* والد الطفل: ابني ينزف منذ 21 يوما * الطبيب أجري العملية بالليزر وهرب بعد أن أضاع مستقبل ابني * المستشفيات رفضت استقباله وأخبروني أن علاجه ليس موجود في مصر على سرير طبى بقسم جراحات التجميل بمستشفى "باب الشعرية الجامعى" جلس سعيد رمضان الرجل الثلاثينى، يتأمل بعين دامعة ملامح ابنه "كريم" الذى يستعد لمغادرة عامه الأول، ويمرر أنامله المرتعشة على جسده الضئيل لعله يخفف من آلامه التى لم تفارقه منذ خضوعه لعملية طهارة تسببت فى إصابة عضوه الذكرى بغرغرينة وتآكل أجزاء منه، داعيا ربه بأن يتغمده برحمته بعد أن حار الأطباء فى علاجه وامتنعت معظم المستشفيات الحكومية عن استقباله لصعوبة حالته وصم المسئولون بها كالعادة آذانهم عن سماع معاناته ولم يعد أمامه سوى بابه الذى لايرد من طرقه أبدا. وبصوت منهك من التعب ووجه أشقاه اليأس والخوف من مصير باهت الملامح ينتظر صغيره استهل الأب الثلاثينى الذى يعمل خراط بورشة صغيرة بأوسيم رواية تفاصيل معاناته ل"صدى البلد":" منذ شهر تقريبا توجهت الى عيادة دكتور يدعى يوسف بأوسيم لإجراء عملية ختان لطفلى كريم وبعد يومين من إجراء العملية فوجئت أن عين كريم قفلت تماما وبينزف من أنفه وشفايفه تورمت ومنهمر فى البكاء روحت للدكتور تانى قالنا حطوه فى ماء دافىء، لكن الحالة فضلت تتدهور. ويستكمل الأب حديثه: علمت من الأطباء أن الطبيب أجرى لإبني عملية جراحة بالليزر ومن غير ما يقولنا ويومها منع أى حد حتى جدة الولد أنها تدخل معاه وعندما كنا بنروح نغير لكريم على الجرح فى عيادته مكناش بنشوفه مكان الجراحة، وفى مرة حاولت أن اشوف الجرح لأن الولد علطول بيعيط فلاقيته متبهدل وحالته صعبة روحتله تانى لاقيته قالى أنا بقالى 35 سنة وعمرى ماشوفت الحالة دي وقال لجده أنه عنده انسداد فى الشرايين، واما قولتله أنت المسئول عن اجراء العملية قالى روح أبو الريش وهم هيعملوا معاك اللازم "، وتهرب منى وبعدها أغلق عيادته ، روحت أبو الريش كانت الساعة 12 ليلا اكد ألاطباء ان الحالة ميئوس منها ومالهاش علاج عندنا ، طيب انا اروح بيه فين دلوقتى المهم تعالوا الصبح الاستقبال وغادرت المستشفى. يحتضن الأب المكلوم ابنه فتختلط صرخاته وبكاؤه بكلمات ابيه الموجعة :"روحت بعدها عند اطباء كتير فى عيادات خاصة وروحت مستشفى قصر العينى الفرنساوى وكل دكتور يشوفه يرجعلى حق الكشف ويقولى الحالة دي علاجها مش عندنا ومحدش كان مصدق انها نتيجة عملية طهارة ودكتور فى القصر العينى الفرنساوى قال ان العضو الذكرى بتاع كريم أصيب بغرغرينا، وان حالته محتاجة استشارى، وحولنى على مستشفى الحسين الجامعى، وأول ما الدكتور شاف ابنى جرى ورفض يسقبل الحالة وسبنا قاعدين أنا وولدتى والطفل 4 ساعات على البلاط وهو بينزف وبيبكى من الوجع لدرجة انى انهمرت فى البكاء بعد ما يأست من حالته . وتابع الاب المكلوم قائلا : "ربنا كريم بعتلى الدكتور وائل عياد استشارى جراحات التجميل وحولنى على مستشفى باب الشعرية الجامعى"سيد جلال" وهو من ساعتها اللى تولى الحالة، وقبل مايقبلوا ابنى ومضونى على اقرار انهم مستلمينه كده بحالته ديه، وعملوا عملية لان عضوه الذكرى كان سقط لكن انا معرفش النتيجة ديه، وحررت محضر فى قسم باب الشعرية للدكتور اللى قضى على مستقبل ابنى علشان محدش يحصله تانى كده، فى البداية أمين الشرطة مكنش عايز يعمله لكن بعد ما شاف الحالة كتبه بس قالى:" ده اللى بحالته ده كان زمانه مات هو عايش ليه". يختنق صوت الرجل الثلاثينى من البكاء وهو يتحدث عن حاجة ابنه للعلاج فى الخارج :" الدكتور قالى إن حالة كريم تستوجب العلاج فى الخارج عملية زرع او ترقيع فى العضو الذكرى والخصية لكن قالولى ان العملية تتكلف مبالغ كبيرة واحنا ناس غلابة وانا عامل عادى وقالولى انها موجودة فى السعودية ، ان كل الى عايزه يتعالج فى الخارج أو دكتور كبير يتولى حالته لحد ما يبقى كويس ، ونفسى المسئولين يسمعوا صوتى ويهمتوا بالمرضى وخاصة الاطفال، انا لما شوفت محلب بيزور المستشفيات فرحت لكن نفسى يهتموا بالاطفال المرضى شوية، حرام انى الف كعب داير 21 يوما على كل المستشفيات وهو بينزف ومحدش عايز يقبلنى. وبنبرة غاضبة يقول الأب الثلاثينى الذى ترك عمله ليلازم ابنه فى المستشفى :"أنا بقول للمسئولين اتقوا الله فينا وارحمونا ، واهتموا بالمستشفيات الحكومية احنا لما بنوصل للدكتور بنكون خلاص وحتى الدكاترة بتكلمنا بطريقة وحشة قليل منهم اللى بيحترمونا أو يقولونا كلمة كويسة . وأضاف " مكنش بياكل خالص ، انا اتمنيت انه يموت علشان ربنا يرحمه لكن طول مافيه نفسى هجرى بيه، وانا لحد دلوقتى معرفش هل هيمارس حياته عادى اما يكبر ولا لا، كلهم بيقولولى منعرفش ديه اول حالة نشوفها بالطريقة ديه حتى الاستشارى مش عارف أدخله انا مش هسيب حق ابنى وهجيب الدكتور رغم انه بيتهرب وقفل عيادته، ومش هتصالح معاه بعد الى شوفته انا وأمى عمرى ما هتصالح خاصة انى عرفت أنه اذى قبل ابنى ناس كتير". تلتقط جدة الطفل "كريم" أطراف الحديث من ابنها المكلوم وبنبرة تتلون بالبكاء تقول:" طول عمرنا بنطاهر ولادنا، عمر ما شوفنا كده ولا حصل مع حد زى ماحصل مع حفيدى كريم، حسبى الله ونعم الوكيل فى الدكتور اللى قضى على مستقبل أول فرحة لينا، الى زى الدكتور ده لازم يتعدم فى ميدان عام علشان يبقى عبرة لامثاله من وعلشان مش يأذى أطفال تانين ملهومش ذنب، أنا نفسى السيسى يسمعنى ويأمر بعلاج كريم، وعمرى ما هسامح فى حق حفيدى بعد اللى شوفناه وعشناه ".