قال الدكتور محمد عبدالله يونس المدرس بكلية آثار الفيوم، إن مجموعات النقود الإسلامية المحفوظة فى المتاحف والقصور ولدى أصحاب المجموعات الخاصة نالت اهتمامًا كبيرًا من الباحثين فى مجال المسكوكات الإسلامية منذ القرن الثامن عشر الميلادي، حيث تم تصنيفها ونشرها ضمن كتالوجات خاصة عن النقود الإسلامية. جاء ذلك بمناسبة الدورة التدريبية الدولية التى ينظمها مركز بحوث وصيانة الآثار بكلية آثار جامعة الفيوم تحت عنوان "علم النميات الإسلامية، وتطوير المدارس البحثية" والتى من المقرر عقدها علي مدار يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين. وأوضح يونس أنه منذ ذلك التاريخ لم ينقطع الاهتمام بدراسة النقود الإسلامية وحظت بدراسات تحليلية للاستفادة منها فى دراسة التاريخ والحضارة الإسلامية باعتبار النقود من أهم مصادر التاريخ الإسلامي، حيث بدأت هذه الدراسات التحليلية منذ منتصف القرن الماضي تقريباً. وشهدت هذه الفترة العديد من مناهج البحث والدراسة المتعلقة بهذا العلم من خلال جمع وتصنيف مجموعات النقود والصنج والأوزان والمكاييل والميداليات المحفوظة فى المتاحف الحكومية والأهلية وأصحاب المجموعات الخاصة. وأشار إلي أن الدورة التدريبية التي ستعقدها الكلية تهدف في المقام الأول إلي تطوير وتنمية مهارات الباحثين في علم المسكوكات والآثار الإسلامية، خاصة أنه منذ نهاية القرن الماضي وأوائل هذا القرن بدأ التوجه إلى مناهج جديدة للبحث فى علم النميات الإسلامية تهدف إلى استقراء شامل لهذه الوثائق الأثرية المهمة، ودراستها من الناحية الصناعية والفنية. وقال "نعنى بالنميات دراسة قوالب السك، وارتباطها بطراز المسكوكات وربط ذلك بالتقدم الفني والصناعي للدولة، ودار السك، مع ارتباط ذلك كله بالحياة الاقتصادية للدولة". وتابع: كما ازداد الاهتمام بالاستفادة من هذه المسكوكات ودراستها فى ضوء ثقافة العصر الذى تداولت فيه، وتفسير ما نقش علي هذه المسكوكات من كتابات وخطوط عربية وغير عربية وزخارف نباتية وهندسية وآدمية وحيوانية وكائنات خرافية، ورسوم عمائر وأدوات وغيرها فى ضوء الظروف والأحداث التاريخية المعاصرة لها. إضافة إلى دراسة الكنوز المكتشفة من هذه النقود دراسة مختلفة من حيث الاستفادة فى دراسة التداول النقدي، والطرق التجارية، والعلاقات الاقتصادية والسياسية بين الدول، والرواج الذي تشهده بعض النقود، وامتدادها زمنياً وجغرافياً.