايين طن، وإذا كنا نتحدث عن مرحلة اكتفاء ذاتتي في المستقبل فيجب أن نؤهل أنفسنا لها جيدا. "الصوامع الإسمنتية" وقال الدكتور نادر نور الدين، وزير الزراعة الأسبق وخبير الأراضي والموارد المائية،إن مشكلة تخزين القمح باتت كما هي من قبل، وتصريحات وزير التموين لا تخرج عن إطار "الشو اعلامي". وأوضح "نور الدين" أن تصريحات الوزير في أبريل من العام الجاري وعد فيها بتسليم الصوامع لتخزين القمح قبل حلول موسم الحصاد، وأن الرئيس عبد الفتاح السيسي سوف يفتتح 17 صومعة رأسية و90 "أفقية" ولم يتحقق هذا علي أرض الواقع، وكأن موسم توريد القمح جاء فجأة. وأكد أن هناك عجزا كبيرا في الصوامع لتخزين القمح بمحافظات المنوفية، البحيرة، أسيوط، سوهاج والمنيا، مما اضطر المحافظين لفتح العديد من الشون الترابية، التي تصيب القمح بالتلف حيث تعرضه للحرارة والرطوبة، فضلا على أنه يكون في هذه الحالة عرضة للطيور والقوارض، و نضطر لفقدان كميات كبيرة من القمح نحن في احتياج لها. وأشار إلى أن تعرض القمح لحرارة تزيد عن ال 20 درجة مئوية، و رطوبة أيضا بنسبة 20%، يؤدي ذلك لتكون طبقة من الطفيليات حول حبة القمح تصيب الإنسان بعد ذلك بتليف الكبد وفشل كلوي. وأشار إلى أن الصوامع الأسمنتية أكثر ملائمة لتخزين القمح في حال توافرها عن الصوامع المعدنية والتي تلائم بلاد أوروبا نظرا للفروق المناخية. وأكد "نور الدين" إلي أن إعطاء الرئيس عبد الفتاح السيسي أشارة البدء لحصاد المليون ونصف المليون طن من محصول القمح تعتبر نواة لنجاج الزراعة في منطقة الفرافرة لا سيما وأنها منطقة صحراوية أثارت مخاوف الجميع، ولفت إلي أن هذه الأراضي صالحة وخصبة تصلح جيدا لزراعة بطاطس التصدير وزراعة الفاكهة والخضراوات الأورجانيك. "مناطق لوجيستية" وقال الدكتور جمال محمد صيام، أستاذ الاقتصاد الزراعي بجامعة القاهرة، إن مشروع "صوامع القمح" يعد من المشروعات الهامة لحفظ وتخزين القمح، مشددًا على أهميته في الفترة الحالية، مشيرا إلي أن بناء الصوامع بالقرب من المساحات المزروعة سيوفر تكاليف النقل والوقت والمجهود. وأوضح "صيام" أن مشروع الصوامع قائم بالفعل لاستيعاب الكميات الكبيرة من إنتاج القمح، وأشار إلى أن سعر القمح انخفض جدا في الفترة الحالية ، وهي فرصة كبيرة لتخزينه. وأشاد بمشروع المليون ونصف المليون فدان الذي افتتحه الرئيس"عبد الفتاح السيسي" أمس، الخميس، مشيرا إلى أنه إضافة حقيقية للاقتصاد والزراعة، وضخامة المشروع تضمن استيعاب أعداد اكبر من الأيدي العاملة ويتطلب متابعة جيدة من الدولة والحكومة. وأوضح " صيام" أن المناطق اللوجيستية تعتبر مراكز عالمية، بمثابة "بورصة عالمية للحبوب" بصفة عامة وللقمح بصفة خاصة وتساعد في تخزين كميات هائلة من القمح قد تغني عن وسائل أخري، وأكد أن توفير عدد من المناطق اللوجيستية كفيل باستيعاب كل كميات القمح في مصر، وتحقيق مستقبل آمن إذا ما وصلت مصر لمرحلة الاكتفاء الذاتي.