أعرب وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق، اليوم الخميس، عن قلقه من "استمرار التصرفات الإيرانية حتى بعد الوصول إلى اتفاق حول برنامجها النووي"، لافتًا إلى أن "أحداث اليمن تذكير بالنوايا الحقيقية لإيران"، مشيرًا إلى أن "الشرق الأوسط أمام مفترق طرق وجودي". وقال المشنوق - في محاضرة في مركز ويلسون في العاصمة الأمريكيةواشنطن نشرت في بيروت - "لا يمكن الاعتماد على محاربة تطرف مذهبي بتطرف مقابل"، مؤكدًا أن "الإسلام دين السلام والتسامح والاعتدال". وأضاف " نعيش أوقاتًا استثنائية وصعبة، حيث يواجه لبنان والمنطقة العربية خطرًا غير مسبوق"، مشيرًا إلى أن ما يسمى بتنظيم داعش هو تهديد لاستقرار وأمن المنطقة بأكملها، والعالم. وتابع " إن أشرطة الفيديو البشعة عن عمليات الحرق وقطع الرؤوس تذكرنا بالخطر الذي يشكله هذا التنظيم الوحشي علينا جميعنا، والسؤال الذي على الجميع أن يطرحه اليوم هو: كيف يمكن للعالم أن يهزم "داعش"؟". وقال المشنوق " لا شك أن الضربات الجوية التي يشنها التحالف الدولي هي شرط ضروري لإضعاف وهزيمة (داعش)، لكن هذه الضربات الجوية وحدها ليست كافية، لأن هزيمة (داعش) وغيرها من التنظيمات الإرهابية، تتطلب حرمان هذه التنظيمات من قدرتها على جذب المناصرين". وأضاف أن داعش تتغذى على المآسي ومشاعر الغضب والاقصاء التي تعتري المجتمعات السنية خاصة في العراقوسوريا..مشددًا على أن الحل السياسي وحده قادر على سحب البساط من تحت أقدام داعش، وهذا يعني الاشراك العادل لجميع العراقيين والسوريين في النظام السياسي، والجيش الوطني غير المذهبي، وضمان سلامة وكرامة الشعب. وقال "علينا أن نتأكد من هزيمة (داعش) نهائيًا من الداخل، فوحدها الجيوش الوطنية التي تضم الجميع، وليس الميليشيات المذهبية، قادرة على محاربة (داعش) من دون جعل المشكلة أسوأ مما هي عليه اليوم". وأضاف "أن إيران تعتبر لبنان اليوم جزءًا من منطقة نفوذها، وسياساتها في لبنان تزعزع استقراره وتقسم بلدنا، وهي تفاوض المجتمع الدولي حول برنامجها النووي من جهة، فيما تستمر من جهة أخرى في توسيع نفوذها في المنطقة بدءًا من العراق إلى اليمن، وصولاً إلى لبنان، سوريا والبحرين. والأنباء المقلقة من اليمن اليوم، تذكير بالنوايا الحقيقية لإيران". وأردف "هذه واحدة من الأسباب الرئيسة لنمو التوتر المذهبي في بلادنا، ونأمل أن يؤدي أي اتفاق مع إيران إلى تغيير في سلوكها تجاه جيرانها".