شهدت وزارة السياحة والآثار خلال الفترة من 20 إلى 26 ديسمبر 2025 نشاطًا مكثفًا عكس تنوع أدوارها بين صون التراث، وتطوير المتاحف، وتعزيز التعاون الدولي، والترويج للمقصد السياحي المصري عالميًا. وتوزعت الجهود بين مشروعات أثرية كبرى، ولقاءات دولية رفيعة المستوى، وفعاليات ثقافية وسياحية تعكس مكانة مصر الحضارية وريادتها في مجالي السياحة والآثار. اقرأ أيضا| «فتحي» يكشف حقيقة وجود فجوة كبيرة بين مرتبات العاملين بقطاعي السياحة والآثار| خاص في إطار متابعة المشروعات القومية الكبرى، شهد وزير السياحة والآثار بدء المرحلة الأهم من مشروع إعادة تركيب مركب الملك خوفو الثانية بالمتحف المصري الكبير، مع تثبيت أول قطعة خشبية على الهيكل المُعد خصيصًا، في خطوة تُجسد تقدمًا علميًا وتقنيًا غير مسبوق في مجال ترميم الآثار العضوية، وتؤكد عبقرية المصري القديم وقدرة الدولة الحديثة على صون تراثها. وعلى صعيد التعاون الإقليمي، التقى الوزير نظيره السعودي وزير الحج والعمرة، حيث جرى بحث سبل التنسيق المشترك لإنجاح موسم العمرة الحالي والاستعداد لموسم الحج السياحي المقبل، إلى جانب لقاءات مع شركات السياحة المصرية المتخصصة، لمناقشة آليات تحسين تجربة الحجاج والمعتمرين والارتقاء بجودة الخدمات المقدمة. دوليًا، شارك الوزير في احتفالية الذكرى الخامسة عشرة لتأسيس المتحف العربي للفن الحديث بقطر، تلاها اجتماعات لتعزيز التعاون الثقافي والأثري المشترك. كما التقى وزير الإعلام والثقافة والفنون والرياضة التنزاني لبحث فرص التعاون السياحي والأثري وزيادة الحركة السياحية البينية، ودراسة إعداد برامج سياحية مشتركة. وفي سياق دعم الشراكات الأوروبية، بحث الوزير مع سفير هولندا بالقاهرة آفاق التعاون في مجالي السياحة والآثار، ومن بينها استرداد رأس تمثال الملك تحتمس الثالث، وتبادل الخبرات في إدارة المتاحف والعمل الأثري. وعلى المستوى المؤسسي، ترأس الوزير أول اجتماع لمجلس إدارة هيئة المتحف المصري الكبير بعد افتتاحه الرسمي، حيث تم استعراض الإقبال الكبير من الزائرين، والإجراءات التنظيمية المتبعة لإدارة الكثافات، من خلال نظام الحجز الإلكتروني والتوقيتات المحددة. كما ترأس اجتماع مجلس إدارة المجلس الأعلى للآثار، الذي شهد إقرار عدد من مذكرات التفاهم الدولية، وتحسين أوضاع العاملين بالقطاع الأثري، وتطوير منظومة زيارة بعض المواقع الأثرية، وعلى رأسها إدراج زيارة هرم زوسر والمقبرة الجنوبية ضمن تذكرة سقارة الشاملة. وفي إطار الترويج الدولي للآثار المصرية، تفقد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الاستعدادات النهائية لمعرض «رمسيس وذهب الفراعنة» في محطته الجديدة بالعاصمة البريطانية لندن، والمقرر افتتاحه في فبراير 2026، مع مراجعة نظم التأمين والعرض المتحفي. وعلميًا، حظي كشف مقبرة الملك تحتمس الثاني بالأقصر باعتراف دولي بارز، بعد اختياره ضمن أهم عشرة اكتشافات أثرية عالميًا لعام 2025 وفق مجلة Archaeology، في تأكيد جديد على الريادة العلمية لمصر في مجال علم الآثار. كما نجحت الوزارة في إغلاق موقع إلكتروني مزور لبيع تذاكر المتحف المصري الكبير، تأكيدًا على حماية حقوق الزائرين، مع التشديد على أن الموقع الرسمي الوحيد هو visit-gem.com. وفي سياق تطوير القيادات، صدر قرار بتعيين الدكتور خالد حسن نائبًا للرئيس التنفيذي لهيئة المتحف المصري الكبير للشئون الأثرية، لما له من إسهامات علمية بارزة في مجال الآثار المصرية. ثقافيًا، نظم المتحف القومي للحضارة المصرية فعاليات مميزة احتفالًا باليوم العالمي للغة العربية، وأطلق فعاليات «روح ومحبة» احتفالًا برأس السنة وأعياد الميلاد، شملت معارض أثرية وفنية تعكس تنوع التراث المصري. أما على صعيد الترويج السياحي، فقد شاركت الوزارة في ورشة عمل لمنصة أماديوس العالمية، ونظمت قوافل سياحية ناجحة في إسبانيا والصين، شهدت إقبالًا كبيرًا من منظمي الرحلات ووكلاء السياحة، ما يعزز فرص زيادة الحركة السياحية الوافدة إلى مصر خلال الفترة المقبلة. ويعكس هذا الحصاد الأسبوعي رؤية متكاملة لوزارة السياحة والآثار تجمع بين حماية التراث، وتطوير المتاحف، وتعزيز التعاون الدولي، والترويج الذكي للمقصد المصري على خريطة السياحة العالمية.