وصف وزير الخارجية السوداني علي كرتي،علاقات بلاده بالدول العربية ودول الخليج بالإستراتيجية، وليست تكتيكية أو مرحلية، مؤكدا أن السودان لا يمكن أن يعبث بمثل هذه العلاقات. وأوضح كرتي-في حوار مع "فضائية الشروق" مساء أمس /الأحد/- أن التوجه نحو الانفتاح على الدول العربية كان بتوجيهات واضحة من الرئيس عمر البشير، مضيفا أن هذا يعتبر الموقف الطبيعي للدولة، مشيرا إلى أن زيارة البشير الأخيرة للمملكة العربية السعودية، وزيارته للإمارات، تعتبر مظهرا من مظاهر التقارب، وتابع "أن الكثير من القضايا المشتركة كانت تتطلب حضوره لأهميتها، خاصة وأن السعودية شهدت تغيرات مهمة في الفترة الأخيرة". وقال كرتي، إن السودان استشعر الخطر الذي استشعرته المملكة والمنطقة العربية، من الأزمة اليمنية، وقرر المشاركة بالسرعة المطلوبة في تحالف "عاصفة الحزم"، وأضاف أن هذا الموقف وجد التقدير من السعودية والإشادة من كل الدول العربية، وقوبل بارتياح في الشارع السوداني. وحول العلاقات السودانية الأفريقية، ومشاركة الرؤساء والمسئولين الأفارقة، في مراسم أداء اليمين الدستورية للرئيس عمر البشير، قال كرتي "إن السودان أول دولة نالت استقلالها جنوب الصحراء، ودعمت كل حركات التحرر الأفريقية بالفكر والوثائق والمال والسلاح، ومن الطبيعي أن تكون علاقاته الأفريقية بهذا المستوى". وأشار إلى أن السودان تجاوز بعد اتفاقية السلام الشامل، وانفصال جنوب السودان، الآثار السالبة لحرب الجنوب، والتي كانت تروج بأن الحرب عنصرية، ودينية، والتي استغلها بعض الأفارقة لتشويه صورة السودان. وأكد وزير خارجية السودان، أهمية استمرار الحوار الوطني الذي قال "إنه أصبح بندا مهما في كل اللقاءات مع المسئولين الغربيين"، نافيا ما أشيع عن وجود جهات داخل الحكومة لا تريد حوارا. وأشار إلى أن صبر الرئيس البشير على الحوار، أفشل محاولات الاستفزاز للدولة وللحوار من البعض، مجددا الدعوة لحملة السلاح والمعارضين للانضمام لطاولة الحوار. وأشار كرتي لأهمية مواصلة الحوار مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، منوها إلى أنه يجب أن يمس العلاقات والقضايا الأساسية بين البلدين، وقال "إن ما يبتغيه السودان ليس مجرد التطبيع فحسب"، منوها إلى أن التطبيع سيحدث تلقائيا بمجرد رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على السودان، ورفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب. وقال إن قضية السودان في الولاياتالمتحدة، تتبناها جهات محددة لديها مصلحة في استمرار الوضع الحالي للعلاقات بين البلدين، وأن هذه الجهات كانت تدعو لفصل جنوب السودان لتدمير السودان. وأكد كرتي، أن السودان منذ ثلاثة أعوام، رفع شعار التعامل مع الدول الأوروبية منفردة وليس تحت إطار الاتحاد الأوروبي، الذي قال "إنه لا زال في قبضة بريطانيا"، مشيرا إلى أن للسودان علاقات ممتازة مع ألمانيا وإيطاليا وأسبانيا والنمسا، وتوقع جذب استثمارات أوروبية كبرى بالسودان، بعد بدء ولاية الرئيس عمر البشير الجديدة.