جاءت عملية عاصفة الحزم انطلاقا من المملكة العربية السعودية مع تضامن دول مجلس التعاون الخليجي ودول عربية وإسلامية منها مصر والأردن لتؤكد الصحوة العربية القوية التي هبت في لحظتها الأخيرة لتحافظ علي وحدة وسلامة التراب اليمني وإرجاعه معافا إلي أحضان أمته العربية من خلال الطلعات الجوية فجر اليوم تلك الطلعات التي جاءت ناجحة في تحقيق أهدافها عندما استطاعت أن توقف الهجمات الشرسة من جانب ميلشيا الحوثيين علي ما تبقي من محافظات اليمن وبخاصة في تعز، وعدن التي كان يقطن بها الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي بعد إطلاق الصواريخ علي مقر إقامته بالأمس ثم السيطرة الكاملة علي جنوب اليمن ومضيق عدن بمساعدة إيرانية متبجحة وأطراف داخلية استغلت الحوثيين لتحقيق أهداف خبيثة وشيطانية باليمن العربية التي تعتبر الحديقة الأمامية للسعودية والمنطقة الإستراتيجية الهامة للأمن العربي والدولي وهو الأمر الذي سعت إليه إيران بمساعدة الرئيس السابق علي عبد الله صالح وأتباعه الذين ساندوا الحوثيين للانقلاب علي الشرعية في اليمن وعلي مجريات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية التي حققت ولفترة الأمن والسلم في اليمن بمباركة عربية ودولية. إن الضربات الجوية والاستعدادات التي تبديها الدول العربية والدولية لمباركة المبادرة السعودية جاءت استجابة لنداء واستغاثة الرئيس منصور هادي وهي استغاثة مشروعة بميثاق جامعة الدول العربية والقرار 51 من ميثاق الأممالمتحدة لمساندة الدول التي تمر بتلك الظروف ولهذا أثبتت دولنا العربية بهذا التحالف القوي بأنها قادرة الآن علي تقرير مصالحها وأخذ حقوقها بأيديها دون النظر إلي الدول الأخري التي كانت تعرقل مسيرتنا العربية وتفرد قرارتنا السياسية والعسكرية وفقا لمصالح وأمن المنطقة العربية وبخاصة ما يواجهها اليوم من تحديات جمة جعلتها مستهدفة وممهدة لمطامع بعض الدول وما يهددها أيضا من إرهاب وإمكانية التفتيت والتقسيم لدولها وبخاصة بعد هيمنة إيران علة المنطقة ومد نفوذها وفق منظور سياسي ومذهبي واقتصادي في العراق وسوريا ولبنان وغزة من خلال تواجد ونفوذ بمساندة الميلشيات التي تصنعها إيران علي الملأ ومؤخرا ميشيا الحوثيين في اليمن دون أي اعتبار لبعد الجوار مع الدول العربية أو احترام من جانب إيران لسيادة تلك الدول وأمنها القومي والاستراتيجي مع تنامي قوتها العسكرية ومناورتها المستفزة في المياه الخليجية والمنطقة العربية إضافة لقوتها النووية التي تواجه وقوف الدول العظمي تجاهها بسبب نواياها التوسعية في المنطقة العربية التي كانت إيران تتوهم أنها منطقة ماتت إلي الأبد بعد التوترات والإرهاب العاصف الذي يضربها حتي أخطأت في قراءة حساباتها لجيرانها أو مراجعة ذاتية للأحداث التاريخية لدولة الفرس قديما عندما هب العرب وفي يوم كهذا اليوم لمواجهة دولة الفرس وهو يوم ذي قار الذي يعد يوما تاريخيا في أيام العرب في الجاهلية عندما انتصروا علي الفرس في بطحاء ذي قار بالقرب من الكوفة، وفيه هزمت القبائل العربية جيش كسري أشد هزيمة وقال فيه الرسول 'ص ' وفق كتاب الأغاني للأصفهاني أنه يوم انتصفت فيه العرب علي الفرس، وهو يشبه إلي حد كبير انتصار المسلمين علي الفرس في معركة القادسية 636م بقيادة سعد بن أبي وقاص الذي قتل رستم فرخذاد قائد الجيوش الفارسية في عهد الإمام عمر بن الخطاب، وهي معركة كانت حاسمة في تغيير مجريات التاريخ بالعالم عندما هزم العرب والمسلمون الفرس ثم الروم لينتصروا علي أكبر قوتين استعماريتين بالعالم، ولهذا جاءت الضربة الجوية للتحالف العربي اليوم لتنبه إيران بأن العرب موجودون ولن يفرطوا من الآن في دولهم وحقوقهم ومقدراتهم وأنهم سوف يسعون بالحفاظ علي اليمن ورد الحوثيين ومن وراءهم علي أعقابهم وتثبيت الشرعية وإعادة الرئيس والحكومة الشرعية ثم العمل العربي الجماعي بالحفاظ علي الدول التي تتواجد بها إيران وتهدد من خلالها الأمن والسلم العربي ليكون ذلك بمثابة الدرس الكبير لكل القوي والميلشيات والتنظيمات الإرهابية التي تفكر بالاستيلاء علي بلداننا العربية وتهديد أمنها واستقرارها انطلاقا من قرارات جامعة الدول العربية المجتمعة في شرم الشيخ اليوم علي مستوي وزراء الخارجية العرب في وحدة وتضامن لم تشهده الجامعة من قبل استعدادا لاستقبال الوفود من الملوك والرؤساء العرب غدا وبعد غد لمباركة القرارات القوية التي اتخذت ومنها إقامة قوة دفاع عربية مشتركة للرد علي كل من يفكر في الاعتداء علي دولنا العربية وعلي مقدراتها وأمنها علي هذا النحو ليكون هذا اليوم بمثابة عهد جديد للتضامن والتكتل والوحدة العربية من المحيط إلي الخليج للوقوف ضد كل معتدي.